"الفاتيكان" يسترجع عذابات المسيحيين في احتفالات "أحد السعف"

الإثنين 21/مارس/2016 - 03:21 م
طباعة الفاتيكان يسترجع
 
حسب النظام الكاثوليكي احتفل الفاتيكان بعيد أحد السعف وأسبوع الآلام وفي هذه المناسبة ركز البابا فرنسيس خلال عظاته على المسيحين المضطهدين. وبدأ البابا فرنسيس بالتحدث عنهم يوم أحد الشعانين واصفاً "شهداء حقبتنا" على أنهم "سحابة شهادة".
واستعاد الأب رانييرو كانتالاميسا، واعظ القصر الرسولي، الموضوع نفسه قائلاً خلال عظته يوم الجمعة العظيمة "تميل مؤسساتنا في الغرب إلى لعب دور بيلاطس الذي تهرب من تحمل المسئولية" في حال بقيت غير مبالية لقتل الجهاديين الإسلاميين المسيحيين.
وعاد فرنسيس للتطرق إلى الموضوع نفسه يوم اثنين القيامة، طالباً من المجتمع الدولي عدم التزام الصمت والبقاء مكتوف الأيدي في حين يتعرض المؤمنون، خاصةً في إفريقيا والشرق الأوسط، للاضطهاد والتهجير والقتل والذبح فقط لكونهم مسيحيين.
تعتبر دماء الشهداء بزور المسيحية على حدّ تعبير القديس ترتليان في نهاية كتابه الشهير "الاعتذار" الذي يدافع فيه عن المسيحية، ويطلب قبول المسيحين على المستوى القانوني في الإمبراطورية الرومانية.
وعلى الرغم من أن العالم يرى "بوكو حرام" يبايع داعش ويحذر من خطر الجهاديين، يحث البابا فرنسيس المجتمع الدولي على عدم لعب دور بيلاطس البنطي ويلتزم الصمت كما التزم عندما صلب المسيح.
سجلات الآلام 
وإليكم بعضاً من المراجع التي نشرها الفاتيكان منذ أحد الشعانين.
البابا فرنسيس- عظة قداس أحد الشعانين، الأحد ٢٩، ٢٠١٥
ونفكر أيضاً بإخواننا وأخواتنا المضطهدين لأنهم مسيحيين، شهداء حقبتنا – وهم كثر. يرفضون نكران يسوع ويعانون كل المعاناة والإصابة بكرامة. يتبعونهم اينما ذهب ويمكن اعتبارهم "سحابة شهادة".
تيليغرام أرسله سكرتير الدولة، الكاردينال بيترو بارولين باسم البابا فرنسيس لصاحب النيافة الكاردينال جون نيو، رئيس المؤتمر الكيني للأساقفة الكاثوليك يوم الجمعة العظيمة، ٣ أبريل ٢٠١٥.
إذ يعرب الحبر الأعظم عن بالغ ألمه على المجزرة التي وقعت في جامعة غريسا، يؤكد البابا قربه من عائلات الضحايا وكل الشعب الكيني خلال هذه الفترة العصيبة وهو يودع نفوس الموتى إلى رحمة اللّه القدير ويصلي لكي يمد العلي الأهل المفجوعين العزاء. ويدين الحبر الأعظم مع جميع أصحاب النوايا الحسنة هذا العمل البربري ويصلي لكي يلين اللّه قلوب المعتدين. وهو يطلب من جميع الذين هم في مراكز القرار مضاعفة الجهود للعمل مع نساء ورجال كينيا لوضع حد لهذا العنف والانطلاق في مسيرة الأخوة والعدالة والسلام. 
رانييرو كانتالاميسا، واعظ القصر الرسولي- عظة خلال الاحتفال بآلام المسيح في كنيسة القديس بطرس يوم الجمعة العظيمة، ٣ أبريل ٢٠١٥
 لا يقع المسيحيون وحدهم ضحية القتل العنيف المستشري في العالم إلا أنه لا يمكننا أن ننكر أنهم أكثر المستهدفين، وآخر الجرائم تلك التي طالت كينيا البارحة ووقع ضحيتها ١٤٧ مسيحياً. ولا يستطيع الحريصين على سمعة دينهم البقاء صامتين ولا مبالين إزاء كل ذلك. فكان يسوع قد قال لتلاميذه في إحدى الأيام: "تأتي ساعة فيها يظن كل من يقتلكم أنه يقدم خدمة لله".
المرحلة الثانية من درب الصليب، يوم الجمعة العظيمة ٣ أبريل ٢٠١٥، الكولوسيوم، روما.
يا يسوع، تم اعتبارك خاطئاً. وكان الجيل الأول من المسيحيين سجن بطرس ويوحنا وبولس وسيلاس؛ لأنهم كانوا يتحدثون عنك بالعلن. وبقيت هذه هي الحال مدى قرون.
واليوم أيضاً، يسجن الرجال والنساء، يُحاكمون أو يُقتلون حتى لأنهم مؤمنين أو ملتزمين بتحقيق العدالة والسلام. لا يخجلون بصليبك وهم بالنسبة لنا أمثلةُ رائعة يُضرب بها المثل.
فلنصلي بكلمات شهيد
شهباز بهاتي
تعرض وزير الأقليات الباكستاني شهباز بهاتي صباح الثاني من مارس 2011 للاغتيال على يد مجموعة مسلحة. وكان قد كتب في وصيته الروحية:
"أتذكر إحدى أيام الجمعة العظيمة وكنت أبلغ حينها من العمر ستة عشر سنة فقط: كنت استمع لعظةٍ حول التضحية التي قام بها يسوع من أجل توبتنا وخلاص العالم. وفكرت بالتعويض له عن محبته من خلال محبة أخوتي وأخواتي وخدمة المسيحيين خاصةً الفقراء منهم ومن هم بحاجة والمضطهدين المقيمين في البلدان المسلمة.
أود أن تتحدث حياتي وطباعي وأفعالي عني وعن اقتفائي آثار يسوع المسيح. إن هذه الرغبة قوية جداً لدرجة أنني سأعتبر نفسي مميزاً في حال قبل يسوع التضحية بحياتي".
فلنصلي على ضوء هذه الشهادة: يا رب يسوع، ساعد المضطهدين على المستوى النفسي ولينتشر الحق الأساسي بالحرية الدينية في العالم. ونشكرك على جميع الذين يشهدون كالملائكة على ملكوتك.
البابا فرنسيس – رسالة عيد الفصح من كنيسة القديس بطرس
"نطلب من يسوع، المنتصر على الموت ان ينير المعاناة التي يعيشها العديد من إخواننا وأخواتنا المضطهدين باسمك وكل الذين يعانون نتيجة النزاعات والعنف وهم كثر!
نطلب السلام للحبيبة سوريا والعراق ونطلب ان تسكت أصوات الأسلحة وأن تعود العلاقات السلمية بين مختلف المجموعات التي تشكل هذه البلاد الحبيبة ونتمنى أن يعمل المجتمع المدني على حل المشكلات والمعاناة التي تفتك بالعديد من البلدان".

شارك