سر الصمت العالمي والكنسي حول الراهب المختطف باليمن

الخميس 24/مارس/2016 - 12:31 م
طباعة سر الصمت العالمي
 
رغم مرور أكثر من عشرين يومًا على خطف الراهب توم أوزهو ناليل عن طريق تنظيم داعش باليمن إلا أن هناك حالة من الصمت والتجاهل من المؤسسات المسيحية والكنسية الدولية، يبدو أن اليأس مسيطر عليها في بقاء الراهب حيًّا حتى الآن. 
فقد  مرّ عشرون يوماً على المجزرة التي نفّذها مسلحون إرهابيون على دار لرعاية المسنين في عدن؛ حيث قتل أربع راهبات من مرسلات المحبة جنباً إلى جنب مع 12 آخرين، ولا توجد حتى الآن أية معلومات عن الأب توم أوزهو ناليل السالزياني الذي كان في المركز، واختطف يومها.
ورفض الأب ماثيو فالاركوت، المتحدث باسم الرهبنة السالزيانية في إقليم بنغالور بالهند، حيث ينتمي الكاهن المختطف، جميع الأنباء والتقارير التي تتواردها مواقع التواصل الاجتماعية حول وضع الأب توم، مؤكداً في هذا السياق "إلى عدم توافر معلومات إضافية من مصادر موثوقة بشأن مكان وجوده أو صحته".
وطالب المتحدث السالزياني "بجدية، التوقف عن تداول مثل هذه الرسائل غير المرغوب بها والمضللة، كما ونشر الإشاعات الكاذبة"، داعياً إلى "مواصلة الدعاء لكي يحمي الرب الأب توم من كل أذى، ويحرره من براثن الشر عاجلاً وليس آجلاً".
كان الأب توم أوزهو ناليل، 56 سنة، مرشد مرسلات القديسة تيريزا اللواتي قتلهن جهاديون في عدن في اليمن في 4 مارس الماضي. ولا يزال الدير، منذ المأساة التي أودت بحياة 16 شخصاً، دون خبر عن الأب السالزياني الذي كان في الكنيسة عند وقوع الحدث فخُطف منها. إلا أن شائعات تسير حول النية بقتله صلباً يوم الجمعة العظيمة أي بعد بضعة أيام في 25 مارس المقبل.
وتدعو الرهبنة إلى "فترة مكثفة من الصلاة" يوم خميس الأسرار من أجل السلام مع نية خاصة للأب توم. وأعرب رئيس الرهبنة الأب أنجيل فيرناندز آرتيم في رسالة مسجلة نُشرت في 20 لغة عن "قربه وتضامنه" مع عائلة الأب أوزهو ناليل. وينتمي الكاهن إلى عائلة هندية من كيرالا وهي عائلة كاثوليكية بامتياز إذ كان عمه ماثيو، من الرهبنة نفسها والذي توفي العام الماضي، هو من أسس البعثة في اليمن.
ولم تؤكد الرهبنة صحة هذه الشائعة، كما وتعتبر أن "لا أساس لها من الصحة"، إلا أنها مقلقة إلى حد يؤجج المخاوف حول مصير الكاهن، ومصير عدد كبير من الأشخاص من ديانات وطوائف عديدة يستشهدون يومياً.
كان الأب توم جاهزاً للشهادة.. وانتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي رسالة نُسبت إلى الأم سالي، وهي الأم الرئيسة لمرسلات المحبة في عدن والناجية الوحيدة من المجزرة. وتُشير هذه الرسالة إلى أن الراهبة ذهبت بحثاً عن المرشد الروحي لتحذيره مما يحصل، إلا أنه كان على بينة من الأمر إثر سماعه الأصوات التي كانت تنبعث من داخل الدير، فقرر التوجه إلى الكنيسة؛ وذلك لأخذ القربان المقدس ومنع الإرهابيين من إتمام أي عمل تدنيس. وتُذكّر راهبة أخرى في الرسالة نفسها إلى أن الأب أوزهو ناليل كان يردد يومياً: "فلنكن على أتم الجهوزية للشهادة".

شارك