عَكَس الإصرار الدائم لتنظيم ما يُعرف بتنظيم "أنصار بيت المقدس" الذي بايع زعيم تنظيم "داعش" وغير اسمه إلى "ولاية سيناء"، على السيطرة على مدينة الشيخ زويد، مدى اهمية تلك المدينة بالنسبة لعناصر التنظيم الإرهابي. الذي هاجم مساء اليوم (السبت) ارتكازات أمنية في مدينة الشيخ زويد في وقت متزامن في محاولة منه إثبات وجوده بعد تراجع قواته الميدانية نتيجة تضيق قوات الجيش والشرطة.

وقد أحبطت قوات الجيش مطلع يوليو الماضي 2015، مخططًا إرهابيًا لتنظيم "أنصار بيت المقدس" للسيطرة على مدينة الشيخ زويد، وقد أعلن المتحدث باسم الجيش المصري وقتها، العميد أحمد محمد سمير، إن قوات الجيش قتلت نحو 70 إرهابياً من التنظيم المتطرف.

وعلى الرغم من قول شيخ سيناوي لـ"بوابة الحركات الإسلامية"، إن كثيرًا من مدن محافظة شمال سيناء خالية تماماً من العناصر الإرهابية مثل مدينة العريش وبئر العبد، إلا أن مدينة الشيخ زويد، ظلت النقطة الأكثر سخونة، وبؤرة المواجهات المتكررة بين الجيش وقوات الأمن المصرية من جهة، والتنظيم الإرهابي من جهة أخرى.

وتعتبر مدينة الشيخ زويد إحدى مدن محافظة شمال سيناء، وهي ثاني أكبر مدينة في المحافظة بعد مدينة العريش، وهي مدينة ساحلية يبلغ عدد سكانها نحو 60 ألف نسمة، وتقع بين مدينتي العريش ورفح على بُعد نحو 37 كيلومتراً شرق العريش، و15 كيلومتراً من الحدود مع قطاع غزة.

وتُعدّ المدينة من أهم مدن محافظة شمال سيناء استراتيجياً كونها أكبر معاقل "المدرسة السلفية" بجميع أشكالها قبل وبعد ثورة 25 يناير 2011، وينتمي إليها أكبر القيادات السلفية، أكانت "السلفية المعتدلة"، أو "السلفية الجهادية". كما تُعدّ المدينة الرئيسية لأكبر قبائل شمال سيناء.

ويوجد في الشيخ زويد ثاني أكبر معسكر للجيش في سيناء، وهو معسكر الزهور الذي يقع في قلب المدينة، بالإضافة إلى ذلك يوجد معسكر لقوات حفظ السلام ومطار تابع له في منطقة الجورة، جنوب مدينة الشيخ زويد. 

أسباب أخرى، تُبرر مساعي التنظيم المستمرة للسيطرة على مدينة الشيخ زويد، طبيعتها الجبلية التي تُسهل على عناصر التنظيم للاختباء فيها، وهو الأمر الذي يسعى قوات الأمن إلى الحيلولة دون تحقيقه من قبل الجماعات الإرهابية، كما ان السيطرة على مدينة الشيخ زويد التي يقع فيها الطريق الدولي تتسبب في قطع خط الإمداد الوحيد بين شرق مدينة العريش ومدينة العريش نفسها.

وحذر مراقبون وشهود عيان من أن سقوط مدينة الشيخ زويد في يد عناصر التنظيم يعني سقوط الممر الوحيد للإمدادات العسكرية إلى مدن شرق العريش، وفي حال سيطر المسلحون على الشيخ زويد، فسيكون من السهل جداً السيطرة على مدينة رفح، لأن الدعم سيتوقف عن قوات الجيش هناك، وستكون محاصرة بشكل كامل، كما أن السيطرة على المدينة تفتح للمسلحين باباً أوسع لتلقّي الدعم عبر البحر الأبيض المتوسط، سواء كان هذا الدعم سلاحاً أو مقاتلين.

كان 4 عناصر من الشرطة المصرية، قُتلوا، وأصيب 5 آخرون، اليوم السبت، في انفجار قرب حاجز أمني في محافظة شمال سيناء، شمال شرقي مصر، وقالت مصادر أمنية لـ"سكاي نيوز عربية" إن الضحايا سقطوا في تفجير قرب الحاجز الأمني في قرية الصفا، جنوبي مدينة العريش، عاصمة المحافظة.

وتشن القوات الحكومية حملات أمنية في المنطقة، التي تشهد منذ عامين هجمات تشنها جماعات متشددة ضد الجيش والشرطة والمدنيين، كما تبنت جماعة "أنصار بيت المقدس"، معظم تلك الهجمات.