مع اقتراب زيارتها لطرابلس.. الإخوان تُغلق الأبواب أمام حكومة الوفاق

الأحد 27/مارس/2016 - 02:11 م
طباعة مع اقتراب زيارتها
 
في ظل تعنتها ورفضها لحكومة الوفاق الوطني، قامت الحكومة الموازية غير المعترف بها دوليًّا في طرابلس، بفرض حصار جوي على كامل مدن غرب ليبيا، بعد إقفال الأجواء بوجه شركات الطيران دون ذكر أسباب القرار.
مع اقتراب زيارتها
ويبدو أن حكومة طرابلس بدأت تتأهب لزيارة المجلس الرئاسي الجديد بقيادة فايز السراج، والذي أعلن أول أمس عن استعداداته لممارسة مهام عمل الحكومة من طرابلس قريبًا، الأمر الذي رفضه رئيس الحكومة الموازية الموالية لجماعة الإخوان المسلمين خليفة الغويل، معلنًا حالة الطوارئ القصوى في المدينة.
وقال مصدر بمصلحة الطيران المدني: "إن جميع الرحلات من وإلى مطاري طرابلس ومصراتة، تم إلغاؤها حتى إشعار آخر، بعد غلق الأجواء في وجه شركات طيران الجوية"، دون مزيد من التفاصيل.
لكن مصدراً أمنيًّا داخل مطار معيتيقة الدولي بالعاصمة أكد أن المطار يشهد ازدحاماً شديداً وفوضى من قبل المسافرين، الذين ألغيت رحلاتهم، خاصة تلك القاصدة تونس واسطنبول، موضحاً أن القرار جاء بتعليمات من قبل رئيس حكومة طرابلس خليفة الغويل، الذي أمر مصلحة الطيران المدني، بقفل الأجواء تحسباً لزيارة مرتقبة لمجلس الرئاسي لحكومة السراج.
وكان أعلن الغويل، "حالة الطوارئ القصوى"، وأمر القوات الموالية لحكومته التي لا تحظى باعتراف المجتمع الدولي بتكثيف الدوريات ونقاط التفتيش في المناطق الخاضعة لسيطرتها في غرب البلاد.
وتأتي هذه الخطوة بعد إعلان فايز السراج رئيس حكومة الوفاق الوطني المدعومة من الأمم المتحدة الثلاثاء نيته الانتقال إلى العاصمة طرابلس للعمل منها "خلال أيام"، رغم رفض حكومة الغويل تسليمها السلطة.
مع اقتراب زيارتها
وجاء في بيان نشر على موقع حكومة طرابلس، أن الغويل أصدر سلسلة قرارات تشمل "إعلان حالة الطوارئ القصوى"، ووضع الحكومة "في حالة انعقاد دائم".
وكلف الغويل وزارتي الدفاع والداخلية وجهاز المباحث العامة وكتائب الثوار باتخاذ كافة الإجراءات والتدابير الأمنية للحفاظ على استقرار البلاد، وذلك بتكثيف الدوريات والاستيقافات الأمنية والحفاظ على المرافق السيادية.
واستند الغويل في إعلان "حالة الطوارئ" إلى دعوى مماثلة صادرة في يناير عن المؤتمر الوطني العام، البرلمان غير المعترف به دوليًّا في طرابلس والذي يدعم الحكومة فيها.
وحدث مؤخرًا جدل ومناوشات حدثت بين مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا مارتن كوبلر، والكتائب التي تسيطر على طرابلس.
واتهمته الكتائب بأنه يدير الأزمة في ليبيا بعيدًا عن الواقعية، وفضل المبعوث الأممي التريث لدراسة الوضع من بعيد واتخاذ القرار.
وذكرت صحيفة الشرق الأوسط أن السراج وكوبلر يعدان خطة محكمة على الأرض، هدفها تأمين موقع على شاطئ البحر، يشبه "المنطقة الخضراء" في العاصمة العراقية بغداد، يكون مقرًّا آمنًا لحكومة الوفاق.
وفضلت البعثة الأممية الاستمرار في تجاهل الواقع في طرابلس، وهو أسلوب حذرت منه العديد من القوى الليبية، ونصحوا الجميع بعدم اتخاذ القرارات التي ستعقد المشهد أكثر، لكن كوبلر تمسك بخياراته، وبقي مؤمنًا أن الجميع سيرضخ في نهاية المطاف للحلول المقدمة من الأمم المتحدة.
ومنذ أن سقط الرئيس الراحل معمر القذافي، ودخلت البلاد في حالة فوضي عارمة، بين صراعات سياسية على تولي الحكم، وكذلك تنامي الجماعات الإرهابية التي استطاعت أن تفرض سيطرتها على مختلف المدن الليبية واتخذت بعضها معقلًا لها ولتخزين الأسلحة الخاصة بها.
مع اقتراب زيارتها
ومع تطور الأوضاع، شهدت البلاد تفككًا وانقسامًا بين أطراف يتصارعون على المناصب والحكم دون وضع البلاد في حساباتهم، يأتي ذلك مع زيادة الحكومات إلى ثلاث أو أربع حكومات؛ حكومة طبرق المعترف بها دوليًّا وأخرى في طرابلس منتهية ولايتها وتواليها جماعة الإخوان المسلمين وكذلك ميليشيات فجر ليبيا، وحكومة الوفاق الوطني التي تشكلت في أواخر ديسمبر الماضي، وما زالت الأخيرة تحت مقصلة الحكومتين الأخريين.
ووفق ما ذكرته بوابة الحركات الإسلامية في تقريرها أمس، يرى مراقبون أن هذا التصعيد سيتطور في اتجاهات قد تُعيد الوضع في ليبيا إلى مربع الاقتتال، وذلك بعد اجتماع قادة جماعة الإخوان الليبية في مدينة إسطنبول، وكذلك إعلان المجلس الرئاسي الليبي برئاسة السراج عن قرب انتقال الفريق الحكومي لحكومة الوفاق إلى طرابلس.
وكانت الانقسامات والاقتتال قد بدأ يشتعل بين ميليشيات فجر ليبيا التابعة لجماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، وحاول قادة جماعة الإخوان الليبية في اجتماع في تركيا عقدوه منذ أيام التصعيد ضد حكومة الوفاق الوطني، خاصة وأن ميليشيات فجر ليبيا تسيطر على العاصمة طرابلس.
وعلى الصعيد الميداني، أطلق ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي في ليبيا، دعوات لتنفيذ إضراب عام في قطاعات الدولة في شرق البلاد وغربها اليوم الأحد؛ بسبب تدهور الوضع الأمني والاقتصادي.
وحمل عنوان دعوة الإضراب "خليك في بيتك"، على خلفية تردي الأوضاع المعيشية، وتقاعس المسئولين في تلبية احتياجات المواطن الأساسية، بحسب النشطاء.
وانتشرت مئات الرسائل عبر مواقع التواصل الاجتماعي على رأسها فيسبوك وتويتر، تحث الليبيين كافة ومن مختلف المدن والأطياف، المشاركة بفعالية في هذا الإضراب.
ويبدو أن الأزمة الليبية، ستدوم طويًلا، في ظل استغلال البعض للفوضى الحالية التي تشهدها البلاد؛ وذلك لتحقيق العديد من المطامع والأغراض.

شارك