بعد دعوات لاستهداف "ميركل".. ألمانيا تدخل "عش دبابير" داعش

الخميس 31/مارس/2016 - 04:17 م
طباعة بعد دعوات لاستهداف
 
في ظل حالة عدم الاستقرار التي يعانيها الغرب إثر الهجمات التي تعرضت لها بعض الدول، والاستراتيجية الخطأ التي تتبعها الولايات المتحدة في مواجهة التنظيم الإرهابي "داعش"- يواصل الأخير المزيد من التهديدات والتلويحات، لمختلف الدول العربية والأوروبية؛ حيث نشر التنظيم الدامي، صورًا على الإنترنت تدعو المسلمين الألمان إلى تنفيذ هجمات على غرار تلك التي وقعت في بروكسل، وخص بالذكر مقر المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ومطار كولونيا بون، بحسب موقع سايت الذي يراقب الصفحات الإلكترونية للحركات المتشددة.
بعد دعوات لاستهداف
وكانت وقعت سلسلة من الهجمات في العاصمة البلجيكية، بروكسل منذ أسبوعين، أدت إلى مقتل العشرات وإصابة نحو 75 شخصًا.
تأتي هذه الدعوة على غرار مقتل قيادي في تنظيم "داعش"، في غارة لطائرة من دون طيار قرب مدينة الرقة في شمال سوريا أثناء توجهه إلى محافظة حلب ليشرف على المعارك هناك بأمر من زعيم التنظيم، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، اليوم الخميس.
ويعد مقتل القيادي أبوالهيجاء التونسي آخر حادث في سلسلة نكسات تنظيم الدولة الإسلامية خلال الأسابيع الأخيرة، وفق متابعين.
وكانت طائرة من دون طيار يعتقد أنها تابعة للتحالف الدولي بقيادة واشنطن استهدفت ليل أمس الأربعاء عند أطراف مدينة الرقة سيارة تقل القيادي العسكري في التنظيم أبوالهيجاء التونسي؛ ما أسفر عن مقتله.
وفي أول مارس الجاري قتل قياديان في التنظيم الإرهابي في غارات للتحالف الدولي، هما عبد الرحمن القادولي المكنى بحجي إمام وكان يعد الرجل الثاني في التنظيم، وعمر الشيشاني أحد أهم قيادي عسكري.
والجدير بالذكر أن التنظيم الإرهابي قد نشر في أغسطس من عام 2015، مقطع فيديو باللغة الألمانية يحرض فيه المسلمين في أوروبا على القيام بأعمال عنف في العديد من الدول الأوروبية وبخاصة ألمانيا والنمسا وقتل المستشارة الألمانية.
ويظهر في إحدى الصور متشدد يرتدي زيًّا مموهًا ويحدق في بوابة مطار كولونيا بون، بينما يقول التعليق المصاحب للصورة: ما استطاع إخوانكم في بلجيكا أن يفعلوه بإمكانكم أن تفعلوه أيضًا.
وفي صورة أخرى يظهر مبنى المستشارية في برلين وقد اشتعلت فيه النيران بينما يقف مقاتل من داعش ودبابة ويقول التعليق: ألمانيا ساحة معركة.
وتم نشر الصور جميعها على مواقع التواصل الاجتماعي أمس الأربعاء وتحمل شعار الفرات للإعلام التي يقول موقع سايت إنها مؤسسة تابعة لداعش.
بعد دعوات لاستهداف
كما نشرت وسائل إعلام ألمانية تسجيلًا مصورًا للتنظيم يحتفل بهجمات بروكسل ظهرت فيه لقطة مدتها ثلاث ثوان لمطار فرانكفورت يبدو أنها مأخوذة من صور تلفزيونية ألمانية.
وحسبما أوردت الإذاعة الإسرائيلية، آنذاك، فإن أحد الأشخاص الذين ظهروا في الفيديو توعد أنجيلا ميركل وأنه سينتقم منها انتقامًا شديدًا بسبب مشاركة ألمانيا في التحالف الدولي في الحرب على داعش؛ حيث أفادت وسائل الإعلام الألمانية، أن كلا الشخصين معروفين لأجهزة الاستخبارات الألمانية، إذ كانا ينتميان- في السابق- لتنظيم القاعدة.
ووفق مراقبين فإن أوروبا تعيش حالة تأهب أمني قصوى بعد الهجمات الانتحارية التي هزت مطار بروكسل ومحطة مترو بالمدينة الأسبوع الماضي، وأسفرت عن مقتل 32 شخصًا.
وقالت فرنسا أمس الأربعاء 30 مارس 2016، إنها تحقق مع رجل للاشتباه في التخطيط لعمل وشيك شديد العنف، وتضمنت الصور والرسوم التوضيحية التي بثها التنظيم ونشرتها وسائل إعلام ألمانية اليوم الخميس 31 مارس، شعارات بالألمانية تحرض المسلمين على استخدام العنف ضد عدو الله.
فيما ذكرت الشرطة الاتحادية الألمانية التي تراقب المتشددين المشتبه بهم الذين يحملون جوازات سفر ألمانية والعائدون من القتال في العراق وسوريا أنها تعرف بأمر الصور، لكن نشرها لا يستلزم اتخاذ المزيد من التدابير الأمنية.
المتحدثة باسم الشرطة الاتحادية قالت: "إن لديهم علم بهذه المواد ويقوم خبراؤنا بفحصها"، مضيفة أنه "من الواضح أن ألمانيا هي محور تركيز الإرهاب الدولي، وأن هجمات قد تحدث لكن هذه المواد لا تغير من تقييمنا الأمني".
بعد دعوات لاستهداف
من جانبه، قال هولجر مونش رئيس الشرطة الاتحادية بعد هجمات بروكسل التي وقعت يوم 22 مارس، إنه يبدو أن داعش تسعى إلى تنفيذ المزيد من الهجمات الاستعراضية في أوروبا، بينما تعاني انتكاسات في معاركها بسوريا والعراق.
كانت ألمانيا انضمت إلى التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش في سوريا والعراق العام الماضي، لكنها قصرت دورها على عمليات الاستطلاع وتزويد الطائرات بالوقود بعد أن قتل التنظيم 130 شخصًا في هجمات بقنابل وإطلاق نار بباريس.
وأظهر رسم توضيحي آخر طائرة عسكرية قالت وسائل إعلام ألمانية إنها طائرة تورنيدو يستخدمها سلاح الجو الألماني وتبدو في الخلفية منطقة جبلية ووجوه نساء وأطفال ملطخة بالدماء، فيما يبدو أنه يمثل المدنيين الذين يقول التنظيم إنهم قتلوا في الغارات الجوية على المناطق الخاضعة لسيطرته، وقال التعليق: هل ستستمرون في الحزن أم ستتحركون في النهاية؟
وقالت المتحدثة باسم الشرطة الاتحادية: إن الشرطة تعرف بأمر هذا التسجيل، لكنها أشارت إلى أن الإجراءات الأمنية الحالية كافية.
ويواصل التنظيم الإرهابي تهديداته ووعيده لدول الغرب، التي تقف مكتوفة الأيدي أمام التنظيم الدامي.

شارك