برلين الأكثر عرضة لـ"إرهاب" داعش بعد باريس وبروكسل في القارة العجوز

الأحد 10/أبريل/2016 - 01:21 م
طباعة برلين الأكثر عرضة
 
لا زالت "داعش" توجه سهامها إلى القارة الأوربية العجوزة فلم يكتفِ التنظيم الدموي بهجمات باريس وبروكسل، بل يخطط حاليًا لشن هجمات على باقي الدولة الأوروبية، وهو ما بثه في تسجيل مصور أشار فيه إلى أنه قد يشن هجمات أخرى في الغرب بعد تفجيرات بروكسل وهجمات باريس، محددًا لندن وبرلين وروما كأهداف محتملة.
برلين الأكثر عرضة
 هذا الأمر دفع هانز جورج ماسن رئيس جهاز المخابرات الداخلية الألماني (بي إف في) اليوم الأحد 10-4-2016م إلى الكشف عن أن تنظيم داعش يريد تنفيذ هجمات في ألمانيا، وأن الوضع الأمني خطير للغاية، وليس لديه علم بمؤامرة محددة لشن هجوم، وأن داعش يريد شن هجمات ضد ألمانيا والمصالح الألمانية، ولكن ليس لدينا أي علم في هذه اللحظة بأي خطط ملموسة لشن هجمات إرهابية في ألمانيا.
 وتابع أن دعاية التنظيم تهدف إلى تشجيع أنصاره على أخذ زمام المبادرة لشن هجمات في ألمانيا، وأن هناك عدة قضايا تربط بين ألمان عائدين من سوريا بخطط لشن هجمات، وأن الخطر الذي يشكله المتطرفون من ألمانيا ما زال "قويًّا". وأن ألمانيا تفادت التعرض لهجوم كبير حتى الآن بفضل نجاح عمل السلطات الأمنية والحظ، مثل عدم عمل مفجر قنبلة بشكل مناسب في حالة أو حالتين، وأنه يوجد نحو 1100 متطرف يُنظر إليهم على أنهم خطر إرهابي محتمل، وأن جهازه على علم بنحو 300 محاولة لتجنيد لاجئين، وأنه يشعر بقلق بشكل خاص من القُصر الكثيرين الذين ليس معهم ذووهم، فهذه الفئة يجري استهدافها عن عمد.
برلين الأكثر عرضة
  وكانت ألمانيا قد  طرحت سياستها وخططها بشكل واضح في مواجهة الجماعات المتطرفة، وكشفت تقارير المكتب الاتحادي لحماية الدستور في ألمانيا، أن الجماعات المتطرفة ترفض سياسات الاندماج والتكامل الاجتماعي وتتركز هذه الجماعات بشكل خاص في مدن مثل كولونيا ودوسلدورف وبوخوم وفوبرتال وزولينغن، كما تعتبر مدينة بون أحد معاقل الجماعات المتطرفة في ألمانيا وكذلك مدينة فرانكفورت وترتبط هذه الجماعات بشبكات مسلحة متطرفة تدار من مصر وسوريا واليمن والعراق وأفغانستان ودول أخرى.
 وقال ورغ سيركه رئيس مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية أن ألمانيا ليست مهددة فقط من قبل الإرهاب الدولي ولم تعد ممرًا للإرهابيين بل أصبحت مسرحًا لعمليات الإرهاب التي يقوم بها إرهابيون بدوافع دينية، وهذا يعني أن تنظيم داعش والجماعات المتطرفة الأخرى كانت تتخذ ألمانيا من وجهة نظرهم «أرض مدد»، لكن الآن تحولت إلى أرض «جهاد» في منظور ومفاهيم هذه الجماعة، وهذا يعني أن ألمانيا باتت فعلًا مهددة، ووقوع عمليات «فردية» بات متوقعًا.
 وأضاف: "إن خطر المقاتلين الأجانب اعتبرته الاستخبارات الألمانية تهديدًا قائمًا إلى أمنها منذ أشهر وما بعد التحالف الدولي في سبتمبر 2014. لكن السياسة الألمانية كانت مهنية كثيرًا، وتعاملت مع هذه القضية بحكمة، في إصدار قوانين واتخاذ إجراءات جديدة دون أن تثير ريبة التنظيم أو تستفز المسلمين الموجودين في ألمانيا والحكومة الألمانية عبرت بأكثر من خطوة تقربها من المسلمين من خلال التصريحات وزيارات إلى المسلمين وإلى مقرات اللاجئين لسحب أي فرصة لجماعة «داعش» استثمارها للدعاية ضد ألمانيا".
برلين الأكثر عرضة
 واعتبرت ألمانيا تنظيم داعش تنظيمًا إرهابيًّا، وحظرت أنشطته في 12 سبتمبر 2014.. الحظر يشمل المشاركة في هذا التنظيم وربما الجماعات المتطرفة الأخرى والتجنيد له، وأي دعم له بما في ذلك المظاهرات المؤيدة واتخذت مجموعة من الإجراءات لمواجهة الجماعات المتطرفة على رأسها: 
1- شن حملة عبر وسائل الإعلام لمواجهة دعاية «داعش» و«القاعدة» وتنظيمات أخرى عبر وسائل التواصل الاجتماعي والانترنيت ووسائل الإعلام، ويتضمن المشروع أيضًا نشر مقابلات لمقاتلين تائبين عائدين من سوريا والعراق ومناطق الصراع الأخرى.
2- مراقبة الإنترنت عبر محركات جوجل و«فيسبوك» من أجل غلق حسابات المتطرفين ورفع الصور الدعائية لهذه الجماعات.
3- التعاون المعلوماتي داخل دول الاتحاد الأوروبي أي تعزيز جمع وتبادل المعلومات داخل الاتحاد الأوروبي، والتي من المتوقع أن تواجه بتحفظات القضاء والنواب الأوروبيين.
4- التعاون المعلوماتي بتعقب المطلوبين في معاقل الإرهاب ومنها العراق وسوريا واليمن وشمال إفريقيا، أي فتح قنوات للتعاون الاستخباري وتبادل المعلومات مع دول المنطقة حول المقاتلين الأجانب.
5- مراجعة اتفاقيات الاتحاد الأوروبي أبرزها اتفاقية «الشنغن»، وربما تحديد حركة التنقل.
6- إعادة فهم وتعريف وضوابط إنشاء ونشاط الجمعيات الإسلامية الناشطة في أوروبا.
7- تقديم بيانات المسافرين من قبل خطوط الطيران إلى أجهزة الأمن والاستخبارات.
8- مراجعة القوانين والقرارات والتشريعات التي تحد أجهزة الأمن من مراقبة المطلوبين أو المحتمل أن يكونوا إرهابيين.
9- فرض إجراءات جديدة في حق اللجوء والإقامة للأجانب.
10- اتخاذ إجراءات استباقية استخباراتية في تعقب المشتبه بهم، واتخاذ إجراءات تنفيذية ضدهم وتصعيد حالة التأهب عند الشرطة والأمن وإعادة النظر بمهام دوريات الشرطة وتسليحها.
11- تعزيز أمن المعلومات.
12- سحب جوازات السفر من المشتبه بهم.
برلين الأكثر عرضة
 وعلى الرغم من ذلك تعد ألمانيا من الدول المعرضة وبشدة للعمليات الإرهابية من قبل داعش، ففي عام 2014 وُجه لألماني وُصف بأنه متطرف تهمة زرع قنبلة أنبوبية لم تنفجر على الإطلاق في محطة قطارات بون في 2012 وفي 2006 لم تنفجر حقيبتان ملغمتان تركهما متطرفون في قطارين في كولونيا.
مما سبق نستطيع التأكيد على أن داعش لا زالت توجه سهامها إلى القارة الأوروبية العجوز، وأنها لم تكتفِ بهجمات باريس وبروكسل بل ستخطط حاليًا لشن هجمات على باقي الدولة الأوروبية، وتعد ألمانيا أكثر الدول الأوربية المعرضة لخطر إرهاب داعش على الرغم من محاولاتها منع هذا الخطر.

شارك