كتيبة اليرموك وبيع النفط المُهرب لتركيا.. أسرار كشفتها وثائق "داعش" سوريا

الخميس 24/مارس/2016 - 11:22 ص
طباعة كتيبة اليرموك وبيع
 
مع مواصلة تحرير المناطق التي سيطر عليها تنظيم داعش الإرهابي سواء في العراق أو سوريا أو ليبيا، يخلف التنظيم وراءه العديد من الخبايا والوثائق التي يرسم من خلالها مخططاته لينفذ عملياته الإرهابية.
وكانت كُشفت أسرار كثيرة عن داعش بعد العثور على بعض الوثائق السرية ترفع الستار عن قائمة المنخرطين في هذا التنظيم الإرهابي.
كتيبة اليرموك وبيع
وذكرت قناة روسيا اليوم أن فريقًا تابعًا لها، قام بجولة في مناطق محررة من تنظيم "داعش" في شمال سوريا زار خلالها مدن الشدادي ورميلان والقامشلي وتل أبيض، وتمكن من جمع قرائن فريدة تكشف عن أبعاد ممارسات التنظيم. وزار الفريق المنطقة في الفترة ما بين 27 فبراير الماضي إلى 15 مارس الجاري، وحصل على وثائق مهمة من مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية الذين عثروا على كمية هائلة من الوثائق بعد إحكام السيطرة على الشدادي.
كما أظهر مقاتلو وحدات حماية الشعب الكردية جوازات سفر ووثائق هوية تم العثور عليها على جثث بعض الإرهابيين القتلى.
وكشفت الوثائق عن جوازات سفر وجوازات داخلية لمواطنين روس، منهم فتاة، وهويات عراقية، وجوازات سفر كازاخية وليبية وتونسية وبحرينية. 
كما عثر على عدد كبير من الوثائق يتعلق بالعمل الأيديولوجي للتنظيم، ومنها مناهج دراسية ووثائق اختبارات لطلاب مدارس تابعة لـ"داعش"، ومنها أيضًا كتاب يسمى "حرب العصابات، القتال الأمثل لإسقاط النظام الأسدي المجرم"، وهو من المواد الصادرة عن "مكتبة الغرباء" باسطنبول.
وتتضمن الوثائق أيضًا معلومات فريدة عن عناصر كتيبة اليرموك، وهي فصيل شيشاني بتنظيم "داعش"، واختصاصاتهم ورواتبهم، بالإضافة إلى بيانات شخصية عن أفراد أسرهم والأسلحة الموجودة في قبضتهم.
وحسب تلك الوثائق كان أفراد الكتيبة المرابطة في سد الفاروق، يحصلون على رواتب تراوحت بين 50 دولارا وقرابة 350 دولارًا شهريًّا.
وفيما كشف أحد عناصر داعش الذين وقعوا أسرى في يد القوات الكردية وهو من أصول تركية، أن التنظيم يبيع النفط المهرب من سوريا إلى تركيا، مشيرًا إلى أن التنظيم يهرب كميات كبيرة من النفط السوري لا يمكن إخفاؤها عن السلطات التركية.
وكشفت الوثائق أن داعش يبيع النفط إلى مَن ينقلونه إلى تركيا بـ12 إلى 26 دولارًا للبرميل. وعلى سبيل المثال باع التنظيم في 23 يناير، 383 برميلًا من إنتاج حقل كبيبة بسعر 13 دولارًا للبرميل.
كانت بوابة الحركات الإسلامية، تناولت في تقرير سابق لها، أن التنظيم الإرهابي داعش، قد سرب نحو 1736 وثيقة، تتضمن بيانات شخصية لـ22 ألفًا من أفراد التنظيم الإرهابي، وتظهر أن 70% من مقاتلي "داعش" من العرب، بينما أغلبية الجهاديين الأوروبيين كانوا من فرنسا ثم ألمانيا وبعدها بريطانيا.
كتيبة اليرموك وبيع
ووفق ما جاء في بوابة الحركات مؤخرًا، أن عنصرًا منشقًّا عن داعش سلمها وثائق تتضمن بيانات 22 ألفًا من أفراد التنظيم الشخصية مخزنة على مفتاح ذاكرة "يو إس بي". وأوضحت أن الجهادي مقاتل سابق في "الجيش السوري الحر" كان قد التحق بالتنظيم الجهادي ويطلق على نفسه اسم "أبو حامد".
وكان الجهادي وهو مقاتل سابق في الجيش السوري الحر- التحق بالتنظيم الجهادي، ويطلق على نفسه اسم "أبو حامد"، عمد قبل انشقاقه إلى سرقة هذه البيانات من رئيس شرطة الأمن الداخلي في التنظيم الجهادي.
وبدت الوثائق وكأنها طلبات تطوع في التنظيم وتضمنت 23 سؤالًا وأسماء مؤيدين لتنظيم داعش ومعلومات عن أقاربهم وأرقام هواتف وتفاصيل أخرى مثل مجالات الخبرات وأسماء من أوصوا بالتحاقهم.
ويرى خبراء، أن تلك الملفات التي تقدّم تفاصيل عن المقاتلين الأجانب المُحتملين، والذين وصلوا إلى سوريا والعراق، قد تكون مزورة، بينما رأى آخرون أنها صحيحة، فيما قال آخرون إنها قد تكون خدعة مقصودة من التنظيم للحيلولة دون انشقاق عناصره.
ويرى محللون أنه في حال صحة هذه الوثائق ستساعد على تحديد شبكة الاتصالات التي يجري معها التنظيم تواصله، وكذلك الداعمين الأجانب المُنتقلين للحاق بداعش على أرض المعركة الرئيسية في العراق والشام.
في هذا السياق يرى جيمس هاركين، مؤلف كتاب موسم الصيد، الذي يسرد وقائع اختطاف الأجانب في سوريا من قِبل داعش والجماعات المتطرفة الأخرى، أن هذه الوثائق يشكك في صحتها؛ حيث قال: عادة ما كان يُعرض عليّ شرائح ذاكرة يُقال إنها تحتوي على وثائق متعلقة بداعش، والتي تُعرض للبيع على الحدود السورية التركية.
وأشار إلى التناقضات المختلفة في تلك الملفات؛ أن بعض التفاصيل مثل أرقام الهاتف من المكن أن تكون صحيحة؛ ولكن البعض الآخر ربما قد تعرضت للتعديل لجعل تلك الوثائق أكثر قابلية للبيع.
كتيبة اليرموك وبيع
ويقول مراقبون: إن انشقاقات عناصر "داعش" زادت في الأيام الأخيرة عن التنظيم الذي لم يعد في مسلخه أي جديد يلفت الاهتمام والنظر ويغري المنحرفين؛ لذلك قام منذ يومين بما اعتبره معظم المحللين "ضربة موجعة للدولة الإسلامية"، لظنهم أن معاديًا للتنظيم سرّب أسماء وعناوين 22 ألفًا من مجنديه، بينما العكس هو الصحيح على الأرجح؛ أي لأنها كانت ضربة معلم "داعشية" بامتياز، قام بها التنظيم بتسريب متعمد، جعل الراغبين بالانشقاق والعودة إلى بلدانهم صعبة وشبه مستحيلة بعد وضع دولهم لأسمائهم على حدودها برسم الاعتقال بعد الكشف عنها.
ووفق إحصائيات فإن أعداد القوات الهجومية المُدربة تدريباً عالياً بالتنظيم، تتراوح بين 20- 30 ألف مقاتل، فضلاً عن 40- 50 ألف مقاتل لديهم القدرة على خوض المعارك الميدانية، بحسب ما نقلت صحيفة بريطانية عن نائب مستشار الأمن القومي العراقي، متحدثاً في بغداد، صفا حسين الشيخ.
وكانت انتشرت عشرات الوثائق التي تكشف مدي دموية التنظيم الإرهابي واتباعه للعديد من الأساليب الإرهابية، وكانت تحتوي على توجيهات، موجهة إلى مقاتلي داعش، من أجل إرسال سيارات مفخخة إلى مدن وبلدات معينة، أو تكليف عناصر محددين بتنفيذ عمليات انتحارية في مختلف المناطق المسيطر عليها التنظيم في سوريا والعراق، كذلك تضمنت إحدى الوثائق تعليمات إلى مقاتلي التنظيم الإرهابي، بحصار وقصف مدينة دير الزور السورية، أو الأمر بتخصيص المساعدات لعناصر داعش.
مما سبق يتضح أن التنظيم الإرهابي سيواصل مساعيه للقيام بالعديد من العمليات الإرهابية، وكذلك التوسع والتنامي في مختلف البلاد الذي استطاع السيطرة عليها، وذلك في ظل فشل سياسات المجتمع الدولي بمحاربة التنظيم.

شارك