نفط الجنوب.. وسيلة جديدة لتصاعد نفوذ "داعش ليبيا"

الأحد 10/أبريل/2016 - 11:06 ص
طباعة نفط الجنوب.. وسيلة
 
مواصلة لمساعي التنظيم الإرهابي "داعش" ليبيا، في السيطرة على حقول النفط الليبي، أكد مصدر عسكري أن تنظيم داعش يحشد قواته بحقل المبروك النفطي جنوب ليبيا، مرجحاً أن يستهدف التنظيم الحقول القريبة منه.
نفط الجنوب.. وسيلة
والجدير بالذكر أن داعش قد هاجم، في يناير الماضي، منطقة الهلال النفطي، والذي أسفر عن مقتل 20 شخصًا على الأقل من المدنيين وقوات حرس المنشآت النفطية، و50 من عناصر التنظيم.
وتتوسط منطقة "الهلال النفطي" بين بنغازي وطرابلس، وتحوي المخزون الأكبر من النفط، وتضم عدة مدن مثل بنغازي وسرت، إضافة إلى مرافئ الزويتينة والبريقة ورأس لانوف والسدرة.
وقال آمر سرية مرادة المقاتلة فتح الله العبيدي في تصريح صحفي له: "تنظيم داعش لدية تحشيد كبير بحقل المبروك 220 شمال غرب مرادة، وتجمع آخر جنوب مدينة سرت 60 كم". مشيرًا إلى أنه جرى "تكليف دوريات استطلاع متحركة بمنطقة قارة جهنم الواقعة غرب بلدة مرادة لمراقبة الطريق المؤدية إلى الحقول النفطية وجارٍ وضع خطة شاملة مُتكاملة لصد أي هجوم محتمل".
وأعلنت سرية مرادة المقاتلة التابعة لغرفة عمليات مرادة لحماية الحقول النفطية بحوض "مرادة- زلة"، إخلاء الموظفين والمُستخدمين من الحقول النفطية المكلفين بتأمينها ونقلهم إلى مناطق آمنة، بعد قيام داعش بحشد قواته بحقل المبروك النفطي.
كانت مفرزة استطلاع عسكرية تابعة لسرية مرادة المقاتلة قد أحبطت الشهر الماضي هجوما على حقل البيضاء، التابع لشركة الخليج، شنته عناصر تابعة لتنظيم داعش.
وكان الناطق باسم المؤسسة محمد الحراري، قال، إنه تم اخلاء حقول البيضاء، والواحة، وتيبستي عقب تحذيرات من حرس المنشآت النفطية تفيد بحصوله على معلومات عن هجمات متوقعة لتنظيم داعش على هذه الحقول.
وتشغل هذه الحقول النفطية شركات محلية؛ حيث تشغل شركة الواحة حقل الواحة بينما تشغل شركة الخليج العربي حقل البيضاء، في حين تشغل شركة الهروج حقل تيبستي.
وكان شن تنظيم داعش السبت الماضي هجوما على حقل البيضاء جنوب مرادة؛ حيث أسفر الهجوم عن مقتل 5 أفراد من حرس المنشآت النفطية.
وأحبطت مفرزة استطلاع عسكرية تابعة لسرية مرادة المقاتلة الشهر الماضي هجوما على حقل البيضاء، التابع لشركة الخليج، شنته عناصر تابعة لتنظيم داعش.
نفط الجنوب.. وسيلة
ويسعى التنظيم الإرهابي منذ دخوله ليبيا، إلى السيطرة على المؤسسات النفطية في البلاد؛ حيث تعرض قطاع النفط الليبي لهجمات تنظيم داعش الهادف للسيطرة على مصادر تمويل جديدة له، فاندلعت معارك للسيطرة على مرفأ السدرة النفطي الليبي في أكتوبر الماضي، في الوقت الذي نجح فيه التنظيم في السيطرة على قرية النوفلية الاستراتيجية والمؤدية للميناء المهم.
وشهدت موانئ النفط تنافسًا للسيطرة بين عدة ميليشيات والجيش الليبي وحرس المنشآت، من بينها السيطرة على ميناء الحريقة أكبر موانئ تصدير النفط شرق البلاد في نوفمبر 2015، مطالبين حكومة طرابلس في الغرب بصرف رواتبهم، وفي ديسمبر من نفس العام، اندلعت مواجهات دامية بين حرس المنشآت الموالي لحكومة الشرق في منطقة الوادي الأحمر النفطية، وقوات فجر ليبيا الموالية لحكومة الإنقاذ في الغرب.
ويرى مراقبون أن تلك الاحتجاجات اندلعت نتيجة للسياسات الخاطئة لنظام القذافي الذي عمد إلى توزيع إيرادات مبيعات النفط بطريقة غير عادلة فمناطق إنتاج النفط الرئيسية تقع شرق وجنوب البلاد، إلا أنها لم تنتفع من الثروة النفطية وعانت كثيرًا من ارتفاع نسبة البطالة.
ويرى متابعون، أن الأوضاع التي تشهدها ليبيا الآن، سبب رئيسي فيما يحدث، فالجماعات الإرهابية المتوغلة في ليبيا، تستغل صراع الحكومات الثلاثة، لفرض سيطرتها علي أكبر مساحة ممكنة من الأراضي الليبية، ويأتي ذلك فيما تشهد المؤسسة الوطنية النفطية ترددًا واضحًا في تحديد موقفها من الحكومات الثلاث المتصارعة في ليبيا، فبعد أن أعلنت تبعيتها لسلطة حكومة الوفاق، أكد رئيسها ناجي المغربي، أن المؤسسة تعمل تحت شرعية مجلس النواب والحكومة المؤقتة المنبثقة عنه، في موقف متناقض تمامًا، الأمر الذي يؤدي حتميًّا إلى استغلال تلك الحالة التي تعيشها ليبيا، لتوسع وتنامي التنظيم الإرهابي داعش يومًا عن الآخر.
نفط الجنوب.. وسيلة
ويخشى مسئولون غربيون أن يؤدي القصور عن استهداف الميليشيات المتشددة في ليبيا، إلى انعكاسات سلبية على النجاحات التي يتم تحقيقها في القصف المكثف لداعش في العراق وسوريا، فضلًا عن تمكين تنظيم داعش من تشكيل معاقل قوة له في شمال إفريقيا.
ويرى الناشط نصر عقوب أن دخول قوات من الغرب للشرق جريمة كبيرة، وستقود للانفصال لا محالة، مؤكدا أن الوطن يبنى بالتوافق لا بالمغالبة، وبالمشاركة لا بالاستئثار، وبالاحتواء لا بالإقصاء، وبالعدل لا بالضيم والظلم، ومن هذا سبيله نحن معه.
من جهته يرى المحلل السياسي صالح البكوش أن هناك ثلاثة عوامل فرض الصراع على الهلال النفطي، أولها التقرير الصادر من مصرف ليبيا المركزي إذ يبين انخفاضًا حادًّا في الإيرادات العامة بسبب انخفاض معدلات تصدر النفط، مضيفًا أن العامل الثاني يتمثل في سعي برلمان طبرق إلى استحداث بديل لمصرف ليبيا المركزي وإيداع أموال النفط به، مشيرا إلى أن العامل الثالث المتمثل في حرب حفتر ببنغازي مهم أيضًا، وستساعد عملية الشروق على الضغط على حفتر عسكريًّا.
ويبين البكوش أنه من الصعب التكهن بنتيجة الحرب والمدة التي قد تستغرقها، إلا أنه يراها فرضت فرضا للأسباب المذكورة.
ومن المتوقع أن تؤدي تلك الصراعات على النفط الليبي، إلى تحول الأخير لأداة يتصارع حولها الفرقاء في البلاد.

شارك