40 دولة تنضم للتحالف الإسلامي.. والنتائج "صفر"

الخميس 24/مارس/2016 - 02:43 م
طباعة 40 دولة تنضم للتحالف
 
بعد مرور نحو 4 أشهر على تدشين التحالف الإسلامي العسكري، الذي تقوده المملكة العربية السعودية، لمواجهة التنظيمات الإرهابية في الدول العربية، وبالأخص تنظيم داعش الإرهابي، لا زالت العمليات الإرهابية تتوالى يومًا بعد الآخر، الأمر الذي يعني أن التحالفات التي دشنت من أجل القضاء علي الإرهاب جميعًا فشلت في مواجهته.
40 دولة تنضم للتحالف
ويعتبر التحالف الإسلامي العسكري هو رابع التحالفات الدولية ضد الإرهاب، والثاني الذي تقوده المملكة العربية السعودية؛ حيث تقود الأخيرة تحالفًا عربيًّا ضد جماعة الحوثي في اليمن، كما تشارك في الائتلاف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الذي يشن ضربات جوية عسكرية ضد تنظيم داعش في سوريا والعراق.
كما أعلنت السعودية آنذاك عن تأسيس مركز عمليات مشتركة مقره الرياض لتنسيق ودعم العمليات العسكرية لمحاربة الإرهاب ولتطوير البرامج والآليات اللازمة لدعم تلك الجهود.
وفي هذا السياق أعلن المستشار العسكري لوزير الدفاع السعودي، العميد ركن أحمد عسيري، ارتفاع عدد دول التحالف الإسلامي العسكري الذي تقوده المملكة لمحاربة الإرهاب من 34 إلى 40 دولة.
 ونقلت صحيفة عكاظ السعودية، عن عسيري قوله منذ إعلان ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان تشكيل تحالف إسلامي عسكري لمحاربة الإرهاب، "هناك فرق تعمل منذ ذلك الوقت إلى اليوم"، مؤكدًا أن اجتماعات تحضيرية قائمة استعدادًا لانعقاد أول اجتماع للتحالف الإسلامي العسكري ضد الإرهاب في الرياض.
في حين أشار إلى أنه سيتم إعلان كافة التفاصيل مع اقتراب موعد الاجتماعات الرسمية لأعضاء التحالف الإسلامي العسكري، مشددًا على أن التحالف سيعمل على أربعة محاور رئيسية الفكري والمالي والإعلامي والعسكري.
ويأتي إعلان مستشار وزير الدفاع السعودي، عن توسع التحالف الإسلامي، قبل أيام من عقد الاجتماع الأول لوزراء دفاع دول التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض.
ويحضر وزراء دفاع أكثر من 36 دولة للاجتماع الأول، لوضع استراتيجية واضحة لمحاربة التنظيمات الإرهابية في العالم، ولم يتم الإعلان الأخير عن موعده حتى الآن.
ومن الدول المشاركة في التحالف الجديد حسب الوكالة السعودية كل من الأردن ودولة الإمارات العربية وباكستان والبحرين وبنجلاديش وبنين وتركيا وتشاد وتوغو وتونس وجيبوتي والسنغال والسودان وسيراليون والصومال والغابون وغينيا وفلسطين وجزر القمر وقطر وساحل العاج والكويت ولبنان وليبيا والمالديف ومالي وماليزيا ومصر والمغرب وموريتانيا والنيجر ونيجيريا واليمن، وأضافت الوكالة أن هناك أكثر من عشر دول إسلامية أخرى أبدت تأييدها لهذا التحالف وستتخذ الإجراءات اللازمة في هذا الشأن ومنها إندونيسيا.
40 دولة تنضم للتحالف
وكانت أبرز الأهداف التي رسمها هذا التحالف التصدي للأيديولوجية المتشددة عسكريًّا وفكريًّا، ولكن اللافت في التشكيل الجديد أن السعودية قالت إن مهامه لن تقتصر فقط على محاربة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، بل سيسعى لمحاربة الإرهاب بشكل عام.
ويتساءل البعض حول قدرة هذا التحالف على تحقيق أهدافه التي تتجاوز الحرب على داعش، لتشمل تنظيمات إرهابية أخرى، ويرى من يطرحون مثل هذه التساؤلات بأن التحالف الإسلامي يضم دولًا "محدودة الإمكانيات" لا تقوى على إنجاز مهمة لم يكملها بعد تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة في سوريا والعراق.
فيما يتوقع آخرون نجاح التحالف الإسلامي الذي يرون أنه أشمل من التحالف الدولي الذي تقوده أمريكا، ولا يقتصر على الجانب العسكري في محاربة الإرهاب.
كان الأستاذ في جامعة السوربون الفرنسية زيدان خوليف، توقع وقت سابق، نجاح هذا التحالف بنشر قوات على الأرض لمجابهة داعش، قائلا: إن سبب فشل التحالفات السابقة في هزيمة الإرهاب هو أنها لم تنشر جنودًا على الأرض.
ويرى مراقبون أن الجانب العسكري لن يكون كل شيء لتحقيق هدف القضاء على الإرهاب، إذ سيستعين هذا التحالف بعلماء دين وخبراء في العلاقات العامة، إضافة إلى القادة العسكريين، حسب وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الذي أشار إلى أن التحالف قد يستخدم قوات برية "إذا لزم الأمر".
المحلل السياسي السعودي جمال خاشقجي، كان رحب بذلك؛ حيث اشترط للقضاء على الإرهاب معرفة السبب الحقيقي، هل هو الفوضى أم الفكر المتطرف؟
في سياق مواز، كان توقع أستاذ التاريخ المعاصر في جامعة منوبة التونسية عبد اللطيف حنّاشي، أن هناك عدة أسباب قد تقود إلى فشل التحالف الإسلامي، في تحقيق الأهداف التي أعلن عنها.
40 دولة تنضم للتحالف
ويقول حناشي: للأسف لا أعتقد أن هذا التحالف سيتمكن من القضاء على الإرهاب باعتبار المجموعات التي انضمت إلى هذا التحالف ذات قدرات محدودة من حيث الإمكانيات.
ويصف حناشي، التحالف بأنه ليس متينًا، وتوجد فيه الكثير من الثغرات، قائلًا: "شاهدنا أنه في اليمن لم يحسم التحالف بقيادة السعودية المعركة حتى بعد مرور أشهر من التدخل".
ويرى خبراء أن هناك اختلافات بين هذا التحالف والتحالف الدولي لمحاربة داعش بقيادة الولايات المتحدة الذي هو تحالف عسكري فقط، كما هو الشأن في التحالف الموجود في اليمن وهو تحالف لدعم الشرعية، أما التحالف الإسلامي العسكري فهو تحالف أشمل من ذلك كله. هو يروم وضع خطط طويلة الأمد ووظيفته أشمل من هذين التحالفين.
ويرى متابعون أن قيام السعودية بإنشاء تحالفات مثل التحالف العربي، والإسلامي وغيره ما هو إلا تخبط سياسي غير محسوب، وهو لن يأتي بشيء جديد للمنطقة والسعودية بالذات.
ويبدو أن التحالف الإسلامي سيكون مصيره هو نفس مصير، التحالفات الأخرى، والتي لم تُؤتِ بثمارها حتى الآن، وبالأخص مع السياسات والاستراتيجية الخاطئة التي تتبعها الدول المتحالفة في مواجهة الجماعات الإرهابية، وقد يؤدي ذلك إلى تنامي وتوغل الإرهاب في الدول، وهو ما يحدث بالفعل؛ حيث فرض الإرهاب ضلوعه في أغلبية الدول الذي يسيطر عليها التنظيم الإرهابي "داعش".

شارك