رؤساء أركان التحالف الإسلامي.. هل لديهم استراتيجية جديدة لمواجهة الإرهاب؟

الأحد 27/مارس/2016 - 12:16 م
طباعة رؤساء أركان التحالف
 
تواصل المملكة العربية السعودية مساعيها لجمع كافة المشاركين في التحالف الإسلامي العسكري الذي دشنته الرياض في ديسمبر الماضي، لمحاربة كافة التنظيمات الإرهابية على حد قولها؛ حيث يُعقد اليوم الأحد 27 مارس 2016، اجتماع لرؤساء أركان الدول المشاركة بالتحالف والبالغ عددها نحو 40 دولة.
رؤساء أركان التحالف
ويعتبر الاجتماع هو الأول من نوعه لتنسيق الجهود ومناقشة سبل تنفيذ الاستراتيجيات العسكرية والفكرية والمالية والإعلامية لمواجهة الإرهاب والتصدي له.
وقالت وكالة الأنباء السعودية الرسمية في بيان نشرته، مساء أمس السبت: "إن الاجتماع الذي يُعد الأول من نوعه سيعقد لتنسيق الجهود، ووضع اللبنات الأساسية ومناقشة سبل التنفيذ للاستراتيجيات العسكرية والفكرية والمالية، والإعلامية؛ وذلك بهدف مواجهة الإرهاب والتصدي له".
وكانت السعودية قد أعلنت في 14 ديسمبر الماضي، تشكيل تحالف عسكري إسلامي مكون من 34 دولة لمحاربة الإرهاب، بقيادة المملكة العربية السعودية، وأن يتم في مدينة الرياض تأسيس مركز عمليات مشتركة لتنسيق ودعم العمليات العسكرية لمحاربة الإرهاب ولتطوير البرامج والآليات اللازمة لدعم تلك الجهود.
وبحسب بيان وكالة الأنباء السعودية، آنذاك، فإن التحالف جاء "انطلاقًا من أحكام اتفاقية منظمة التعاون الإسلامي لمكافحة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره، والقضاء على أهدافه ومسبباته، وأداءً لواجب حماية الأمة من شرور كل الجماعات والتنظيمات "الإرهابية" المسلحة، أيًّا كان مذهبها وتسميتها، التي تعيث في الأرض قتلًا وفسادًا، وتهدف إلى ترويع الآمنين".
ويعتبر التحالف الإسلامي العسكري هو رابع التحالفات الدولية ضد الإرهاب، والثاني الذي تقوده المملكة العربية السعودية؛ حيث تقود الأخيرة تحالفًا عربيًّا ضد جماعة الحوثي في اليمن، كما تشارك في الائتلاف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الذي يشن ضربات جوية عسكرية ضد تنظيم داعش في سوريا والعراق.
وكانت ذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير سابق لها، أن المستشار العسكري لوزير الدفاع السعودي، العميد ركن أحمد عسيري، أعلن عن ارتفاع عدد دول التحالف الإسلامي من 34 إلى 40 دولة.
وبدأ التحالف عمله عبر إنشاء "مركز التحالف الإسلامي العسكري"، في الرياض؛ وذلك من أجل تطوير الأساليب والجهود لمحاربة الإرهاب في العالم الإسلامي، ولتنسيق الجهود بين الدول المشاركة بهدف الارتقاء بالقدرات لمحاربة الإرهاب وكل ما يزعزع أمن دول العالم الإسلامي، دون أن تذكر المزيد حول المركز.
رؤساء أركان التحالف
ومن الدول المشاركة في التحالف كل من الأردن ودولة الإمارات العربية وباكستان والبحرين وبنجلاديش وبنين وتركيا وتشاد وتوغو وتونس وجيبوتي والسنغال والسودان وسيراليون والصومال والغابون وغينيا وفلسطين وجزر القمر وقطر وساحل العاج والكويت ولبنان وليبيا والمالديف ومالي وماليزيا ومصر والمغرب وموريتانيا والنيجر ونيجيريا واليمن، وأضافت الوكالة أن هناك أكثر من عشر دول إسلامية أخرى أبدت تأييدها لهذا التحالف وستتخذ الإجراءات اللازمة في هذا الشأن ومنها إندونيسيا.
كان أحمد العسيري المستشار العسكري لوزير الدفاع السعودي، أكد في وقت سابق علي أن مؤتمر رؤساء الأركان سيناقش المفهوم العملياتي لهذا التحالف، وآلية العمل، وكيف سيتم التعامل مع التهديدات، وما هي المبادرات التي ستتقدم بها الدول الأعضاء.
ومن أبرز إنجازات التحالف أكبر مناورات عسكرية في المنطقة وهي رعد الشمال، التي انطلقت في مدينة الملك خالد العسكرية، في 27 فبراير الماضي، واختتمت في 10 مارس الجاري، بمشاركة قوات من 20 دولة.
وتأتي هذه الخطوات لتؤكد حرص العالم الإسلامي على محاربة الإرهاب، الذي طالها قبل أن يصل إلى دول العالم.
رؤساء أركان التحالف
وكما أوضحت بوابة الحركات الإسلامية في تقريرها، أن أبرز الأهداف التي رسمها هذا التحالف التصدي للأيديولوجية المتشددة عسكريًّا وفكريًّا، ولكن اللافت في التشكيل الجديد أن السعودية قالت إن مهامه لن تقتصر فقط على محاربة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، بل سيسعى لمحاربة الإرهاب بشكل عام.
ويتساءل البعض حول قدرة هذا التحالف على تحقيق أهدافه التي تتجاوز الحرب على داعش، لتشمل تنظيمات إرهابية أخرى، ويرى من يطرحون مثل هذه التساؤلات بأن التحالف الإسلامي يضم دولًا "محدودة الإمكانيات" لا تقوى على إنجاز مهمة لم يكملها بعدُ تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة في سوريا والعراق.
فيما يتوقع آخرون نجاح التحالف الإسلامي الذي يرون أنه أشمل من التحالف الدولي الذي تقوده أمريكا، ولا يقتصر على الجانب العسكري في محاربة الإرهاب.
ويرى مراقبون أن الجانب العسكري لن يكون كل شيء لتحقيق هدف القضاء على الإرهاب، إذ سيستعين هذا التحالف بعلماء دين وخبراء في العلاقات العامة، إضافة إلى القادة العسكريين، حسب وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الذي أشار إلى أن التحالف قد يستخدم قوات برية "إذا لزم الأمر".
ويرى خبراء أن هناك اختلافات بين هذا التحالف والتحالف الدولي لمحاربة داعش بقيادة الولايات المتحدة الذي هو تحالف عسكري فقط، كما هو الشأن في التحالف الموجود في اليمن وهو تحالف لدعم الشرعية، أما التحالف الإسلامي العسكري فهو تحالف أشمل من ذلك كله. هو يروم وضع خطط طويلة الأمد ووظيفته أشمل من هذين التحالفين.
ومن المعروف أن التحالف الإسلامي لم يحقق نتائج فعليه علي أرض الواقع حتى الآن، كغيره من التحالفات التي دشنت من أجل القضاء علي الإرهاب، وقد يخرج كذلك اجتماع رؤساء الأركان بلا أي جديد كالمعتاد، وقد يستمر أيضًا على نفس نهج التحالفات الأخرى.

شارك