بتأييد داخلي وخارجي.. حكومة الوفاق الليبية تتحدى "الإخوان"

السبت 02/أبريل/2016 - 10:57 ص
طباعة بتأييد داخلي وخارجي..
 
بعد حالة من الجدل غير المسبوق ما بين منح الثقة لحكومة الوفاق الليبية برئاسة فايز السراج من عدمه، قرر الأخير تجاهل الأطراف المتنازعة على السلطة، وبدأ مباشرة عمله من العاصمة طرابلس والذي دخلها رغم عن أنف الحكومة الموازية الموالية لجماعة الإخوان برئاسة خليفة الغويل؛ حيث حذر الأخير حكومة السراج من الدخول لطرابلس دون منحها الثقة من قبل البرلمان الليبي المعترف به دوليًّا وكذلك المؤتمر الموازي في طرابلس.
بتأييد داخلي وخارجي..
واعتمد السراج على دعم المجتمع الدولي والتأييد الشعبي غير المسبوق له؛ حيث حظيت حكومة الوفاق الوطني بدعم داخلي مهم، مع إعلان بلديات عشر مدن ساحلية غربًا وحرس المنشآت النفطية تأييدها؛ أملًا في أن تتمكن هذه الحكومة المدعومة من المجتمع الدولي من إنهاء النزاع المسلح ووقف التدهور الاقتصادي؛ مما قد يدفع إلى بدء تشكيل التحالفات السياسية مجددًا.
وعقد المجلس الرئاسي أول لقاءاته الرسمية، مع المجلس الأعلى للدولة، في العاصمة ‏طرابلس، ونجح السراج و6 من نوابه، منذ وصولهم لطرابلس، في لقاء الشخصيات السياسية، وفي بيان مشترك، دعا رؤساء وممثلو البلديات العشر عقب اجتماع في صبراته، مساء الخميس، الليبيين إلى الوقوف صفاً واحداً لدعم حكومة الوفاق الوطني.
وقالوا في بيان لهم نُشر على الصفحة الرسمية لبلدية صبراته في موقع فيسبوك: إن بلديات مدنهم الواقعة بين طرابلس والحدود التونسية غرباً تدعم وصول حكومة التوافق إلى العاصمة طرابلس.
ودعوا الحكومة إلى العمل على "السعي لإنهاء الصراعات المسلحة وبشكل عاجل بكامل التراب الليبي"، وعلى إصلاح الوضع الاقتصادي.
وكانت عشر مدن ليبية خضعت لأكثر من عام ونصف لسلطة طرابلس وهي، تحالف "فجر ليبيا" المسلح هي زلطن، ورقدالين، والجميل، وزوارة، والعجيلات، وصبراته، وصرمان، والزاوية الغرب، والزاوية، والزاوية الجنوب.
وقد التقى مساء أمس الجمعة المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، أعضاء مجلس النواب؛ حيث هنئوا المجلس بالدخول إلى العاصمة طرابلس وبداية العمل فيها، كما تم نقاش آخر مستجدات الترتيبات الخاصة التي بدأت الحكومة في عملها، هذا وتم التأكيد على بذل كل المساعي ليعود مجلس النواب إلى عمله في أقرب وقت وأداء مهامه، كما ورد في الاتفاق السياسي الليبي.
وتشكلت حكومة الوفاق الوطني بموجب اتفاق سلام موقع في ديسمبر الماضي برعاية الأمم المتحدة، وينص الاتفاق على أن عمل حكومة الوفاق يبدأ مع نيلها ثقة البرلمان المعترف به، لكن المجلس الرئاسي أعلن في 12 مارس الجاري انطلاق أعمالها، استناداً إلى بيان تأييد وقّعه 100 نائب من أصل 198 بعد فشلها في حيازة الثقة تحت قبة البرلمان.
بتأييد داخلي وخارجي..
في هذا السياق، أكد عضو بفريق الحوار السياسي الليبي، أن فائز السراج يلعب بطريقة المجازفة غير المحسوبة المخاطر؛ لأنه يراهن على الميليشيات في استمرار المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، وبالتالي هذه المراهنة تتغير بتغير التحالفات، ولا يمكن ضمان ولاء قادة المجموعات المسلحة، وهو أمر تعايشنا معه طيلة خمسة أعوام وأكثر.
وكان المكتب الإعلامي لحكومة الوفاق، قد نشر صوراً تظهر فائز السراج يتجول في ميدان الشهداء بوسط طرابلس الجمعة، وهو يقوم بتحية بعض العناصر المسلحة التي ترتدي زياً عسكرياً، حيث نشرت الصور بعنوان "السراج يقوم بتحية رجال الجيش والشرطة".
وكان الاتحاد الأوروبي، وضع قائمة عقوبات بحق عدد من الشخصيات الليبية المعرقلة لجهود السلام، وعلى رأسها رئيس البرلمان الليبي ورئيس المؤتمر الوطني المنتهية ولايته، ورئيس حكومة طرابلس ومفتي الديار الليبية، والعقوبات تتمثل في المنع من السفر وتجميد الأرصدة، ووضع هذه الشخصيات في لائحة الإنتربول الشرطة الدولية.
وفيما يحظي المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق غير مسبوق، بدعم دولي غير مسبوق؛ حيث حشدت الدول الكبرى والاتحاد الأوروبي دعمًا دولياً وإقليمياً، بل وخصصت ميزانيات وهبات مستعجلة فور مباشرة الحكومة أعمالها، وهو أمر يجعل السراج يعمل بثقة كبيرة ودون الاكتراث لبعض أصوات السياسيين، الذين وجدوا أنفسهم أمام العقوبات أو مباركة الحكومة.
وأكد الرئيسان الأمريكي باراك أوباما والفرنسي فرانسوا هولاند، أول أمس الخميس، في واشنطن ضرورة دعم الحكومة الليبية الجديدة لمنع تنظيم الدولة الإسلامية من جعل ليبيا "قاعدة جديدة له في المستقبل".
واعتبر وزير الخارجية الفرنسي، جان مارك ايرولت، في مقابلة مع صحيفة "ويست فرانس" المحلية نُشرت الجمعة، أن على المجتمع الدولي الوقوف على أهبة الاستعداد لمساعدة حكومة الوفاق الوطني الجديدة في ليبيا حال طلبت هذا، بما في ذلك عسكرياً.
بتأييد داخلي وخارجي..
وأكد مارتن كوبلر، المبعوث الدولي الخاص إلى ليبيا، بأن مجلس الأمن دعا الدول الأعضاء للامتناع عن تقديم الدعم والتواصل الرسمي مع المؤسسات الموازية، التي تدعي الشرعية خارج الاتفاق السياسي.
وتطعن حكومة طرابلس بشرعية حكومة الوفاق الوطني، وكذلك الحكومة الحكومة الموازية في شرق ليبيا طبرق والمدعومة من البرلمان المعترف به.
موازة لذلك، فقد تظاهر نحو 300 شخص في ساحة الشهداء في طرابلس تأييداً لحكومة الوفاق، في أول تأييد علني في العاصمة الليبية لهذه الحكومة منذ إعلان تشكيلها، وهتف المتجمعون وهم رجال ونساء وأطفال: "ارحل ارحل يا الغويل"، في إشارة إلى خليفة الغويل رئيس حكومة طرابلس والشعب يريد حكومة الوفاق، ورفعوا أعلاماً بيضاء وأعلاماً ليبية. وقال أحد المتظاهرين سليم العويل نريد دولة مؤسسات اليوم قبل الغد: "سئمنا الفوضى في كل شيء". وانتشر عناصر من الشرطة التابعة لسلطات طرابلس حول الساحة.
وتحمي الشرطة التظاهرات التي كانت تخرج لمعارضة حكومة الوفاق والتي كانت تجمع دورياً مئات المتظاهرين. وشهدت طرابلس صباح أمس الجمعة حالة من الهدوء، فيما لم تسمع في الليل اصوات اشتباكات أو عمليات إطلاق نار أو قذائف.

شارك