بعد رفض الغويل.. طرابلس تحت قبضة "الإخوان" وحكومة الوفاق "بلا توافق"

الثلاثاء 29/مارس/2016 - 12:38 م
طباعة بعد رفض الغويل..
 
تشهد ليبيا مرحلة حرجة قد تعيدها إلى نقطة الصفر، فعلي الرغم من محاولات الأمم المتحدة في تشكيل حكومة وعودة الاستقرار والأمان للبلاد، تسعى الحكومتان الأخريان إلى عرقلة هذه المساعي، فمن جانبها ترفض الحكومة المعترف بها دوليًّا منحها الثقة، وكذلك الحكومة الموازية المتمثلة في جماعة الإخوان والتي رفض وبشده انتقال حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج إلى العاصمة طرابلس لممارسة مهام عمله.
بعد رفض الغويل..
وتواجه حكومة السراج عقبة رئيسية تتمثل في تمسك الحكومتين المنافستين بسلطتيهما، ما يعني أنها تفتقد القدرة الفعلية للعمل على الأرض في ظل استحالة دخول وزرائها إلى مقرات الوزارات في طرابلس وفي مدينة البيضاء في الشرق.
وأعلن منذ يومين خليفة الغويل رئيس الحكومة المنتهية ولايتها، عن فرض حالة الطوارئ القصوى، وكذلك بفرض حصار جوي على كامل مدن غرب ليبيا، لمنع حكومة الوفاق من التوجه إلى طرابلس وممارسة مهام عملها، لتدخل بذلك طرابلس قبضة الإخوان.
وفيما أعلن قادة لكتائب ثوار من مختلف مدن ومناطق ليبيا رفضهم دخول حكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج إلى طرابلس، واعتبروها حكومة لم ينصبها الليبيون، ولم يعتمدها أي طرف شرعي داخل ليبيا.
من جانبه اتهم المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية، من وصفهم بأقلية من المعرقلين، بترويع الآمنين في طرابلس، و"عرقلة" مباشرة الحكومة لمهامها.
وقال بيان للمجلس: إن سلطة الغويل عمدت إلى "إغلاق حركة الملاحة الجوية والتسبب في أزمات إنسانية للعديد من الليبيين العالقين في المطارات من مرضى وجرحى وأطفال ومسنين"، في "خرق للاتفاقيات والأعراف الدولية".
ودعت الوثيقة إلى ورفض سلوك "المجموعة المعرقلة، ومحاولاتها الوقوف في طريق الوفاق الوطني، وما ارتضاه الليبيون"، لتجنيب طرابلس شبح الاقتتال.
وفي محاولات للدخول إلى العاصمة طرابلس، من جانب حكومة الوفاق، أعلن المتحدِّث باسم حكومة التوافق الوطني الليبية، التي يقودها السراج، أن المحاولات مستمرّة لدخول الحكومة إلى العاصمة الليبية طرابلس، والشروع في مهامها من داخل ليبيا.
وكانت حكومة الوفاق قد حظيت بدعم دولي كبير قبل الإعلان عنها، مع استعجال المجتمع الدولي التعامل مع حكومة توحد السلطتين المتنازعتين على الحكم في مواجهة خطر تمدد تنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا.
ولم تعقد حكومة الوفاق منذ الإعلان عن بدء عملها في 12 مارس الجاري أي اجتماع لها في ظل تواجد وزرائها في مناطق ليبية مختلفة وإقامة بعضهم في الخارج، وعدم توفر مقر فعلي لها داخل ليبيا.
بعد رفض الغويل..
ونفى فتحي بن عيسي بحسب ما تداولت وسائل إعلام وصول أي عضو من المجلس الرئاسي أو الحكومة إلى طرابلس في الأيام الأخيرة.
وأضاف أن الحكومة ترفض أن تدخل تحت حمايةٍ دولية بقوات أجنبية وتسعى إلى الدخول دون إراقة دماء بتوافق بين الليبيين.
وكان نفى فتحي بن عيسى، المستشار الصحفي للمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبي، مغادرة أعضاء حكومة الوفاق تونس إلى مالطا أو أي مكان آخر.
 وقال بن عيسى في تدوينه له عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" أمس الاثنين: إن حكومة الوفاق ما زالت متواجدة في تونس، وإن لجنة الترتيبات الأمنية تعمل على تنفيذ مهمتها بحرفية ومسئولية، عقيدتها سلامة المواطن أولًا، وتمكين المجلس الرئاسي من مباشرة مسئوليته، مضيفًا أنه فور انتهاء اللجنة من ترتيباتها، سيدخل المجلس طرابلس لأجل طي صفحة الماضي والبدء في صفحة جديدة.
ومنذ أن تشكلت الحكومة الجديدة في ديسمبر الماضي، وهي تواجه مشاكل كثيرة، بين تعنت البرلمان الشرعي ورفض الموازي والذي تواليه ميليشيات فجر ليبيا والإخوان.
وتشهد العاصمة الليبية طرابلس حالة من الترقب بعد إعلان فصائل مسلحة خلال بيانات رسمية أنها ستطلق حربًا "طويلة الأمد" في حال دخلت حكومة الوفاق الليبية للعاصمة التي يسيطرون عليها منذ شهر أغسطس 2014.
وعلى الصعيد الميداني فقد اندلعت مساء الاثنين اشتباكات عنيفة بين جماعات مسلحة في العاصمة الليبية طرابلس.
وتواترت أنباء أن الاشتباكات دارت بين مجموعتين مسلحتين في منطقة غوط الشعال بالعاصمة طرابس؛ ما أسفر عن إغلاق بعض الطرق بالعاصمة.
وأفادت مصادر بـ"إغلاق بعض الطرقات" واندلاع اشتباكات بطرابلس، التي تسيطر عليها ميليشيات متحالفة مع المؤتمر الوطني المنتهية ولايته.
بعد رفض الغويل..
ومن جانب آخر، أعلنت "كتائب مدينة مصراتة" انحيازها لحكومة الوفاق الوطني، برئاسة فايز السراج، وعبرت الكتائب في بيان رسمي، صدر عقب اجتماع ضم قادتها، وعدداً من الشخصيات السياسية البارزة، وممثلي المجتمع المدني، إضافة إلى ممثل المجلس البلدي العميد محمد أشتيوي، عن دعمهم لدخول السراج إلى طرابلس، وممارسة أعمالها من مقر الحكومة الرئيسي بالعاصمة.
وشدد البيان الصادر والموقع من طرف 62 كتيبة على "الاعتراف الكامل بحكومة الوفاق الوطني، واعتبارها الممثل الشرعي الوحيد للدولة الليبية، واعتبار كافة المسئولين في الحكومات السابقة متجردين من صفاتهم الرسمية والشرعية، على أن يعد كل من يمارس أعمال بزعم صفة رسمية سابقة لهذا البيان منتحلاً لها".
وحذرت الكتائب كافة الجهات والتشكيلات المسلحة والشخصيات، من عرقلة أعمال حكومة الوفاق الوطني، بعد دخولها لمقارها الرسمية في العاصمة طرابلس، معلنين تشكيل غرفة أزمة مؤقتة تساعد في توطين حكومة الوفاق الوطني، وتمكينها من أداء أعمالها بشكل طبيعي.
ومن أبرز الكتائب الموقعة على البيان، "لواء الحلبوص"، و"المحجوب" و"الكتيبة 14" و"حطين والمرسي"، بالإضافة إلى شخصيات سياسية بارزة بالمدينة، تقدمهم بلقاسم قزيط وفتحي باشاغا.

شارك