معركة "الموصل".. بين تردد القوات العراقية وقبضة "داعش"

الخميس 17/مارس/2016 - 01:18 م
طباعة معركة الموصل.. بين
 
لا زالت القوات العراقية، تواصل مساعيها لتحرير مدينة الموصل من قبضة التنظيم الإرهابي "داعش"؛ حيث أكدت مصادر عسكرية أن التحركات ستكون بقطع الشريان الرئيسي للجهاديين بين المدينة والمناطق الخاضعة لسيطرتهم جنوبًا وشرقًا.
معركة الموصل.. بين
وقال قائد عسكري عراقي: "إن بعض المقاتلين المحليين في صفوف داعش انشقوا عن التنظيم في وقت استعادة السيطرة على مدينة الموصل بشمال البلاد".
ويقول متابعون: "إن آلاف الجنود العراقيين انتشروا في الشمال خلال الأسابيع الأخيرة بأسلحة ثقيلة، وأسسوا قاعدة مع قوات أمريكية وقوات من إقليم كردستان العراق شبه المستقل في مدينة مخمور الواقعة على بعد نحو 60 كيلومترًا جنوبي الموصل".
اللواء الركن نجم الجبوري قائد عمليات محافظة نينوي والمسئول عن العملية المنتظرة ضد داعش، وصفها بأنها مستنزفة، قائلا: "إن المنافسة بين القوى المختلفة التي تستعد للمشاركة في معركة الموصل تصب في مصلحة المتشددين"، مضيفًا أن القطاعات الرئيسية لبدء الصفحة الأولى البرية دربناها تدريبًا جيدًا على يد خبراء من قوات التحالف وخبراء عراقيين، وأيضًا تم تجهيزها تجهيزات جيدة. الآن نحن في انتظار أمر القائد للقوات المسلحة لبدء الصفحة الأولى.
وكان التنظيم الإرهابي نجح في السيطرة علي مدينة الموصل عاصمة نينوي التي يعيش فيها نحو مليوني شخص إثر هجوم خاطف في يونيو 2014.
وتعد الموصل هي أكبر المدن التي يسيطر عليها التنظيم الإرهابي في العراق وسوريا، وسيكون الهجوم العراقي المضاد بدعم من ضربات جوية ومستشارين من التحالف بقيادة واشنطن أكبر هجوم مضاد يتعرض له التنظيم على الإطلاق.
ووفق الخطة، تقول مصادر عسكرية كردية وعراقية: "إن أولى التحركات ستكون غربًا من مخمور إلى بلدة القيارة على نهر دجلة؛ مما سيقطع الشريان الرئيسي للدولة الإسلامية بين الموصل والأراضي الخاضعة لسيطرتها جنوبًا وشرقًا".
وقال الجبوري: "إن توقيت العملية يتوقف على تقدم العمليات العسكرية في وادي نهر الفرات؛ حيث تتقدم القوات العراقية أمام المتشددين، بعد أن طردتهم من مدينة الرمادي عاصمة محافظة الأنبار في ديسمبر 2015".
معركة الموصل.. بين
الجبوري، أكد على أن ما يتراوح بين ستة آلاف وثمانية آلاف متشدد كانوا في نينوي- وأغلبهم عراقيون- جذبتهم الامتيازات المادية أكثر من الفكر المتشدد للانضمام إلى الدولة الإسلامية.
ويأمل التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في استعادة السيطرة على الموصل هذا العام لتوجيه لكسر شوكة التنظيم الإرهابي.
وفي هذا السياق قالت وزارة الدفاع العراقية في بيان لها اليوم الأربعاء 17 مارس 2016، إن قوات الأمن حررت مجموعة من النساء الإيزيديات كُنَّ محتجزات لدى تنظيم الدولة الإسلامية في عملية سرية خلف خطوط التنظيم.
وكان التنظيم قد احتجز نحو 5000 رجل وامرأة من الإيزيديين في منطقة سنجار الشمالية في صيف عام 2014.
ويقول ناشطون: "إن نحو 2000 تمكنوا من الفرار أو جرى تهريبهم إلى خارج الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم في العراق وسوريا، فيما يعتبر متشددو الدولة الإسلامية اليزيديين عبدة للشيطان".
وكانت الحكومة العراقية أرسلت تعزيزات عسكرية إلى أطراف الموصل ضمن الاستعدادات العسكرية، فيما أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون الأسبوع الماضي أنها تسلمت خطة من بغداد عن عملية التحرير، ويقوم التحالف الدولي حالياً بدراستها. 
معركة الموصل.. بين
ووفق المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي ومنسق التحالف الدولي لمحاربة داعش في العراق "بريت ماكورك"، يتخرج 900 شرطي عراقي كل شهرين بعد تدريبهم من قبل مدربين إيطاليين، مضيفا أن تلك القوات ستعمل على حفظ الأمن في مدينتي تكريت والرمادي.
أكد ماكورك، أن تنظيم داعش تسبّب في دمار المناطق المحررة، باستخدام العبوات الناسفة التي أدت إلى مقتل العديد من الأشخاص.
ودعا المجتمع الدولي إلى توفير الدعم اللازم للعراق فوراً لإعادة الاستقرار إليه، وجدد التزام بلاده بدعم العراق اقتصادياً وفق الاتفاقية الاستراتيجية الموقعة بين البلدين، واصفًا تحرير مدينة الرمادي بالعملية الأكثر تعقيداً، مؤكداً الاستمرار في جهود إعادة الاستقرار إلى المدينة، ولفت إلى أنه يجب التركيز على مرحلة ما بعد داعش، وعدم الاكتفاء بهزيمته فقط.
ووفق متابعين، فإن داعش تتعرض لحملات جوية عديدة وضغط من القوات البرية تمارسه أطراف مختلفة، لكنها ما زالت مسيطرة على مساحات واسعة من الأراضي العراقية، والتي فقدت منها مؤخراً الثلث وخسرت عشرات الآلاف من المقاتلين، فكانت ردود فعل داعش عشوائية بين قتل وسبي وتجنيد.
ويرى متابعون أنه حتى تتم هزيمة داعش، لا بد من هجمات إلكترونية مكثفة، وتعقب مقاتلي التنظيم الإرهابي داخل الموصل وتهيئة سكان الموصل للمعركة الفاصلة، متوقعين أن يلعب التنظيم بورقة جعل السكان دروعاً بشرية، وتفجير سد الموصل.

شارك