بعد اجتماع تونس.. هل تنأي دول الجوار الليبي بنفسها من الإرهاب؟

الثلاثاء 22/مارس/2016 - 03:42 م
طباعة بعد اجتماع تونس..
 
تتواصل مساعي دول الجوار الليبي، لوضع حل للأزمة التي تشهدها ليبيا الآن، في ظل عرقلة الأطراف المتنازعة للحل السياسي، وبالأخص عدم منح الثقة لحكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج.
بعد اجتماع تونس..
ويأتي الاجتماع دول جوار ليبيا في تونس هذه المرة،  بعد تحذيرات من مخاطر تحول ليبيا إلى بؤرة للإرهاب، خاصة بعد الضغط على التنظيمات الإرهابية في سوريا والعراق.
وقال بيان لوزارة الخارجية التونسية إن الاجتماع مخصص لبحث السبل الكفيلة لدعم العملية السياسية وجهود إعادة الأمن والاستقرار فى ليبيا.
وأضاف أن وزراء خارجية مصر والجزائر والسودان وتشاد والنيجر والأمين العام للجامعة العربية وممثلي الاتحادين الإفريقي والأوروبي ورئيس بعثة الأمم المتحدة بشأن الملف الليبي سيحضرون الاجتماع، علاوة على وزير الخارجية التونسية الذى يلقى كلمة افتتاحية أمام وسائل الإعلام، وهذا قبل أن يتحول الاجتماع الى جلسة مغلقة. 
وفى القاهرة، أكد السفير أحمد بن حلى نائب الأمين العام للجامعة العربية أن الدكتور نبيل العربي الأمين العام للجامعة سيطرح خلال اجتماعات دول الجوار الليبى بتونس موقف الجامعة فيما يتعلق بالتطورات والاقتراحات الخاصة بليبيا، معربا عن أمله في أن تكون المشاورات الجارية بين الليبيين تركز على الانتهاء من عملية وجود حكومة وحدة وطنية تقودها الأمم المتحدة.
ومع سيطرة التنظيم الإرهابي "داعش" علي أكثر المدن حيوية في ليبيا، عاد بعض المسلحين من سوريا عبر تركيا وصولا إلى ليبيا، وهو يتشارك في نفس التوجهات العدوانية مع تنظيمات أخرى مثل جماعة أنصار الشريعة التي تورطت في عدد من الهجمات من بينها الهجوم على البعثة الدبلوماسية الأميركية في بنغازي.
وكان وقع في بن قردان التونيسية تفجير إرهابيا الأسبوع الماضي، ويرى مراقبون أن هذا الهجوم مرتبط بداعش ليبيا، كون الجماعات الإرهابية المنتشرة في تونس تم تدريب عناصرها في معسكرات داخل ليبيا، بعد أن توطدت العلاقات بين المقاتلين التونسيين والليبيين منذ ثمانينيات القرن الماضي وتم تقوية أواصرها منذ عام 2011.
ووفق احصائيات رسمية، يوجد 5 آلاف مسلح تونسي موزعين على مختلف التنظيمات الإرهابية، أكثرهم يقاتلون في صفوف داعش في سوريا والعراق وليبيا والجزائر.
بعد اجتماع تونس..
وتمثل هذه الإحصائية إنذارا خطيرا بمدى التهديد الذي تتعرض له تونس من جراء عودة هؤلاء المقاتلين للقيام بعمليات في البلاد.
ويشارك في الاجتماع وزير الخارجية المصري، سامح شكري، حيث التقي برئيس حكومة الوفاق فايز السراج، وأكد شكري أهمية دعم حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا، وضرورة أن تشهد الساحة الليبية توحدا لكافة الفصائل ومكونات الشعب الليبي، حتى يستطيع أن يركز جهوده في القضاء على المخاطر الإرهابية التي تحيق به.
وأضاف وزير الخارجية خلال تصريحات صحفية أن بلاده تسعى إلى تفعيل حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا لكي تضطلع بمسئوليتها، قائلاً "ليبيا تشكل تحديًا بالنسبة لكل من مصر والسودان، وهناك تنسيق وثيق بين الدولتين" موضحاً أن هناك تطابق في وجهات النظر المصرية السودانية بشأن الوضع في ليبيا.
وكان رئيس بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا مارتن كوبلر، أكد أن البعثة الأممية تقوم بدور الوسيط للاتصال بين جميع الاطراف في ليبيا، مشيراً إلى أنه يحاول توطيد العلاقات مع الأحزاب والجمعية التأسيسية للدستور من أجل توحيد الصفوف.
وقال كوبلر في تصريحات إنهم مستعدون للاستماع للجميع لحل المشكلات التي تعترض إرساء الأمن والاستقرار في ليبيا ، محذراً في الوقت نفسه من أن تنظيم داعش الإرهابي لا يهدد ليبيا فقط بل المنطقة بالكامل مثل مصر والجزائر وتونس، ومن الضروري وقفهم في ليبيا ومن خلال الليبيين أنفسهم.
ودعا السراج اليوم الثلاثاء، إلي ضرورة دعم المجلس الرئاسي وتسهيل انتقاله الى العاصمة طرابلس داعيا بقية الاطراف الرافضة للمجلس الرئاسي وحكومة الوفاق للالتحاق بهم ووضع مصلحة ليبيا والمواطن الليبي فوق كل الاعتبارات على حد قوله.
وأضاف السراج أن ليبيا لا تريد أن تكون دولة مصدرة للإرهاب مشيرا إلي أن ما حدث في بن قردان دليل على تفاقم الوضع في ليبيا. ومن جانبه أكد وزير الخارجية التونسي خميس الجينهاوي ضرورة التسريع في انتقال المجلس الرئاسي الى طرابلس ووضع حد لحالة الانقسام التي تعيشها ليبيا.
بعد اجتماع تونس..
 وجدد الجينهاوي في كلمته خلال اجتماع دول جوار ليبيا رفض بلاده لأي تدخل عسكري أجنبي في ليبيا. وبدأت فعاليات اجتماع دول جوار ليبيا بحضور وزراء خارجية دول جوارها الخمسة و المبعوث الاممي الى ليبيا مارتن كوبلر ورئيس حكومة الوفاق فايز السراج ومبعوث الاتحاد الافريقي الى لببيا وممثلة الاتحاد الأوروبي.
ووفق خبراء فإن أكثر التنظيمات الإرهابية خرجت بالتسلسل من رحم الجماعة الإسلامية المسلحة في الجزائر، والتي انبثقت عنها الجماعة السلفية للدعوة والقتال ثم دخلت في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي والذي أصبح منذ مطلع القرن المظلة الأساسية للحركات التي ظهرت بعد ذلك، قبل ظهور تنظيم داعش واجتذابه للعديد من أعضاء تلك الجماعات.
وتعتبر كتيبة عقبة بن نافع التابعة لجماعة أنصار الشريعة، وهي فرع من تنظيم القاعدة في بلاد المغرب، تتركز عملياتها في جبال الشعانبي المتاخمة للجزائر وقد قتلت في المناطق الجبلية 8 جنود تونسيين في يوليو 2013 و15 جنديا تونسيا في يوليو 2014، وهناك أيضا كتيبة الفرقان التي تدين بالولاء لتنظيم "داعش ليبيا" بحسب اعترافات أمير الكتيبة الذي اعتقلته السلطات التونسية في ديسمبر الماضي.
ويحد تونس من الشرق ليبيا، بينما من الغرب الجزائر التي تعد موطنا لحركات متطرفة تتنقل عبر صحرائها وحدودها الشرقية.

شارك