أول مؤتمر عراقي يكرم الإيزيديات اللواتي تعذبن على يد "داعش"

الإثنين 14/مارس/2016 - 10:34 ص
طباعة أول مؤتمر عراقي يكرم
 
تستحق الإيزيدييات العديد من أشكال التضامن والمواساة بسبب الآلام القاسية التي تعرضن لها على يد داعش، ومؤخرًا عقد في بغداد المؤتمر الأول للتضامن مع النساء الإيزيديات اللاتي تعرضن للاضطهاد والاعتداء من قِبل عناصر تنظيم داعش في الموصل والمناطق الشمالية من العراق، ولدعم دور المرأة الإعلامية في العراق واستذكارًا لعدد من الصحفيات اللاتي قُتلن في الميدان، والنساء الشجاعات اللاتي قاتلن ضد التنظيم المتشدد وسَطَّرن حروف الشجاعة والبطولة وعَبَّرْن عن دور لا يقل أهمية عن دور الرجل في المواجهة.
أحلام قاسم المالكي رئيسة مؤسسة بلدي للإعلام والثقافة الراعية للمؤتمر قالت، إنه يأتي كتعبير عن رغبة حقيقية في نصرة النساء العراقيات اللواتي عشن تجربة مريرة خلال المرحلة الماضية ومنذ دخول تنظيم داعش الإرهابي إلى الموصل وبعض المدن العراقية، وما تعرضت له المرأة الإيزيدية من قتل وسبي واغتصاب وسجن وتعذيب وترهيب، وكذلك النساء التركمانيات في الموصل، وأضافت السيدة المالكي: "إن المرأة الإعلامية كأطوار بهجت التي قتلت في الميدان الصحفي لا يمكن أن تُنسى، أو تُهمل ذكراها بل تتجدد فينا كل يوم لتمنحنا العزم والقوة، وكذلك نساء كأشواق النعيمي وأمية جبارة التي قادت الحرب ضد داعش في ناحية العلم.
المؤتمر الذي حضره المئات من المتضامنين ونواب في البرلمان وأعضاء في اللجان الحقوقية والثقافية في مجلس النواب، وممثلو هيئات مستقلة ومنظمات وشخصيات قانونية وفنانون وشعراء وكتاب وصحفيون من بينهم النائب السابق فوزي ترزي الذي أشار في كلمة له إلى حجم المأساة التي طالت نساء القومية التركمانية شهد أيضًا حضورًا للمرأة الإيزيدية ولشخصيات وجهائية من الطائفة المنكوبة والتي وصفها النائب حاجي كندوز ممثل الطائفة في البرلمان بالضحية المنسية. بينما حيت السيدة انتصار علاوي مساعدة رئيس الوزراء الأسبق في حركة الوفاق الوطني الدكتور إياد علاوي الجهود التي بذلت لعقد المؤتمر ولنصر النساء المهمشات واللواتي يتعرضن لاعتداءات جسيمة ومكلفة في ميدان المجتمع بعد هجمة داعش الشريرة، أو اللاتي يكافحن في ميدان العمل الصحفي والسياسي والمجتمعي والذي وصفته الحقوقية الدكتورة بشرى العبيدي بأنه ميدان التضحية والعطاء الذي لا ينضب.
ومن النماذج التي تعبر بقوة عن حالة القهر الذي تعرضت له الإيزيديات علي يد داعش حسب تقرير لصحيفة (الجارديان) البريطانية فإن الأرملة الإيزيدية عمشة كانت "اختطفت على يد عناصر التنظيم"، وأنها بيعت لرجل خمسيني بسعر 12 دولاراً أمريكياً، فيما بيعت بنات أخريات بثمن أغلى من ذلك بكثير.
وتعد عمشة واحدة من مئات الفتيات الإيزيديات اللواتي تم اختطافهن من قبل "تنظيم الدولة الإسلامية" في الأشهر الأخيرة، وهي واحدة من الفتيات الإيزيديات اللواتي تمكنّ من الهرب، إلا أنها تشعر بأنها لا تملك الشجاعة الكافية للاستمرار في هذه الحياة، هي تتمنى "الموت" اليوم.
وكشفت كاتبة التقرير من مدينة دهوك العراقية أنابيل فان دين بيرغي أن العديد من الإيزيديات اللواتي استطعن الهروب من أيدي "تنظيم الدولة" أكدن أنهن احتجزن في قاعات أو مراكز احتجاز ليتم بيعهن لاحقاً كجزء من غنائم الحرب.
ويعتبر تنظيم "الدولة الإسلامية" أن استعباد الأعداء وإجبار نسائهم على الزواج من مقاتليهم إنما هو تطبيق لأحكام الشريعة، وذلك بحسب بيان للتنظيم نشره على مواقع التواصل الاجتماعي.
وذكر البيان الذي نشره التنظيم أن "من يشكك بأحكام الشريعة فهو بذلك ينكر ويستهزئ بالآيات القرآنية وروايات النبي"، مضيفاً "أن الأمهات لم يفصلن عن أولادهن الصغار".
وتقول عمشة: إن ما يصبرها هو أنها استطاعت الحفاظ على طفلها البالغ من العمر 21 شهراً، مضيفة أنها عانت الأمَرَّيْن خلال الأشهر الثلاثة الماضية.
تصفيات وقتل
وسردت عمشة قصة الهجوم الذي قاده "تنظيم الدولة الإسلامية" على بلدتها بداية شهر آب (أغسطس)، وكيف أقدم على تصفية رجال البلدة ومن بينهم زوجها وشقيقه رمياً بالرصاص أمام أعين سكان القرية الذين هرب قسم كبير منهم إلى جبل سنجار.
وقالت عمشة التي شاهدت زوجها يقتل أمام عينيها بأنها اقتيدت مع العديد من فتيات ونساء القرية في شاحنات صغيرة إلى سجن لا يستطعن الخروج منه إلا إذا تم بيعهن، مضيفة أن عمليات بيع الفتيات كانت تتم يومياً، إذ يدخل الرجال ويختارون الفتاة التي يريدونها ويشترونها، وأكثريتهم من العراقيات.
وأشارت إلى أن "رجلاً خمسينيًّا اشتراها بـ 12 دولاراً أمريكياً"، مؤكدة أن ليس قتل زوجها أمام عينيها هو ما كسرها، بل إجبارها على الزواج والشعور بالمهانة أشعرها بالمهانة والمذلة، موضحة أن هذا الزوج كان "يضربها ويعنفها".

شارك