نقل 12 معتقلًا.. أمريكا تستعد لإغلاق "جوانتانامو" في يناير

الخميس 31/مارس/2016 - 02:47 م
طباعة نقل 12 معتقلًا..
 
تستعد وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، لإغلاق سجن جوانتانامو أسوأ سجن في العالم وتاريخ أمريكا، مع تأكيد من الرئيس الأمريكي على إغلاق السجن في يناير المقبل.

نقل المعتقلين

نقل المعتقلين
قال مسئول أمريكي، الأربعاء 30 مارس 2016: إن وزارة الدفاع (البنتاجون) أخطرت الكونجرس بأنها تخطط لإرسال نحو 12 سجيناً من نزلاء جوانتانامو إلى دولتين على الأقل، في أحدث خطوة في مسعى الرئيس باراك أوباما لإغلاق السجن الواقع في القاعدة البحرية الأمريكية بكوبا.
يسعى أوباما- الذي قدم إلى الكونجرس الشهر الماضي خطة لإغلاق السجن- إلى الوفاء بتعهُّده الذي طال انتظاره قبل أن يترك منصبه في يناير القادم. لكنه يواجه معارضة قوية من العديد من المشرِّعين الجمهوريين وبعض الأعضاء في حزبه الديمقراطي.
وقال المسئول: "إن البنتاجون أخطر الكونجرس بأحدث نقل مزمع لسجناء من بين 37 معتقلاً جرت الموافقة بالفعل على إرسالهم إلى بلادهم أو بلدان أخرى". وقال مسئولون أمريكيون إنهم يتوقعون نقل جميع أفراد هذه المجموعة بحلول صيف هذا العام.
وتدعو خطة أوباما لإغلاق السجن إلى نقل باقي المعتقلين إلى سجن يخضع لأقصى مستويات الحراسة داخل الولايات المتحدة. لكن القانون الأمريكي يمنع مثل هذا الإجراء، ولم يستبعد أوباما عمل ذلك باستخدام أمر تنفيذي.
وقال جاري روس، المتحدث باسم البنتاجون، في بيان: "ليس لديّ جدول زمني بشأن موعد نقل معتقلين بعينهم من غوانتانامو. "لكن الإدارة ملتزمة بخفض عدد المعتقلين وغلق المعتقل بصورة مسئولة".

معتقل جوانتانامو

معتقل جوانتانامو
معتقل جوانتانامو الذي يقع في خليج جوانتانامو في أقصى جنوب شرق كوبا، ويبعد 90 ميلًا عن فلوريدا، حصلت عليه الولايات المتحدة الأمريكية كقاعدة عسكرية في 23 فبراير 1903، بإيجار شهري بلغ 2000 دولار أمريكي، في عهد الرئيس ثيودور روزفلت، وعندما احتج الثوار الوطنيون على ذلك القرار، لم تقوم كوبا بصرف الشيكات اعتراضًا على قرار الإيجار فردت الولايات المتحدة الأمريكية بعدم إرسال شيكا بقيمة 2000 دولار سنويًّا إلى حكومة كوبا واستولت على القاعدة.
وشكل افتتاح الولايات المتحدة الأمريكية معتقلا في جوانتانامو عقب غزوها أفغانستان، وحملة الاعتقالات العشوائية التي نفذتها في ذلك البلد المبتلى بالمصائب والكوارث، تحديًا قانونيًّا للعالم بأجمعه.
وتشكل المعتقل من ثلاثة أقسام، أُنشئ قسم "إكس ري" في أولها، ثم تبعها إنشاء "كامب ديلتا"، تلاه بناء "كامب إغوانا". وكانت إدارة بوش قد اعترضت على معاملة المعتقلين بصفتهم "أسرى حرب"، مؤكدةً أنهم لا يدخلون حيز اتفاقية جنيف عام 1949، المتعلقة بحماية الأشخاص المدنيين في وقت الحرب، ووصفتهم بـ "المجرمين".
لكن الرئيس الحالي باراك أوباما أعلن منذ بدأ حملته للانتخابات الرئاسية في العام 2007 أنه يريد إغلاق المعتقل، خصوصاً أن المعتقل يسبب في تجييش المشاعر ضد الأمريكيين، ويساعد التنظيمات الإرهابية على اتهام الولايات المتحدة بسوء معاملة المعتقلين.
وشاء أوباما من حينه أن يحوّل المعتقلين إلى المحاكم الفدرالية على الأراضي الأمريكية، واعتبر أنها قادرة على إقامة العدالة بالحكم عليهم أو إطلاق سراحهم.
وهناك العديد من المعتقلين داخل جوانتانامو، بالمعتقل السيئ السمعة يوجد فيه نحو 91 نزيلاً من 19 جنسية، أبرزهم طارق باعوضة وهو يمني عمره 37 عاماً يجري تغذيته قسراً عبر أنبوب في الأنف منذ بدأ إضراباً عن الطعام في 2007.
وفي يناير2016، أعلن الجيش الأمريكي استعداده لنقل 10 محتجزين من سجن جوانتانامو إلى دول في الشرق الأوسط.
وشهد يناير 2015عمليات النقل الأولى في عام 2015؛ حيث نقلت الولايات المتحدة خمسة سجناء (يمنيين) من السجن، تم نقل أربعة منهم إلى سلطنة عمان والخامس إلى استونيا.

إغلاق جوانتانامو

إغلاق جوانتانامو
يبدو أن أسباب الإغلاق لاحت في الأفق الآن أكثر من أي وقت مضى خاصةً اقتصاديًّا، فالمعتقل الواحد يكلف البيت الأبيض حوالي 3 ملايين دولار سنويًّا في حين يكلف 75.000 دولارًا فقط في السجون الأمريكية كثيفة الحراسة.
إغلاق جوانتانامو، وعد الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي لم يفِ به حتى الآن، مع بقاء ما يقرب من 91 معتقلًا بالسجن سيئ السمعة، تبقي قرارات إغلاق السجن في يد الأجهزة الأمنية الأمريكية وعلى رأسها "سي أي ايه"، ولكن إغلاق السجن لن يمحي التاريخ السيئ لأمريكا في التعذيب وانتهاك حقوق السجناء والقوانين الدولية. تجربة سجن جوانتانامو تعد أسوأ تجربة في تاريخ الحرية الأمريكي، فهل سيغلق السجن قبل ذكرى الـ15 أم سيمتد لسنوات أخرى؟

شارك