تساؤلات حول تداعيات قرار روسيا بسحب قواتها من سوريا

الإثنين 14/مارس/2016 - 11:16 م
طباعة تساؤلات حول تداعيات
 
في خطوة مُفاجئة لتطورات الأوضاع الميدانية التي تشهدها سورية منذ دخول الروس طرفاً رئيسًا في الأزمة عبر تنفيذ طلعات جوية ضد البؤر الإرهابية، ما غيّر من دفة الانتصارات الميدانية لصالح نظام الرئيس السوري بشار الأسد والقوات الرديفة له، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال اجتماع في الكرملين مع وزيري الدفاع والخارجية الروسيين، اليوم (الاثنين) 14 مارس 2016 ببدء سحب القوة العسكرية الروسية الأساسية من سوريا، على أن يبدأ تنفيذ تلك الخطوة اعتباراً من يوم غد (الثلاثاء) 15 مارس 2016.
وفتح القرار الروسي جملة من التكهنات حول مصير الرئيس السوري بشار الأسد، ومدى أثر القرار على الأوضاع الميدانية، وهل جاء بعد التنسيق مع نظام الأسد، فضلاً عن أسباب القرار الروسي ومبرراته في ظل الخسائر التي يتعرض لها النظام الروسي نتيجة إصرار المملكة العربية السعودية خفض سعر البترول الخام، إلى جانب التساؤل حول القرار الروسي هل جاء بالاتفاق مع أمريكا أم لا، وهل هو جزء من اتفاق على تسوية الأزمة. 
تساؤلات حول تداعيات
ورجح مراقبون أن يكون القرار نتيجة للمواقف المُحرجة التي تسبب فيها نظام الرئيس السوري بشار الأسد، لروسيا خاصة فيما يتعلق بمصير الأسد، حيث أكد وليد المعلم في خطابه الاخير، أن الرئيس الأسد خط أحمر لا يمكن الاقتراب منه.
فضلاً عن تغريد نظام الأسد منفرداً بعيداً عن الروس، حيث دعا بشار إلى انتخابات برلمانية، وهو على غير ما اتفقت عليه موسكو وأمريكا وأطلعا عليه المفوض الأممي ديمستورا، وهو الأمر الذي أغضب بلا شك الروس.
لذلك يمكن القول إن القرار الروسي هو رسالة سياسية من الروس لنظام بشار الأسد، مفادها هل تريد المضي في المفاوضات لحل سلمي للأزمة نتيجة تأزم الوضع الميداني في سورية، أم تريد الانتحار وتأزيم الوضع أكثر مما هو عليه، بالإصرار على البقاء، إلا أن الكثير أكدوا عدم تخلي الروس عن الأسد، وهو أول رد فعل للنظام السوري الذي أكد تعهد روسيا باستمرار دعم سوريا في حربها على الإرهاب.
الخطوة الروسية ربما جاءت كذلك لإفساح المجال للعمل الدبلوماسي لتسوية الحل سلمياً، وأنها جاءت كخطوة للخلف، لكنها لن تكون إطلاقاً تخلي عن نظام الأسد.
تساؤلات حول تداعيات
بوتين الذي بدا أنه يحاول الخروج بشكل لائق من الخندق السوري المشتعل منذ نحو 5 سنوات، دون حلول تلوح في الأفق حالياً، قال "أبلغت بشار الأسد أننا سننسحب من البلاد، بعدما القوات الروسية في سوريا ظروفًا ملائمة لعملية السلام، وحققت العمليات العسكرية الروسية أهدافها".
وأعطى بوتين توجيهاته بتقليص دور روسيا العسكري وإبداله بالدور البلوماسي حيال الأزمة السورية، ونقل بوتين "تمنياته لرئيس النظام السوري بشار الأسد بالوصول إلى حلول سلمية للأزمة السورية عبر محادثات جنيف".
وقال بوتين: "أعتبر أنه تم تنفيذ أغلب مهمات وزارة الدفاع والقوات المسلحة، لذلك آمر وزير الدفاع ببدء سحب الجزء الأساسي من مجموعتنا الحربية من الجمهورية العربية السورية"، منوها بأن "الجانب الروسي سيحافظ من أجل مراقبة نظام وقف الأعمال القتالية على مركز تأمين تحليق الطيران في الأراضي السورية"، وأكد بوتين أن "القاعدتين الروسيتين في حميميم وطرطوس ستواصلان عملهما كما في السابق".
تساؤلات حول تداعيات
وبدت تصريحات وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، أنه يحاول تقديم كشف حساب لما قدمته القوات الروسية في سورية، حيث قال "القوات الروسية قضت على أكثر من 2000 إرهابي في سوريا".
من جهته، أكد المجلس الاتحادي الروسي، على لسان رئيس لجنته لشؤون الدفاع والأمن، فيكتور أوزيروف، أن سحب القوات الروسية لا يعني الامتناع عن الالتزامات الخاصة بتوريد السلاح والتقنيات العسكرية للحكومة السورية، فضلًا عن تدريب الخبراء العسكريين.
إلى ذلك، أعلن المكتب الإعلامي للكرملين، أن الرئيس السوري بشار الأسد أعرب في حديث هاتفي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عن شكره العميق لروسيا للمساعدة الواسعة النطاق في مجال مكافحة الإرهاب والمساعدة الإنسانية.
وقال المكتب الإعلامي في بيان له: "أشاد الرئيس بشار الأسد بالكفاءة المهنية والشجاعة وبطولة جنود وضباط القوات المسلحة الروسية، الذين شاركوا في الأعمال القتالية، وأعرب عن امتنانه العميق لروسيا لمساعدتها الهائلة في مجال مكافحة الإرهاب والمساعدة الإنسانية المقدمة للمدنيين".
تساؤلات حول تداعيات
بدوره أكد بيان لرئاسة الجمهورية العربية السورية، أن الجانبين الروسي والسوري اتفقا على تخفيض عديد القوات الجوية الروسية في سوريا، وقالت الرئاسة السورية في بيان لها: "بعد النجاحات التي حقّقها الجيش العربي السوري بالتعاون مع سلاح الجو الروسي في محاربة الإرهاب، وعودة الأمن والأمان لمناطق عديدة في سوريا، وارتفاع وتيرة ورقعة المصالحات في البلاد.. اتفق الجانبان السوري والروسي خلال اتصال هاتفي بين الرئيس الأسد و بوتين على تخفيض عديد القوات الجوية الروسية في سورية بما يتوافق مع المرحلة الميدانية الحالية، واستمرار وقف الأعمال القتالية.
وجاءت الخطوة الروسية قبل يوم من وصول وزير الخارجية المصري سامح شكري لبحث العلاقات الثنائية بين مصر وروسيا، فضلاً عن  مناقشة الأوضاع في سورية وليبيا، كما هاتف البوتين الرئيس السيسي منذ أيام على تطورات الأوضاع في سورية، ولا أحد يعلم هل كانت مصر على علم بالقرار الروسي بحكم التنسيق بين مصر وروسيا في القضايا المشترك.

شارك