بأسلوبها المعتاد.. "بوكو حرام" تدفع بالانتحاريات في تفجيرات نيجيريا

الأربعاء 16/مارس/2016 - 04:17 م
طباعة بأسلوبها المعتاد..
 
فيما يبدو أن جماعة "بوكو حرام" الإرهابية، أصبحت تتبع أسلوبًا جديدًا في العمليات التفجيرية التي تقوم بها، عن طريق استخدامها للنساء اللاتي يقومن بتفجير أنفسهن للتخلص من حياتهن الفقيرة أو معاناتهم في ظل الظروف المحيطة، حيث قال مسئولون: "إن ما لا يقل عن 22 شخصا قُتلوا اليوم الأربعاء 16 مارس 2016، عندما فجرت امرأتان متنكرتان بزي الرجال نفسيهما داخل مسجد أثناء صلاة الفجر في مدينة مايدوغوري شمال شرقي نيجيريا، ووقع الحادث في حي مولاي بالمدينة التي طالما استهدفها مسلحون ينتمون لجماعة بوكو حرام".
بأسلوبها المعتاد..
ولم تعلن أية جهة مسئوليتها عن الهجوم، ولكن كافة البصمات تشير إلى أن جماعة بوكو حرام الإرهابية؛ حيث يعتبر هو الأول من نوعه منذ مقتل 65 شخصًا في ضواحي المدينة نهاية يناير الماضي.
وكانت تناولت "بوابة الحركات الإسلامية"، في تقرير سابق لها، أن الأرامل تتجه إلى وسيلة الانتحار كنوع من الهروب من حياتهن البائسة، وهذا ما تستغله الجماعة للقيام بالمزيد من العمليات الإرهابية.
للمزيد عن التقرير المشار إليه اضغط هنا 
وعلى مدار الشهور الماضية، لقي أكثر من عشرين شخصًا مصرعهم في تفجيرات بدول إفريقية عديدة على رأسهم نيجيريا معقل "بوكو حرام"، ووفق التقارير تم نسبة التفجيرات إلى نساء نجحن في اختراق الأماكن التي نفذت فيها العمليات محملات بعبوات ناسفة تحت ملابسهن.
ووفق التقارير العالمية فإن الانتحاريات ينتمين لجماعة "بوكو حرام"، التي تسيطر على عدد من دول إفريقيا، وتتبع جماعة "بوكو حرام" نفس نهج التنظيم الإرهابي "داعش"؛ حيث إنها قامت بمبايعة الأخير من قبل، ولكن "بوكو حرام" فاقت العمليات الانتحارية التي يرتكبها داعش بمراحل.
كانت ذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير سابق لها، أن بداية استخدام الانتحاريات تعود إلى ما يعرف بالجماعات الـ"ماركسية"، والتي بدأت في استخدام النساء كانتحاريات، خلال النصف الثاني من القرن العشرين، ففي لبنان، في منتصف الثمانينيات، قامت ناشطات في الحزب السوري القومي الاجتماعي بهجمات عن طريق سيارات مفخخة استهدفت الجيش الإسرائيلي وجيش لبنان الجنوبي لأنطوان لحد.
من جانبها، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المتحدث باسم هيئة إدارة الطوارئ بولاية بورنو، عبد الله عمر، اليوم الأربعاء، أن انفجارًا وقع في مسجد بضاحية مولاي التابعة لمدينة مايدوغوري، وقال: "نحن بانتظار ما سيطلعنا عليه فريق الإنقاذ من تفاصيل عند عودته قبل أن نصدر أي بيان".
وأضاف مصدر في الهيئة أن امرأتين تنكرتا كرجلين مرتا بجانب المسجد هذا الصباح، فدخلت إحداهما ووقفت في الصف الأول وعندما وقف المصلون عقب إقامة الصلاة، وفجرت نفسها فقتلت العديد منهم، وبينما كان بقية المصلين يحاولون الفرار، اندفعت المرأة الثانية إلى داخل المسجد وفجرت نفسها وسط جموع الناجين.
وتابع المصدر: "إن ناجين من الهجوم وأدلة جُمعت من مكان الحادث أثبتوا أن المهاجمين امرأتان".
وأشارت الوكالة إلى أن الهجوم حمل بصمات جماعة بوكو حرام التي تضرب عادة أهدافا مدنية سهلة كالمساجد والأسواق ومحطات المواصلات.
بأسلوبها المعتاد..
ومدينة مايدوغوري التي شهدت تأسيس الجماعة في 2002، ظلت تنعم بهدوء نسبي طوال الأشهر الأخيرة جراء إجراءات الأمن المشددة وعمليات مكافحة الإرهاب المستمرة ضد المسلحين العام الماضي.
ولفتت بوابة الحركات الإسلامية في نفس التقرير، أن أبرز الحركات الثورية التي استخدمت النساء في عملياتها المسلحة كانت حركة "نمور التأميل السريلانكية الانفصالية"؛ حيث تمكنت إحدى الانتحاريات التابعة للحركة من اغتيال رئيس الوزراء الهندي السابق راجيف غاندي في عام 1991، بعد أن وضعت إكليلًا حول عنقه في اجتماع سياسي حاشد.
ويرى مراقبون أنه منذ حوالي عقد من الزمن، تبنت التنظيمات المسلحة هذه سياسة هجومية عن طريق استخدام الانتحاريات؛ حيث كانت بدايتها مع الجهاديين في الشيشان، بين عامي 2000 و2004؛ حيث هاجمت الانتحاريات اللاتي غالبًا ما يشار إليهن باسم "الأرامل السوداء"، أهدافًا عسكرية روسية في الشيشان وعلى المدنيين في روسيا، كما حاولن اغتيال الرئيس الشيشاني أحمد قديروف.
وكانت كشفت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية في وقت سابق، أن زعيم جماعة "بوكو حرام" محمد أبو بكر شيكو، يستخدم الفتيات الصغيرات اللاتي لا تتعدى أعمارهن 10 سنوات في عمليات انتحارية.
ووفق إحصائيات رصدتها أيضًا بوابة الحركات الإسلامية، فقد ارتفع عدد النساء الانتحاريات في صفوف جماعة "بوكو حرام" النيجيرية، والذي قدر بـ50 امرأة خلال عام، وهو أكثر رقم مسجل إلى الآن، له غرض مزدوج فاستخدام النساء في الهجمات الانتحارية يساعد "بوكو حرام" على مواصلة حربها، وفي نفس الوقت يقلل من عدد الأفواه التي يجب إطعامها؛ خاصة بعد أن فقدت الكثير من مناطق النفوذ التي كانت تسيطر عليها وتمدها بالتمويل.
ومعروف أن جماعة بوكو حرام تتبع أسلوب معين في العلميات الإرهابية التي تقوم بها، منذ ظهورها، فهي دائمًا تقوم بتفجيرات انتحارية، وكان آخرها استخدام النساء الأرامل اللاتي يهربن من واقع مشئوم يعشن فيه، وفق محللين.

شارك