رغم الاتفاق النووي.. التلاسن سيد الموقف بين "طهران" و"واشنطن"

الإثنين 21/مارس/2016 - 06:09 م
طباعة رغم الاتفاق النووي..
 
على الرغم من استقرار الأمور بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والولايات المتحدة الأمريكية، بعد إبرام الطرفين اتفاقاً نووياً، قالت واشنطن إنه يُقلص من فرص طهران في تصنيع قنبلة نووية، مقابل رفع العقوبات الاقتصادية عليها، إلا أن التلاسن بين طرفين استمر، ففي حين لا تزال أمريكا تتهم إيران بدعم الجماعات الإرهابية، تعتبر الأخيرة هي الأخرى، أمريكا عدوها الأكبر والأول، ودعا المرشد العام لإيران علي خامنئي الحرس الثوري عدم التنازل عن استراتيجية أن أمريكا هي العدو الأول.
وعلى الرغم من العداء الظاهري بين البلدين إلا أن الطرفين حريصان كل الحرص على التنسيق بينهما من خلف الكواليس، فتشير تقارير إلى أن هناك تنسيقًا على أعلى مستوى بين البلدين لمناقشة الأوضاع في العراق، كما تلعب إيران دورًا بارزًا في الأوضاع المتأزمة في سوريا منذ 5 سنوات دون حلول جذرية تلوح في الأفق.
مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي، حذر من مطالب أمريكية من إيران بإلغاء قوات "الحرس الثوري"، بحجة استكمال الاتفاق النووي بين البلدين، وتعهد خامنئي في كلمة له، أمس (الأحد)، بأن تظل أمريكا هي العدو الأول لإيران. وسخر من الكلمة التي وجّهها الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى الإيرانيين في عيد رأس السنة الفارسية، متهماً إدارته بعرقلة تطبيق الاتفاق النووي المُبرم مع الدول الست. كان أوباما ذكر أن الإيرانيين سيحصلون على أرصدتهم المالية المجمّدة في الخارج، بعد استكمال الإجراءات في هذا الصدد.
رغم الاتفاق النووي..
وذكر خامنئي أن واشنطن تريد الإيحاء بأن إيران على مفترق طريق، وأن لا خيار أمامها سوى مسايرة أمريكا، أو تحمّل ضغوطها، محذراً من أن الأمريكيين يريدون أن تتنازل إيران عن ثوابتها في السياسة الخارجية، ما سيؤدي لاحقاً إلى مطالبتها بإلغاء الحرس الثوري والباسيج ومجلس صيانة الدستور.
ونبّه إلى أطراف في الداخل يقبلون خطاب الاستكبار، ويسعون إلى إقناع الآخرين به... يعتقدون بأن تسوية المشكلات في الداخل وفي الشرق الأوسط، ممكنة من خلال إبرام اتفاق نووي ثانٍ وثالث، وهذا يعني التخلي عن الخطوط الحمر والانصياع إلى الاستكبار، وهو الأمر الذي اعتبره مراقبون في تلاسن مع جماعة الإصلاحيين برئاسة الرئيس الإيراني حسن روحاني، والمرجعية الروحية رافسنجاني.
وكان خامنئي أعلن أن شعار السنة الإيرانية الجديدة سيكون "الاقتصاد المقاوم، الإقدام والعمل"، فيما وصفها الرئيس حسن روحاني بأنها "سنة أمل وجهد". وأضاف: "لديّ ثقة بإمكان السير في اتجاه ازدهار اقتصادي وتحقيق نموّ نسبته 5 في المئة، من خلال التعاون والجهد المبذول داخل الدولة، والتواصل البنّاء مع العالم".
وبدا أن أوباما لم يعد بحاجة إلى الهجوم على إيران لإرضاء المملكة العربية السعودية، حيث قال في رسالة متلفزة بمناسبة عيد الـ"نوروز": "أتوجّه مباشرة إلى الشعب الإيراني، لنرى كيف يمكن فتح نافذة جديدة وعلاقات جديدة بين بلدينا. للمرة الأولى منذ عقود، إن مستقبلاً جديداً ممكن".
رغم الاتفاق النووي..
واستدرك: "الاتفاق النووي لم يهدف إلى تسوية كل النزاعات بين البلدين، فللولايات المتحدة خلافات عميقة مع الحكومة الإيرانية، لكن حتى إذا كانت هناك خلافات جدية بين حكومتينا، فكوننا نتحدث الآن باستمرار، للمرة الأولى منذ عقود، هذه مناسبة ونافذة لتسوية مواضيع أخرى. أعتقد جازماً بأن في إمكاننا أن نواصل توسيع العلاقات بين الأمريكيين والإيرانيين.
وقد توترت العلاقات بين المملكة العربية السعودية الحليف القديم لأمريكا، على خلفية الخطوة الأمريكية برفع العقوبات من على إيران، وإبرام الاتفاق النووي معها، ورغم التأكيدات الأمريكية للرياض إلا أن الأخيرة لم تكن مقتنعة بتلك التعهدات الأمريكية.
رغم الاتفاق النووي..
خامنئي سخر من كلمة أوباما، قائلاً: "أمريكا تفرض عقوبات على إيران وتهدّدها، ومن جهة أخرى تعلن أنها ليست عدوة لها وتحتفل بالنوروز". واعتبر أن الأمريكيين يتنكّرون لالتزاماتهم في الاتفاق النووي، عبر خدع وحيل، وزاد: "يقول الأمريكيون إنهم سيلغون العقوبات، لكنهم رفعوها على الورق. في الدول الغربية والمناطق الخاضعة لنفوذ الولايات المتحدة، تواجه الصفقات المصرفية وتحويل أموالنا من مصارفهم، مصاعب بسبب خوف (المصارف) من الأمريكيين". ونبّه إلى أن "الخزانة الأمريكية تتصرّف بطريقة تجعل الشركات والمؤسسات والمصارف الكبرى، لا تجرؤ على المجيء والتعامل مع إيران".
وشدد على أن "المرشحين الأمريكيين (للرئاسة) يتسابقون على الإساءة إلى إيران، وهذا عداء واضح لها... عندما أقول العدو أقصد أمريكا، ولا نجامل أحداً في ذلك. مشكلتنا ليست مع شعب أمريكا، بل مع ساسته".

شارك