بعملية "الفتح".. القوات العراقية تطلق ساعة الصفر لتحرير "نينوي"

السبت 26/مارس/2016 - 02:56 م
طباعة بعملية الفتح.. القوات
 
مواصلةً للعمليات التي تقوم بها القوات العراقية، لمواجهة التنظيم الإرهابي "داعش"، وتحرير أراضيها من سيطرة التنظيم، أعلن العراق عن انطلاق معركة استعادة محافظة نينوي ومركزها مدينة الموصل من سيطرة تنظيم داعش، وهي المعركة التي طال انتظارها.
بعملية الفتح.. القوات
وواصلت قوات الجيش العراقي، مدعومة بقوات البيشمركة الكردية ومقاتلي العشائر والحشد الشعبي تقدمها في مناطق جنوب الموصل، وصولاً إلى القيارة ذات الموقع الاستراتيجي المهم بالنسبة إلى خطوط إمداد التنظيم من المناطق التي يحتلها في محافظتي صلاح الدين وكركوك. 
وكان أعلن العبادي في بيان أن عمليات نينوي حققت أول نجاح بتحرير بعض القرى، مشيرًا إلى أن استعادة الموصل، التي تعتبر المعقل الرئيسي للتنظيم وتربطه بمدينة الرقة في سوريا، سيكون انتصارًا مهمًّا.
من جانبه أكد قائد العمليات اللواء الركن نجم الدين الجبوري تحرير ثماني قرى في محيط ناحية القيارة هي مطنطر، وتل الشعير، وكرمردي، ونصر، والخطاب، وكوديلا، والصلاحية، والنضرة، وأردف أن العمليات تجرى وفق خطة مرسومة لتحرير الموصل.
وأعلن الجيش العراقي الجمعة أنه لا يبعد سوى بضعة كيلومترات عن تحرير ضفة نهر دجلة في محافظة نينوي؛ حيث قال العقيد لطيف الموسوي، وهو آمر كتيبة في الجيش العراقي: "إن القوات أحرزت تقدمًا ملحوظًا منذ بدء عملية التحرير".
فيما أعلنت خلية الإعلام الحربي العراقية، انطلاق ساعة الصفر لتحرير محافظة نينوي ومركزها الموصل من سيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي.
وأضافت الخلية، أن عمليات التحرير انطلقت من ثلاثة محاور، بمشاركة الفرقة 15 التابعة للجيش العراقي، مع مقاتلين من حشد "قيارة العراق"، والموصل، و"أسود دجلة".
وأكدت الخلية أن القوات حررت حتى الآن أربع قرى من سيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي، ومنها قرية كرمردي، وكديلة، والنصر.
بعملية الفتح.. القوات
ووفق محللين، فإن معركة نينوي، ذات أبعاد سياسية مهمة إذ من المفترض أن يدخل العراق بعدها مرحلة ما بعد داعش، والتي تتطلّب الاستفادة من الأخطاء الكبيرة التي أدّت إلى سيطرة التنظيم بسهولة بالغة على أجزاء واسعة من العراق، وعلى رأس تلك الأخطاء، اتّباع سياسة طائفية في قيادة البلاد بلغت ذروتها في فترتي حكم رئيس الوزراء السابق نوري المالكي بين سنتي 2006 و2014، وقد خلقت تلك السياسات أجواء مهيأة لتنظيم داعش لاختراق البلاد واستقطاب جيش من الغاضبين والناقمين على عملية إقصائهم لاعتبارات طائفية.
وأعلنت قيادة العمليات المشتركة، التي تضم ممثلين عن القوات العراقية، وعن التحالف الدولي في بيان أن القوات المسلحة بادرت ضمن قاطع عمليات تحرير نينوي والقطعات الملحقة بها وقوات الحشد الشعبي ومن ثلاثة محاور بتنفيذ الصفحة الأولى من عمليات "الفتح"، وهو الاسم الذي أطلقته القوات العراقية على العملية.
كما أعلن البيان عن استعادة قرى النصر وكرمندي وكذيلة وخربردان ورفع العلم العراقي فوقها.
وكانت حققت القوات العراقية انتصارات كبيرة ضد التنظيم الإرهابي مؤخرًا أحدثها استعادة السيطرة على مدينة الرمادي كبرى مدن محافظة الأنبار.
لكن استعادة الموصل التي تعتبر المعقل الرئيسي للتنظيم وتربطه بمدينة الرقة في سوريا، ستكون انتصارًا كبيرًا للقوات العراقية، ومن المتوقع أن تعمل هذه القوات بشكل بطيء؛ من أجل قطع الإمدادات إلى الموصل قبل بدء هجوم على المدينة.
 ويحذر خبراء من أن أي معركة لاستعادة الموصل ستكون صعبة، بسبب وجود أعداد كبيرة من مقاتلي داعش ومن المدنيين، إضافة إلى أن التنظيم أخذ الوقت الكافي لإعداد خططه الدفاعية.
ورغم الإعلان عن انطلاق معركة نينوي، لا يزال القرار بشأن مشاركة قوات الحشد الشعبي المكوّن من ميليشيات شيعية، غامضًا؛ إذ يثير دخول تلك التشكيلات المسلّحة مناطق السُّنّة في العراق، المخاوف من أن تنحو المعركة منحًى طائفيًّا صرفًا ما سيمثّل خدمة لتنظيم داعش.
بعملية الفتح.. القوات
وترددت أنباء عن خلافات حادة بين رئيس الوزراء حيدر العبادي، وأبومهدي المهندس القيادي في الحشد بشأن قدوم قوّة من مشاة البحرية الأمريكية إلى العراق، يتوقّع أن يكون لها دور في معركة الموصل.
ونقل عن مصادر عراقية قولها: "إنّ قادة الحشد يطالبون بإقالة وزير الدفاع خالد العبيدي، وقائد القوات المشتركة الفريق طالب شغاتي لعدم اهتمامهما باستخدام قوة الحشد".
وكان مسئولون أمريكيون وعراقيون قد أكدوا في الفترة الماضية أن عملية تحرير الموصل التي بدأت التحضيرات لها قبل عدة أشهر، قد تأخذ وقتًا طويلًا؛ نظرًا لحجم المدينة ووجود عدد كبير من المدنيين فيها.
جدير بالذكر أن الموصل هي ثاني أكبر مدينة في العراق، وسيطر داعش عليها في هجوم مباغت شنه منتصف عام 2014.
وكانت أفادت وكالة رويترز أن وزير النفط عادل عبد المهدي علق مشاركته في اجتماعات مجلس الوزراء إلى البت في طلبه الاستقالة الذي قدمه العام الماضي. وأضافت نقلاً عن ميليشيا عصائب أهل الحق أنه كلف الوكيل الأول للوزارة القيام بمهامه.

شارك