بقصد محو كافة خيوطه الإجرامية.. "داعش" يحرق مقاراته في "هيت" العراقية

الخميس 07/أبريل/2016 - 04:39 م
طباعة بقصد محو كافة خيوطه
 
لا زالت القوات العراقية تبذل أقصى مساعيها لاستعادة مدينة هيت بمحافظة الأنبار من أيدي التنظيم الإرهابي "داعش"، وقام التنظيم الإرهابي اليوم الخميس 7 أبريل 2016، بإحراق كل المنازل التي اتخذها مقارًّا لاجتماعاته واستراحة قادته وعناصره في قضاء هيت أخطر معاقله في الأنبار، غرب العراق، بعد التقدم الكبير الذي حققته القوات العراقية.
بقصد محو كافة خيوطه
ووفق مصادر مقربة فقد قام التنظيم في قضاء هيت، بإحراق وثائقه وكل ما يدل على وجوده في البيوت ودوائر الدولة الكائنة في هيت أمام خسائره الفادحة في الأرواح والأرض.
وكان الجيش العراقي قد أعلن، في 27 مارس، انطلاق عملية تحرير هيت، التي تخضع لسيطرة التنظيم منذ نحو عام ونصف، ضمن مساع أوسع لطرده من محافظة الأنبار، كبرى محافظات العراق.
والجدير بالذكر أنه تم استعادته هيت 20 مارس الماضي، إلا أن 3 مدنًا رئيسية تبقى تحت سيطرة التنظيم الإرهابي في هذه المحافظة المترامية الأطراف والحدودية مع كل من سوريا والأردن، وهي مدن الفلوجة والرطبة والقائم.
 خلية الإعلام الحربي العراقي، قالت: إن القطاعات العسكرية ممثلة بالفرقة 16 للجيش العراقي، وجهاز مكافحة الإرهاب، تضيّق الخناق على تنظيم داعش في هيت، مضيفةً أن القوات طوقت المدينة من ثلاثة محاور، وهي الجنوبي والغربي والشرقي، لافتة إلى أن الهدف من فتح المحور الشمالي، هو لهرب عناصر العدو باتجاه الموصل؛ من أجل تسهيل عملية الاقتحام.
وقام تنظيم "داعش" أيضاً بإحراق السيارات الحكومية التابعة لدوائر قضاء هيت، وتفخيخ المنازل والأزقة في باقي مناطق سيطرته الأخيرة بالقضاء.
واستطاعت قوات جهاز مكافحة الإرهاب تحرير مساحات واسعة من قضاء هيت، بقتل أعداد كبيرة من عناصر تنظيم "داعش" الذي فقد سيطرته حتى الآن على مناطق وأحياء "كبيسة، والمعلمين، وأمينة، والمحمدي، والبصاير، والعسكري، والمعمور، والكبانية، والقندي".
وأنقذت القوات العراقية عشرات المئات من المدنيين الذين كانوا مرتهنين من قبل تنظيم "داعش" في داخل قضاء هيت الذي ما زالت المعارك دائرة في وسطه بين التنظيم الإرهابي، وقوات جهاز مكافحة الإرهاب التي دُعم تقدمها بضربات لطيران التحالف الدولي.
وقالت قوات مكافحة الإرهاب في العراق إنها دخلت مركز مدينة هيت ذات الأهمية الاستراتيجية الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش، ووصلت القوات الحكومية مركز قضاء هيت يوم الأربعاء.
 والعملية العسكرية التي تهدف إلى استعادة المدينة الصغيرة الواقعة على نهر الفرات كانت قد تعثرت بفعل الأزمات السياسية والمقاومة الشديدة التي أبداها مقاتلو داعش، فضلًا عن وجود عشرات الآلاف من المدنيين العالقين.
بقصد محو كافة خيوطه
ودخلت القوات العراقية مدينة هيت الاثنين الماضي تحت غطاء من القصف الجوي الكثيف.
 وقام التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة بشن أكثر من 18 غارة جوية على المدينة منذ انطلاق العملية الأسبوع الماضي.
وكان قال قائد الفرقة العراقية الـ7، نومان عبد نجم: "إن عملية تحرير قبيسة في الأنبار امتازت بدقة التخطيط والتنفيذ بوقت قياسي قصير وبمساندة فعالة من طيران التحالف الدولي والجيش العراقي".
وذكر عبد نجم أن السلاح الأكثر استخدامًا من قبل عناصر تنظيم "داعش" خلال عملية التحرير هي المفخخات والعبوات الناسفة، مشيرًا إلى أنه تم نزع 1093 عبوة ناسفة مزروعة خلال تقدم الجيش إلى قبيسة، والتي كانت تشكل عائقًا في تقدم القوات العسكرية.
ونجح التنظيم الإرهابي في السيطرة على عدة مدن عراقية في 2014 وعلى رأسها مدينة الموصل عاصمة نينوي التي يعيش فيها نحو مليوني شخص، إثر هجوم خاطف في يونيو 2014.
وخسر تنظيم "داعش" أراضي واسعة من الأنبار التي تشكل وحدها ثلث مساحة العراق غرباً، وما تبقى له هيمنته على الفلوجة التي تشهد انتفاضات شعبية ضده من الداخل بسبب الجوع الذي قتل عشرات المدنيين بينهم أطفال ونساء ما بين الانتحار والموت جوعًا.
ويعد موقع هيت الجغرافي وطبيعتها الديموغرافية كانا دافعين إلى وصف المتحدث باسم التحالف الدولي معركة هيت بالكبرى.
وتقع هيت على طريق إمدادات الدولة الإسلامية وتربط المناطق التي يسيطر عليها التنظيم المتطرف في سوريا والعراق، وعبر هذا الطريق ينقل التنظيم المقاتلين والإمدادات من سوريا إلى العراق.
ويشكل موقع هيت الاستراتيجي عقدة مواصلات مهمة جدًّا، فهي تبعد نحو 60 كيلومترًا شرق الرمادي، وتقع على مقربة من قاعدة عين الأسد في البغدادي غربًا وتربط طرق مواصلات مهمة بين مدن الأنبار ومناطق شمال غرب صلاح الدين، وشمال غرب الصحراء وصولًا إلى الموصل. 

شارك