بعد ظاهرة العناتيل.. تشكيل عصابي لسرقة السيارات بقيادة مرشح حزب النور السلفي

الإثنين 14/مارس/2016 - 12:59 م
طباعة بعد ظاهرة العناتيل..
 
بعد أن كاد الشارع المصري ينسى ظاهرة "عناتيل" حزب النور والدعوة السلفية، وتلك الممارسات السيئة التي شغلت الرأي العام المصري لفترات طويلة، وفي ظل الجهود الأمنية المكثفة من قبل فرق البحث الجنائي بوزارة الداخلية، للحد من ظاهرة سرقة السيارات التي باتت منتشرة في أنحاء الجمهورية، تمكنت مباحث قسم شرطة فاقوس، التابعة لمحافظة الشرقية من إلقاء القبض على كلٍّ من "صبري م" والشهير بــ "صبري البلبيسي"، ويعمل دكتورًا صيدلانيًّا، وأحد المرشحين السابقين لحزب النور عن دائرة "فاقوس" لانتخابات مجلس النواب 2015، و"حسام س" عاطل ومحل إقامته بندر فاقوس، أثناء قيامهما ببيع إحدى السيارات المسروقة ماركة "كيا سيراتو" لونها "أسمر ملاكي المنيا" بسعر رخيص جداً لا يتناسب مع سعر السيارة الحقيقي، بعد تغيير ملامحها .
وبعد البحث والتدقيق والكشف عن لوحات السيارة، تبَيَّن عدم مطابقة اللوحات لرقم شاسيه السيارة، كما أن السيارة المضبوطة تم التبليغ عن سرقتها من مدينة نصر في 2015 بالمحضر رقم 32438 لسنة 2015 بقسم شرطة مدينة نصر، وكشفت تحريات المباحث أيضاً عن قيام "حسام س" بسرقة السيارات من خارج محافظة الشرقية، وتسليمها إلى مرشح حزب النور السابق، الذي هو بدوره يقوم بتغيير ملامحها وبيعها .
وتم القبض على المتهمين، وأقروا بالواقعة، وبسرقة 5 سيارات أخرى حديثة والقيام بتقطيعها واستخدام أوراق ورخص مزورة، وبيعها بنفس الطريقة قبل ذلك، وتم عمل محضر بقسم شرطة فاقوس تحت رقم "736 لسنة 2016" إداري، وأدلى فيه المتهمين باعترافاتهم وأقروا بارتكاب السرقة.
بعد ظاهرة العناتيل..
يكاد الخبر أن يكون عاديًّا فكثير ما يتم القبض على تشكيلات عصابية لسرقة السيارات أو لارتكاب جرائم مختلفة، ولكن هذا الخبر ما يجعله غير عادي أو غير طبيعي هو وجود أحد مرشحي حزب النور في الانتخابات الماضية 2015، وبما أنه كان مرشحًا للحزب فهو بالضرورة قيادي بالدعوة السلفية وبالضرورة أيضًا كان يصعد منابر المساجد لإلقاء خطب ودروس، ويطالب كباقي المنتمين لهذا الفصيل الإسلامي بتطبيق الحدود، كبداية لتطبيق شرع الله الذي يفهمه هو، فأي شرع كان هذا القيادي السلفي يريد تطبيقه؟ أم أنه استحل أموال المسلمين بعدما قام بتكفيرهم حسب منهجهم وعقيدتهم "الولاء والبراء"؟ أسئلة كثيرة يفتح أبوابها هذا الخبر دون وجود إجابات حقيقية لها، فهل نستطيع المطالبة بتطبيق حد السرقة على هذا القيادي السلفي الطبيب الصيدلي؟ أم أنه الآن سوف يطالب بمحاكمته أمام القضاء المدني الطبيعي؛ لأنه ليس به حدود ويكتفي حسب مفاهيمهم بالتعزير؟ 
بعد ظاهرة العناتيل..
الخبر جد خطير ولا بد من مناقشته على مستويات كثيرة، أولها إعادة النظر فيما تطلقه الدعوة السلفية من خطابات الكراهية للآخر سواء كان قبطيًّا أو شيعيًّا أو امرأة أو خارج إطار تلك الجماعة السلفية، ذلك الخطاب الذي يُحدث بالفعل فجوة اجتماعية، ويؤدي في نهاية الأمر إلى حدوث ما يطلق عليه "فتنة طائفية"، هذا الخطاب النابع من عقيدة أساسية لدى معظم فصائل التيار الإسلامي ألا وهي عقيدة "الولاء والبراء" والتي يؤدي فهمها الضبابي لدي هذه الفصائل باستحلال أموال الناس وأعراضهم. فليست ظاهرة "العناتيل" إلا استحلالًا لأعراض الناس؛ لكونهم- حسب رؤية الدعوة السلفية- خارجين عن الملة لأنهم لا ينتمون للجماعة، فتصبح "أموالهم ونساؤهم غنيمة لنا" وطبقًا لهذا المفهوم نصبح أمام جماعة تكفير حقيقية ولا بد من مواجهتها على كل المستويات بداية من خطبة الجمعة وحصة الدين في المدرسة الابتدائية والعظة الأسبوعية في الكنيسة، مرورًا بالمؤسسة الدينية وما يجب أن تقدمه من فقه الواقع ومناقشة تلك الفصائل ومراجعة أفكارها وخطاباتها.

شارك