الإمارات تواجه التمدد الإيراني بمزيد من الحزم

الثلاثاء 05/أبريل/2016 - 11:51 ص
طباعة الإمارات تواجه التمدد
 
تعمل دولة الإمارات العربية المتحدة بشكل صارم على منع تمدد النفوذ الإيراني في المنطقة العربية بالتعاون مع المملكة العربية السعودية، وهو الأمر الذي ترجمته أبوظبي مؤخرًا قضائيًّا، من خلال إصدار دائرة أمن الدولة بالمحكمة الاتحادية العليا في الإمارات بالحبس 6 أشهر والإبعاد عن الدولة بعد انقضاء العقوبة على ثلاثة متهمين من الجنسية العربية والكندية، في قضية مرتبطة بحزب الله اللبناني، بتهمة إنشاء وإدارة مجموعة ذات صفة دولية داخل الدولة، وإدارة مجموعة تابعة لحزب الله اللبناني داخل الدولة دون ترخيص من الحكومة قبل تاريخ 12 أكتوبر 2014. 
الإمارات تواجه التمدد
وأفادت صحف إماراتية بأن المحكمة الاتحادية العليا قضت حضورياً على جاسم رمضان البلوشي بالسجن 3 سنوات على ما أسند إليه من اتهامات تتعلق بالتخابر لمصلحة إيران، وتزويد ضابط مخابرات يعمل في القنصلية الإيرانية بمعلومات سرية ومحظورة عن شخصيات مقيمة في الإمارات.
وكشف تقرير المختبر الجنائي في أبوظبي الذي تم الكشف عن تفاصيله في جلسة سابقة للمحكمة عن محتويات الأجهزة التي ضبطت في حوزة المتهم، والتي أظهرت تبادل المعلومات بينه وضابط الاستخبارات الإيراني.
وفي قضية منفصلة، حكمت المحكمة على كل من سهيل نايف غريب (كندي الجنسية) وأسعد أمين قانصو وأحمد إبراهيم قانصو ( لبنانيان) بالحبس 6 أشهر والإبعاد عن البلاد بعد إدانتهم بالتجسس على المنشآت الحيوية في الدولة، وتزويد عناصر تنتمي لحزب الله الإرهابي بمعلومات سياسية واقتصادية واجتماعية، وتضمنت المعلومات سياسة الدولة في التعامل مع اللبنانيين المقيمين.
الإمارات تواجه التمدد
وكانت دولة الإمارات العربية المتحدة قد قررت في وقت سابق تخفيض مستوى التمثيل الدبلوماسي مع إيران إلى مستوى قائم بالأعمال، وتخفيض عدد الدبلوماسيين الإيرانيين في الدولة، وقامت باستدعاء سيف الزعابي، سفير الدولة في طهران تطبيقا لهذا القرار.
وقالت وزارة الخارجية الامارتية وقتها: "إن هذه الخطوة الاستثنائية تم اتخاذها في ضوء التدخل الإيراني المستمر في الشأن الداخلي الخليجي والعربي، والذي وصل إلى مستويات غير مسبوقة في الآونة الأخيرة، وإن المبادئ الحاكمة للعلاقات الإيجابية والطبيعية بين الدول أساسها الاحترام المتبادل للسيادة، وعدم التدخل في الشئون الداخلية".
 وكان وزير الدولة للشئون الخارجية وزير الدولة لشؤن المجلس الوطن الاتحادي بالإمارات الدكتور أنور قرقاش قد أكد في وقت سابق على أن التدخل الإيراني في البحرين والإمارات والسعودية ودول الخليج يعطي إشارة غير إيجابية، ونظن أن طهران ستواصل تدخلاتها مما يعقد الأمور، وأن إيران جارة مهمة وما يراد اليوم هو قلب الصفحة، وأن تكون علاقات إيران مع دول الخليج قائمة على احترام السيادة.
وأضاف أن الرد على إيران وممارساتها في المنطقة هو تدخل قوات التحالف في اليمن وهو ليس تدخلًا للوقوف مع قبيلة ضد قبيلة، وهذه المرة الأولى التي يكون فيها رد عربي على إيران وهي عنصر في الأزمة الموجودة ولو كان الخلاف بين علي عبدالله صالح وعبدربه منصور هادي لكانت هناك وساطة سياسية فقط ولكن وجود البعد الإيراني هو خطر متنام مشابه لوضع حزب الله في لبنان الذي يتلقى دعم مليار دولار وتريد إيران بحسب تصريحات قرقاش أن تكرر الأمر في اليمن وهو ما دفع الإمارات ودول التحالف للتدخل.
وقال: "إن المشهد الإقليمي في المنطقة ما زال يمر بمخاض صعب ومعقد، وإن السنوات الصعبة التي مرت في الفترة الماضية ما زالت أمام سنوات شبيهة بها من ناحية التحديات في السنوات القادمة، وإن القضية الفلسطينية ما زالت تدور دون وجود آفاق حل وحظوظ حل الدولتين أصبحت أصعب كثيراً بفعل الحقائق الموجودة على الأرض، إضافة إلى أن حكومة إسرائيل يمينية متعنتة لا ترى أن الحل يمثل خيار المستقبل.
والوطن العربي يواجه ثلاثة تحديات أساسية في مشهد معقد جداً، أوله التطرف والإرهاب، ولا يمكن القضاء عليه خلال سنوات معدودة بل هو بعيد المدى وهو تحدي جيل؛ لأن التصدي له لا يتم فقط من خلال القوة والأمن بل يتطلب أدوات مالية وفكرية وتعديلات مطلوبة في مناهج التعليم، مشيراً إلى أن الحديث في الإمارات دائماً يكون عن التطرف والإرهاب ووجود علاقة بينهما، فلا يمكن أن يتم متابعة من قام بتفجير نفسه أو من يقتل، بل يجب رؤية الفكر الذي يحرضه، وهو تحد رئيسي يواجهه العالم العربي والدين الإسلامي الذي تحاول مجموعات تكفيرية صغيرة أن تشوهه.
أما التحدي الثاني بحسب ما طرحه الوزير هو التدخل في الفضاء العربي، وذلك واضح في تدخل إيران وتركيا، على الرغم من أن العلاقة مع الدولتين مطلوبة إلا أنها يجب أن تكون علاقة جيدة وتحترم الفضاء العربي، وأن خلافات العرب يجب أن تكون محل طرح عربي، ولا بد من معالجة النظام الإقليمي العربي الذي يعاني من اختلالات كبيرة.
الإمارات تواجه التمدد
وقال: "إن التحدي الثالث هو استمرار الفوضى وحالة عدم التوازن الموجودة في العالم العربي والحاجة إلى بناء وسط عربي للخروج من حالة الفوضى، وإن الوسط العربي يعتمد على العلاقة المهمة والجذرية بين الرياض والقاهرة.
 مما سبق نستطيع التأكيد على أن دولة الإمارات العربية المتحدة تعمل على منع تمدد النفوذ الإيراني في المنطقة العربية بالتعاون مع كافة الدول العربية المتضامنة مع مواقفها وعلى رأسها السعودية ومصر.  

شارك