الأزهر والإفتاء يؤسسان فرعًا لهيئة الأمر بالمعروف في مصر

الخميس 07/أبريل/2016 - 06:15 م
طباعة الأزهر والإفتاء يؤسسان
 
الدكتور عباس شومان
الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر الشريف
أطلق الأزهر الشريف بالتعاون مع وزارة الداخلية، الأحد 3 أبريل 2016، قبيل زيارة العاهل السعودي لمصر والتي بدأت اليوم 7 أبريل 2016،  برنامج "القيم الأخلاقية الكريمة لرجل الشرطة"، حيث يهدف إلى تأهيل كافة أفراد الشرطة والعاملين المدنيين وتنمية مهاراتهم في مجال العلوم الإنسانية والاجتماعية والقانونية والأخلاقية والسلوكية وقال بيان للأزهر في 3 ابريل الجاري، إنه في إطار تعاون الأزهر الشريف المستمر مع كل المؤسسات والوزارات والهيئات المعنية بما يحقق الأهداف العليا للمقاصد الشرعية والمصلحة الوطنية لأبناء مصر جميعا، رشح الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر الشريف، مجموعة من علماء الأزهر لإلقاء عدة محاضرات حول: "القيم الأخلاقية الكريمة لرجل الشرطة"، وذلك بمعهد التدريب التابع لوزارة الداخلية. من جانبه أوضح اللواء أحمد الخولي مساعد وزير الداخلية مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات، أن هذا البرنامج يتم بالتنسيق مع مؤسسة الأزهر الشريف الذى يتمتع منهجها وعلماؤها بالوسطية والسماحة والاعتدال بما يحقق أقصى درجات الاستفادة من هذا البرنامج. وأضاف أن البرنامج يهدف إلى تأهيل كافة أفراد الشرطة والعاملين المدنيين وتنمية مهاراتهم في مجال العلوم الإنسانية والاجتماعية والقانونية والأخلاقية والسلوكية، حيث يتضمن البرنامج لقاءات أسبوعية بالدارسين حول: القيم الأخلاقية الكريمة لرجل الشرطة ولمدة ثمانية أسابيع متتالية بالتعاون مع الأزهر الشريف. 
ولا شك إن مثل هذه البرامج إنما تؤسس لدولة دينية، بخلاف ما ينص الدستور المصري الذي توافق عليه الجميع وتم التصويت عليه من قبل الشعب المصري، هذا من ناحية ومن ناحية اخرى فان الخطاب الديني للأزهر حسب مناهجه التعليمية خطاب يحض على العنف والتطرف وكراهية الآخر حيث انه لا يختلف عن خطاب تلك الجماعات المتطرفة والارهابية في النوع بل الاختلاف الوحيد في درجة ما يحمله هذا الخطاب من عنف تجاه الاخر، ولو عدنا الى مقولات شيخ الازهر الدكتور احمد الطيب عن الشيعة على سبيل المثال نجد في هذه المقولات ما يؤيد وجهة نظرنا عن العنف الذي يحمله خطاب الأزهر للآخر، وغير ذلك من مقولات ما يطلقون على انفسهم علماء الأزهر.
اللواء أحمد الخولي
اللواء أحمد الخولي مساعد وزير الداخلية
ومن جهة أخرى هل جامعة الأزهر هي الجامعة الوحيد في مصر التي تقوم بعمل برامج تدريبية في العلوم الإنسانية أم أن نظام الحكم المصري في هذه الآونة ونتيجة للتقارب المصري السعودي يحاول جاهدا تحويل مؤسسات الدولة إلى مؤسسات تابعة للمؤسسة الدينية لإرضاء المملكة الوهابية، حيث أن خطورة هذه الخطوة تكمن في تطبيق شعار الإخوان المسلمين الذين بينهم وبين الشعب المصري والنظام الحاكم في هذه المرحلة مشكلات كبيرة، ومن المرجح ان تكون تلك الخطوة بداية لتأسيس ما يعرف في المملكة الوهابية بـ "هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" والتي تتدخل في معظم شئون المواطنين العامة والخاصة وتقوم بدور الرقيب على سلوكياتهم مما يؤدي في النهاية إلى تقليص الحرية الشخصية للمواطنين.
وما يؤكد هذا الطرح قول مفتي الجمهورية "نريد أن نقول إن التعاون مع المملكة العربية السعودية هو نتاج العلاقات الأخوية على مر التاريخ بين الدولتين الشقيقتين، كما أن العلاقات الآن في الجانب الديني تُوجت بتوقيع اتفاقيات؛ حيث تم توقيع اتفاقية بين دار الإفتاء المصرية ووزارة الأوقاف السعودية فحواها إنتاج خطاب إفتائيٍّ رصين وضبط الفتوى".
فأي وسطية تلك التي تبحث عنها الدولة ويؤسس لها الازهر في مجال العلوم الإنسانية والاجتماعية والقانونية، وهل هذه العلوم أصبحت حكرًا على مؤسسة الأزهر ولم تدرس الى في جنباتها، ام ان الجامعات المصرية لا تقدم هذه العلوم لطلابها؟ إن هذه البرامج وهذه الاتفاقيات تعد ضربة قاضية لحلم المصريين في تأسيسي دولة مدنية حديثة كما ينص الدستور تؤمن بالديمقراطية وحرية الإنسان وكرامته.

شارك