"ميركل" تتعهد بمواصلة سياسة اللجوء رغم الهزيمة أمام اليمين

الثلاثاء 15/مارس/2016 - 12:42 م
طباعة ميركل تتعهد بمواصلة
 
في أول تصريحات حول انتخابات ثلاث ولايات ألمانية، وصفت المستشارة ميركل اليوم الانتخابي بـ "الصعب" لحزبها، بسبب أدائه الضعيف وبروز نجم حزب يميني مناهض للاجئين. ميركل أكدت من جهة أخرى تمسكها بسياستها حول اللجوء. 
وصفت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الأداء الضعيف للتحالف الذي تتزعمه في انتخابات برلمانات ثلاث ولايات أول أمس باليوم العصيب. بيد أن المستشارة تعهدت بمواصلة سياستها حول اللجوء والسعي للتوصل إلى حل أوروبي لأزمة اللاجئين التي هيمنت على الانتخابات الألمانية.
وقالت ميركل في مؤتمر صحفي بعد اجتماع مع قادة حزبها في برلين "يجب علينا القول إن أمس كان يوما صعبا للحزب". وأضافت المستشارة "بدون شك قطعنا شوطا طويلا صوب حل مسألة اللاجئين لكن ليس لدينا حل دائم بعد. أنا على اقتناع تام بأننا في حاجة لحل أوروبي وهذا الحل سيستغرق وقتا."
وتعيش ألمانيا حالة غليان منذ أن فتحت أبوابها في العام 2015 لأكثر من مليون طالب لجوء، خصوصاً لسوريين هاربين من جحيم الحرب على متن قوارب مطاطية للوصول إلى الاتحاد الأوروبي. ومع حصول حرائق في منازل طالبي اللجوء، ومجتمع مصدوم وكذلك صدمة المجتمع الألماني بعد الاعتداءات الجنسية التي ارتكبها مهاجرون في كولونيا: يبدو أن الألمان الذين استقبلوا اللاجئين في بادئ الأمر بالترحاب، باتوا مربكين. وهناك عدد متزايد منهم يتجه نحو اليمين المتعصب ضد اللاجئين الذي يأمل في الصعود في هذه الانتخابات، وعليه قرر حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني التركيز على معاداة الإسلام في البرنامج السياسي الجديد للحزب لكسب مزيد من الشعبية. 
وكشفت مسودة برنامج لمؤتمر وطني للحزب، مقرر في الـ 30 من أبريل المقبل بمدينة شتوتجارت بعض معالم تلك المخططات التي تحدثت عنها صحيفة "بيلد" الألمانية وتفيد مسودة البرنامج أن حزب "البديل من أجل ألمانيا" يرفض بناء مأذن للمساجد كذلك يرفض رفع الآذان "كرموز للهيمنة الإسلامية"، وهي كما يدعي الحزب "تتنافى مع تعايش الديانات السلمي" الذي "تنهجه الكنائس المسيحية في الوقت المعاصر". ويجدر الإشارة إلى أن رئيسة حزب "البديل من أجل ألمانيا" فراوكه بيتري سبق وأن أعلنت أنها تتعمد في بعض الأحيان إطلاق تصريحات مستفزة للفت الأنظار إلى حزبها.
ميركل تتعهد بمواصلة
ويعتبر كثير من المحللين نتائج الانتخابات المحلية التي شهدتها الولايات الثلاث أول أمس بمثابة اقتراع على مدى الترحيب أو الرفض لسياسة المستشارة الألمانية ميركل تجاه اللاجئين. فمنذ بداية أزمة اللاجئين والإعلان عن ثقافة الترحيب التي أطلقتها المستشارة الألمانية لم تجرى أية انتخابات برلمانية أو محلية لجس نبض الناخبين في هذا الموضوع بشكل ملموس. وتمثل نتيجة الانتخابات الأخيرة انتكاسة للمستشارة ميركل في الوقت الذي تحاول فيه استغلال وضعها كأقوى زعيمة أوروبية للتوقيع على اتفاق بين الاتحاد الأوروبي وتركيا لوقف تدفق المهاجرين باتجاه الشمال. وكانت ميركل قد أثارت قلق العديد من زعماء الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي بإقرارها في اللحظات الأخيرة مسودة اتفاق مع تركيا في محاولة لوقف تدفق المهاجرين وطالبتهم بمساندته. والآن وبعد نتيجة انتخابات الولايات الثلاث يتعين عليها أن تسعى بشكل أكبر للحصول على دعمهم مرة أخرى الأسبوع الجاري بهدف إتمام إجراءات الاتفاق لاحقا.
يأتي هذا في وقت أكد فيه الناطق باسمها شتيفن زايبرت أن الحكومة الألمانية "ستلتزم نهجها" في سياسة اللجوء، رغم الهزيمة التي مني بها حزب المستشارة أنغيلا ميركل في انتخابات الولايات يوم أمس الأحد. وقال زايبرت "إن الحكومة الاتحادية تواصل بكل قوتها نهجها في سياستها المتعلقة بالمهاجرين على المستوى الوطني والدولي"، وذلك غداة اختراق مهم لحزب "البديل من أجل ألمانيا AfD" اليميني الشعبوي.
وأضاف زيبرت أن "بعض المسائل تم تنفيذها، ويبقى تنفيذ مسائل أخرى. الهدف هو في كل الأحوال إيجاد حل أوروبي مشترك وطويل الأمد يؤدي إلى انخفاض أعداد اللاجئين في كل بلد بشكل ملحوظ". ورفض من جهة ثانية تحليل نتائج الانتخابات، قائلا: إن ذلك شأن مختلف الأحزاب السياسية المعنية.
وصدرت تصريحات المتحدث باسم الحكومة ردًّا على دعوات بعض المسئولين السياسيين المحافظين الذين يعتقدون أن على ميركل تغيير سياستها بعد الانتخابات الأخيرة وتحديد سقف لعدد طالبي اللجوء إلى ألمانيا، أسوة بالجارة الصغيرة النمسا. ويشار هنا إلى تصريحات رئيس حزب الاجتماعي المسيحي البفاري هورست زيهوفر، شريك التحالف المسيحي الحاكم في برلين، والذي قال: "إن سبب هزيمة حزب ميركل في الانتخابات المحلية في ثلاث ولايات يوم الأحد هو سياستها بشأن اللجوء." وقال زيهوفر أمس قبيل اجتماع قيادي لحزبه في ميونيخ: "السبب الرئيسي هو سياسة اللجوء. لا جدوى مطلقا من الالتفاف حول الأمر".
وتجدر الإشارة إلى أن الحزب المسيحي الديمقراطي بزعامة ميركل والحزب المسيحي الاجتماعي البافاري بزعامة زيهوفر يشكلان ما يعرف باسم "التحالف المسيحي". ويتكون الائتلاف الحاكم في ألمانيا من التحالف المسيحي والحزب الاشتراكي الديمقراطي.
ودعما للمستشارة استبعد حزب المستشارة الألمانية ميركل إجراء أي تغييرات على سياسة اللاجئين التي تنتهجها ميركل، رغم النتائج غير المرضية التي حققها في انتخابات ثلاث ولايات، نجح حزب "البديل" اليميني الشعبوي في دخول برلماناتها. 
 فقد صرحت وزيرة الدفاع الألمانية أورزولا فون دير لاين، إن النتائج المخيبة التي حققها حزب المستشارة أنغيلا ميركل، الاتحاد المسيحي الديمقراطي، في الانتخابات ثلاث، لا يعني رفضا من الناخبين لسياسة اللجوء التي تتبناها المستشارة والتي تدعو إلى حل أزمة اللجوء على مستوى الاتحاد الأوروبي أي إيجاد حل جماعي أوروبي للأزمة، وأضافت أن النتائج أظهرت أن هذه السياسة تتبناها "كل الأحزاب باستثناء (حزب) واحد"، في إشارة منها إلى حزب البديل من أجل ألمانيا، اليميني.
كذلك استبعد بيتر توبر، الأمين العام لحزب ميركل، عقب الانتخابات التي شهدت ارتفاعا كبيرا في مستوى تأييد حزب "البديل من أجل ألمانيا" أن يغير الحزب بقيادة ميركل سياسته تجاه اللاجئين إذ قال "أنا لا أرى ذلك"، في إشارة إلى أي تغيير محتمل لسياسة ميركل.
وأخفق حزب ميركل وفقا للنتائج الأولية شبه النهائية، في الحصول على أعلى نسب التأييد في انتخابات برلمانية في ولايتين فيما تمكن من الحصول على هذه النسبة في انتخابات ولاية ثالثة. وكانت الانتخابات البرلمانية المحلية جرت في ولايات بادن فورتمبرغ وراينلاند بفالتس وسكسونيا آنهالت.

شارك