بعد معارك "داعش" الدامية.. البرلمان العراقي يصنف "الأنبار" بـ "المنكوبة"

السبت 02/أبريل/2016 - 02:29 م
طباعة بعد معارك داعش الدامية..
 
تواصل القوات العراقية مساعيها لاستعادة المدن الذي سيطر عليها التنظيم الإرهابي "داعش"، منذ عام 2014؛ حيث احتل داعش أكبر المدن العراقية، وعلى رأسها محافظة الأنبار والتي تعد من أكبر المدن العراقية مساحة، وصَوَّت اليوم 2 أبريل 2016 البرلمان العراقي على اعتبار "الأنبار" محافظة منكوبة، وذلك على خلفية الخسائر الضخمة التي لحقت بمعظم مناطق أكبر محافظات العراق وسكانها بسبب تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" والمعارك المستمرة منذ أشهر.
بعد معارك داعش الدامية..
وفي أبريل من عام 2015 استطاع تنظيم داعش الإرهابي السيطرة على معظم مناطق محافظة الأنبار، وعلى رأسها العاصمة "الرمادي"؛ حيث سيطر آنذاك على 3 قرى بالقرب من مدينة الرمادي، مركز محافظة الأنبار، وأعقب ذلك اندلاع اشتباكات عنيفة في المحافظة، وكان أكد شهود عيان من سكان المحافظة سيطرة داعش على قرى بالمحافظة، وقالوا: إن التنظيم شن هجوماً على شرقي المدينة؛ حيث سيطر على قرى السجارية والبوغانم والصوفية، التي كانت تحت سيطرة الحكومة.
وكان التنظيم الإرهابي نجح في السيطرة على عدة مدن عراقية في 2014 وعلى رأسها مدينة الموصل عاصمة نينوي التي يعيش فيها نحو مليوني شخص، إثر هجوم خاطف في يونيو 2014.
وبموجب هذا الإعلان، طالب البرلمان، الحكومة العراقية باتخاذ "الإجراءات اللازمة لمعالجة ومواجهة الوضع في الأنبار"، وتشكيل لجنة طوارئ لمتابعة التطورات بالمحافظة، برئاسة المحافظ أو رئيس الوزراء.
فيما دعا البرلمان الحكومة إلى تخصيص أموال إضافية خارج إطار موازنتها الاتحادية لمواجهة الوضع" في المحافظة، التي كانت مناطقها مسرحًا لمواجهات بين تنظيم داعش المتطرف والقوات الحكومية.
وكان رئيس البرلمان، الدكتور سليم الجبوري، قد تسلم طلبا من 80 نائبًا بهذا الصدد، فدعا نواب الأنبار إلى تقديم صيغة قرار لعرضه على المجلس للتصويت عليه، لاعتبار الأنبار محافظة منكوبة بعد وصول نسبة الخسائر البشرية والبنى التحتية فيها لأكثر من 80%.، وتلا الجبوري صيغة قرار اعتبار محافظة الأنبار محافظة، فصوّت مجلس النواب العراقي عليه بالإجماع.
ودعا الجبوري نواب محافظة الأنبار إلى قراءة بيان حول إدخال المساعدات الإنسانية إلى مدينة الفلوجة، ومحاربة الإرهاب والقضاء على داعش الذي قام بحصار المدنيين.
بعد معارك داعش الدامية..
جاء هذا القرار بعد نحو 3 أشهر على نجاح القوات الحكومية في دحر داعش من عاصمة الأنبار، الرمادي، ووسط استمرار المحاولات لاستعادة مدينة الفلوجة التي تعاني من أوضاع إنسانية صعبة بسبب الحصار.
وكان فريق تابع للأمم المتحدة قد قال: "إن الدمار في الرمادي "مذهل" وأسوأ من أي مكان آخر في العراق، وذلك بعد قيامه بأول زيارة لتقييم الوضع في المدينة التي استعادتها الحكومة من التنظيم المتشدد في ديسمبر".
وقال الفريق: "إن المستشفى ومحطة القطارات الرئيسيين دمرا، علاوة على آلاف المنازل". 
وأبلغ مسئولون محليون الفريق الدولي أن 64 جسرًا ومعظم شبكة الكهرباء دمرت في عاصمة محافظة الأنبار، والمعارك بين داعش والقوات الحكومية التي دامت أكثر من ستة أشهر، دمر أغلب البنية التحتية وسوى الكثير من الأبنية بالأرض في الرمادي التي كان يسكنها نحو نصف مليون شخص، فر معظمهم بعد سقوطها بقبضة داعش.
وقد أعلنت السلطات العراقية، عن مقتل 35 إرهابيا من "داعش"، في قصف لطيران التحالف الدولي شرقي الرمادي، حسبما أوردته وكالة العراق المركزية للأنباء.
ونقلت الوكالة عن رئيس مجلس قضاء الخالدية ب‍محافظة الأنبار علي داود، قوله: "طيران التحالف قصف أهدافا لعناصر عصابة (داعش) في مناطق البوشهاب والبوبالي والبوشجل ضمن جزيرة الخالدية، (23 كم شرق الرمادي)، ما أدى إلى مقتل 35 إرهابي بينهم قياديون".
يذكر أن القوات الأمنية وبمساندة مقاتلي العشائر، بدأت عمليات عسكرية واسعة لتحرير مناطق وقرى جزيرة الخالدية من "داعش" الإرهابي، والتي يستخدمها "داعش" غالبًا في قصف المدنيين بالخالدية وتوقع خسائر مادية وبشرية بينهم.
بعد معارك داعش الدامية..
أما الفلوجة الواقعة أيضًا في الأنبار، فلا تزال بقبضة التنظيم الإرهابي الذي تسبب بمقتل آلاف المدنيين من سكانها، وفي محاولة لتحريرها عمدت القوات الحكومية إلى حصارها؛ الأمر الذي أدى إلى انقطاع المواد الغذائية والطبية.
وكان ناشطون قد أطلقوا "حملة الفلوجة تقتل جوعًا" على مواقع التواصل، في محاولة لتسلط الضوء على الكارثة الإنسانية، التي دفعت بعض سكان المدينة إلى الانتحار بسبب الجوع، حسب ما كان قد أعلن مسئول محلي.
 في المقابل، وجه زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، اليوم السبت 2 أبريل 2016، أتباعه بإيصال مساعدات إنسانية فورية لأهالي الأنبار.
وقال الصدر في بيان له، إن إخوتنا في محافظة الأنبار يعانون الجوع والفقر بسبب الإرهاب وفكرهم التشددي المقيت، داعياً جناحه العسكري "سرايا السلام" التوجه للمحافظات لإيصال مساعدات إنسانية ضرورية إلى الأهالي خلال 24 ساعة، مشددًا على أتباعه، بالتنسيق مع قوات الأمن العراقية لإيصال تلك المساعدات، واصفاً الأمر بأنه باب من أبواب الإنسانية وتعزيز الروح الوطنية في العراق.
ودعا الصدر في بيانه، الحكومة العراقية إلى البدء بعملية إعمار البنى التحتية لتلك المحافظات المنكوبة.

شارك