أساقفة العراق يعلنون اعتزازهم بتقدم القوات الوطنية على "داعش"

الأربعاء 06/أبريل/2016 - 01:55 م
طباعة أساقفة العراق يعلنون
 
أصدر أساقفة الكنيسة الكلدانية في العراق بيانًا أعلنوا فيه عن فرحتهم واعتزازهم بتقدم القوات الوطنية ضد "داعش"، وتمنوا تحريرً كاملًا للموصل وسهل نينوي وكل أرض العراق، وطالبوا بقيادة حكيمة للعراق تشارك المسيحيين وكل الأقليات في كل المناصب. 
وكان أساقفة الكنيسة الكلدانية في العراق قد عقدوا اجتماعاً برئاسة البطريرك لويس روفائيل ساكو، في مقر البطريركية الصيفي ببلدة عنكاوا، بإقليم كردستان العراق، وبحثوا مستجدات الأوضاع في العراق والمنطقة، لا سيما واقع المسيحيين العراقيين في الوطن ودول الجوار.
وصدر عن الاجتماع البيان الآتي:
"يعرب بطريرك الكنيسة الكلدانية وأساقفتها في العراق، عن اعتزازهم بما حققه الجيش العراقي والبيشمركة وقوات الحشد الشعبي وأبناء العشائر، من تقدم وانتصارات في الحرب ضد ما يُعرف بتنظيم داعش الإرهابي وتحريرهم لمدن وقرى وبلدات عديدة، ونسأل الله أن يُتوجَ هذه الانتصارات بتحرير الموصل وبلدات سهل نينوي وكامل التراب العراقي، ويمنح الرحمة للشهداء والشفاء العاجل للجرحى. ونعلن دعمنا وتضامننا مع ملايين النازحين والمهجرين قسرًا، آملين أن تنتهي معاناتهم في أسرع وقت ممكن، ليعودوا إلى مناطقهم ويعيشوا فيها بحرية وكرامة وسلام.
1. إن استشراء الفساد المالي والتدهور الاقتصادي الحاد فرضا تداعيات خطيرة على الحالة المعيشية لشريحة واسعة من المواطنين، لا سيما محدودي الدخل من موظفي الدولة وسواهم، فضلًا عن أعداد غير يسيرة ممن يعيشون عند مستوى خط الفقر أو دونه، وما يمكن أن يخلفه ذلك من تبعات على الوضع في العراق، وأمنه على وجه الخصوص. كلها أمور تثير لدينا قلقا بالغا؛ لذا نضم صوتنا إلى أصوات المرجعيات الإسلامية الرشيدة في الدعوة إلى العمل على توطيد الأمن وتوفير الخدمات الأساسية وضمان العدالة الاجتماعية واحترام حقوق الإنسان، والتخلي عن الامتيازات والمكاسب الشخصية والفئوية والحزبية، مؤكدين دعمنا لمطالبة المواطنين العراقيين بالإصلاح الذي غدا أمرًا ملحًّا لا يمكن فصله عن الإسراع في تحقيق مصالحة وطنية صادقة وشاملة وإقامة شراكة سياسية حقيقية بعيدًا عن المحاصصة الطائفية والمحسوبية بكل أشكالها.
2. العراق أحوج ما يكون، في الوقت الراهن، إلى إدارة سياسية تتسم بالحكمة والفطنة والحرص على مصلحة الوطن والمواطن، فتقدم نموذجاً رصينا لدولة المواطنة الكاملة؛ حيث تتحقق العدالة الاجتماعية، والمساواة. بلدنا يقف اليوم عند مفترق طرق خطير ويعيش منعطفًا تاريخيًّا مفصليًّا لا بد من التعاطي معه بحكمة، فالفرصة القائمة تفرض على الجميع مسئولية تاريخية في عدم إهدارها. قد يبشر التغيير الوزاري المزمع بالخير، كبداية للإصلاح، مع قناعتنا الوطيدة بأن الإصلاح الحقيقي يبدأ بتغيير القلب وتحرير الفكر وانعتاق الروح، مطالبين، في الوقت عينه، رئيس الوزراء الذي أكد في خطابه أمام مجلس النواب يوم 31/3/2016 على إشراك المكونات كافة في التشكيلة الوزارية الجديدة، بإشراك المسيحيين فيها.
3. فيما يخص أوضاع أبنائنا المسيحيين ومعاناتهم متعددة الأوجه، نؤكد وقوفنا معهم في هذه الظروف العصيبة التي يعيشون فيها جلجلتهم اليومية على رجاء القيامة. وندعوهم إلى الصبر والصمود وعدم الانجرار وراء الهجرة العشوائية والداعين اليها! ونجدد دعوتنا على ضرورة مساندتهم ودعمهم والدفاع عن حقوقهم كمواطنين متساوين مع الآخرين من أبناء الوطن. ونؤكد على ضرورة إعادة النظر في قانون البطاقة الموحدة خصوصاً الجزئية المتعلقة بالقاصرين والتبعية الدينية، مؤكدين على أهمية تغييرها. ونشدد مرة أخرى على ضرورة حماية بيوت المسيحيين وممتلكاتهم ووقف الاستحواذ عليها دون وجه حق، واتخاذ ما يلزم لإعادتها إلى أصحابها الشرعيين عبر الإجراءات القانونية الأصولية الحازمة.
4. وهنا ندعو السياسيين المسيحيين من نواب ومسئولي الأحزاب والتنظيمات السياسية إلى رصّ الصفوف وتوحيد الخطاب والموقف والعمل كفريق سياسي واحد، متعاونين متفاعلين مع إخوتهم السياسيين والمسئولين الآخرين، من أجل الخروج برؤية واضحة، حكيمة، وتبني خطوات فاعلة لتعزيز العيش المشترك والحفاظ على تماسك النسيج الاجتماعي والسلم الأهلي وتحقيق الإصلاحات المنشودة. فلا مخرج من الأزمات دون مواجهة مشكلاتنا المزمنة بكل شجاعة وقوة وحزم. في الختام نسأل الله تعالي أن يحمي العراق والعراقيين من كل مكروه، لينعم الجميع فيه بالسلام والاستقرار".

شارك