بعد تهديدات "داعش" المتواصلة.. هل حانت ساعة الصفر لهجماته في ألمانيا؟

الإثنين 11/أبريل/2016 - 11:47 ص
طباعة بعد تهديدات داعش
 
فيما يبدو أن مساعي تنظيم "داعش" الإرهابي، باتت وشيكة للقيام بعمليات إرهابية في أوروبا، وبالأخص في ألمانيا، فبعدما توعد التنظيم الإرهابي بشن المزيد من الهجمات في الغرب، يبدو أن ساعة الصفر قد حانت لتنفيذ مخططاته الدنيئة، يأتي ذلك فيما أكدت المخابرات الألمانية مساعي داعش لشن هجمات في البلاد.

مخاوف دول الغرب

مخاوف دول الغرب
تعيش دول غرب أوروبا حالة تأهب أمني قصوى، بعد الهجمات الانتحارية التي هزت مطار بروكسل ومحطة مترو بالمدينة، وأسفرت عن مقتل 32 شخصًا في مارس الماضي.
كما كشفت المخابرات الألمانية في تقرير بموقع "سايت" الخاص بمتابعة الصفحات الإليكترونية للجماعات الجهادية، عن محاولات التنظيم، لاستقطاب  مقاتلين من صفوف اللاجئين الوافدين إلى ألمانيا.
وكانت وقعت في أول مارس الماضي سلسلة من الهجمات الإرهابية في العاصمة البلجكية "بروكسل"؛ حيث أفادت المعلومات التي حصلت عليها المخابرات الألمانية بأن فرنسا كانت هدفا لخلية بروكسل، قبل العدول عن مخططاتها وتنفيذ هجوم في العاصمة البلجيكية.
وأعلنت النيابة العامة البلجيكية، أمس الأحد، أن الخلية الجهادية التي كانت تتمركز في بروكسل كانت تعتزم ضرب فرنسا من جديد، غير أنها قررت في ظل اشتداد الملاحقات والتحقيقات شن اعتداءات في العاصمة البلجيكية، مؤكدة بذلك معلومات صحافية.
ووفق مراقبين فإن هذه الدعوات تأتي في أعقاب مقتل أحد قيادات التنظيم الإرهابي، والتي كان آخرهم، مقتل أبو الهيجاء، قيادي في تنظيم "داعش"، في غارة لطائرة من دون طيار قرب مدينة الرقة في شمال سوريا أثناء توجهه إلى محافظة حلب ليشرف على المعارك هناك بأمر من زعيم التنظيم، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ويعد مقتل القيادي أبوالهيجاء التونسي آخر حادث في سلسلة نكسات تنظيم الدولة الإسلامية خلال الأسابيع الأخيرة، وفق متابعين.

"داعش" يستعد لشن هجماته في ألمانيا

داعش يستعد لشن هجماته
هانز جورج ماسن رئيس جهاز المخابرات الداخلية الألماني قال في تصريحات صحفية للوكالة الألمانية: "إن تنظيم داعش يريد تنفيذ هجمات في ألمانيا، وإن الوضع الأمني خطير للغاية". مضيفًا أنه ليس لديه علم بمؤامرة محددة لشن هجوم.
وكان التنظيم الإرهابي؛ قد بث مؤخرًا تسجيلًا مصورًا، أشار فيه إلى أنه قد يشن هجمات أخرى في الغرب بعد تفجيرات بروكسل وهجمات باريس، محددًا لندن وبرلين وروما كأهداف محتملة.
وذكرت بوابة الحركات الإسلامية، في تقرير سابق لها أنه في ظل حالة عدم الاستقرار التي يعانيها الغرب إثر الهجمات التي تعرضت لها بعض دوله، والاستراتيجية الخاطئة التي تتبعها الولايات المتحدة في مواجهة التنظيم الإرهابي "داعش"، يواصل الأخير المزيد من التهديدات والتلويحات، لمختلف الدول العربية والأوروبية، حيث نشر التنظيم الدامي، صورًا على الإنترنت تدعو المسلمين الألمان إلى تنفيذ هجمات على غرار تلك التي وقعت في بروكسل، وخص بالذكر مقر المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ومطار كولونيا بون.
وذكر موقع سايت، أن الصور والرسوم التوضيحية التي بثها التنظيم ونشرتها وسائل إعلام ألمانية، الأسبوع الماضي، تتضمن شعارات بالألمانية تحرض المسلمين على استخدام العنف ضد "عدو الله"- على حد وصفهم.
ويرى متابعون أن هذه التهديدات والتلويحات التي يقوم بها التنظيم الإرهابي "داعش"، تبدو جدية للغاية، موضحين أن التنظيم الإرهابي يقوم عقب كل تحذير له بشن الهجمات على الفور وهو ما يتوقعونه الآن.
وقال جورج ماسن لصحيفة "فيلت أم زونتاغ" الألمانية: "إن تنظيم داعش يريد شن هجمات ضد ألمانيا والمصالح الألمانية". مضيفًا: "ليس لدينا أي علم في هذه اللحظة بأي خطط ملموسة لشن هجمات إرهابية في ألمانيا". مشيرًا إلى أن دعاية التنظيم تهدف إلى تشجيع أنصاره على أخذ زمام المبادرة لشن هجمات في ألمانيا.
ماسن أكد أن هناك عدة قضايا تربط بين ألمان عائدين من سوريا بخطط لشن هجمات وحذر من أن الخطر الذي يشكله المتشددون من ألمانيا ما زال قويًّا.

حزب الخضر الألماني

حزب الخضر الألماني
ونقلت الصحيفة ردًّا من الحكومة الألمانية على استفسار من "حزب الخضر المعارض"، قالت فيه: "إن أوامر اعتقال صدرت ضد 76 مشتبهًا بهم من الإسلاميين الذين يعتقد أنهم مستعدون للجوء إلى العنف".
وتعود الأصول الفكرية والسياسية لحزب الخضر الألماني إلى منظمات اليسار وحركات السلام والجماعات الشبابية والطلابية، التي نشطت في مظاهرات بدأت عام 1968 وتواصلت طوال السبعينيات، للتعبير عن معارضة المؤسسة السياسية الألمانية، والدعوة إلى نزع السلاح النووي، ورفض سباق التسلح بين المعسكرين الرأسمالي والشيوعي، ومعاداة حلف شمال الأطلسي الناتو.
وسيطرت على الخضر في سنواته الأولى ثلاث مجموعات هي الشيوعيون وقادة حركة الاحتجاجات الطلابية في الستينيات وحماة البيئة، وتنازع على توجيه الحزب في تلك المرحلة تياران، دعا الأول إلى يسارية شيوعية أصولية، ومال الثاني إلى البراجماتية والبحث عن حلول وسط وقواسم مشتركة مع الأحزاب السياسية الأخرى، وثبت التيار الثاني أقدامه حينذاك في قيادة الحزب ورفض الجمع بين عضوية الخضر وعضوية الحزب الشيوعي الألماني، وتنامت شعبية الخضر في تلك الفترة؛ بسبب تزامن تركيزه على السلام والبيئة مع انتشار الوعي البيئي ورفض الطاقة النووية بين الناخبين الألمان.
كذلك يرفض حزب الخضر وفقا لمنظومته القيمية مفهوم الدولة السلطوية، ويصر على ضرورة المشاركة بالتناوب في تبوؤ المناصب السياسية وخاصة الحيوية منها لتفادى سوء استغلال السلطة؛ من أجل تحقيق مكاسب شخصية.
وفي الانتخابات الأخيرة التي أجريت بولاية بادن فورتمبرج 27 مارس الماضي أطاح الخضر بالحزب المسيحي الديمقراطي من حكم الولاية التي سيطر عليها منذ عام 1953، وحقق حزب الخضر في هذه الانتخابات نتيجة تاريخية بحصوله علي 24.2% مما أوصل مرشحه فلفريد كرتشمان لمنصب رئيس وزراء الولاية للمرة الأولى في تاريخ ألمانيا الحديثة.

1100 ألماني انضم لـ"داعش"

1100 ألماني انضم
ووفق ما توصلت إليه إحصائيات المخابرات الألمانية، فقد وجد 1100 إسلامي في ألمانيا تصنفهم المخابرات على أنهم خطر إرهابي محتمل، مضيفًا أن نحو 130 شخصا قتلوا من بين أكثر من 800 شخص، تعلم السلطات الأمنية أنهم سافروا من ألمانيا إلى سوريا وشمال العراق في السنوات القليلة الماضية، ونحو ثلث الذين سافروا إلى المنطقة منذ عام 2012 عادوا إلى ألمانيا، ونحو 70 من العائدين شاركوا في القتال أو استكملوا تدريبات عسكرية.
وأضاف أن ألمانيا تفادت التعرض إلى هجوم كبير حتى الآن، بفضل نجاح عمل السلطات الأمنية، وبمجرد الحظ أحيانا مثل فشل انفجار قنبلة بشكل مناسب في حالة أو حالتين، ففي عام 2014 وجهت لألماني وُصف بأنه إسلامي متطرف تهمة زرع قنبلة أنبوبية لم تنفجر على الإطلاق في محطة قطارات بون في 2012، وفي 2006 لم تنفجر حقيبتان ملغومتان تركهما متشددون إسلاميون في قطارين في كولونيا.
وقال ماسن، إن جهازه على علم بنحو 300 محاولة من سلفيين وإسلاميين آخرين لتجنيد لاجئين، مضيفًا: أشعر بقلق بشكل خاص تجاه القُصر الكثيرين الذين ليس معهم ذووهم.. فهذه الفئة يقع استهدافها عن عمد.
كانت ألمانيا انضمت إلى التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش في سوريا والعراق العام الماضي، لكنها قصرت دورها على عمليات الاستطلاع وتزويد الطائرات بالوقود بعد أن قتل التنظيم 130 شخصًا في هجمات بقنابل وإطلاق نار بباريس.
ومع مواصلة تهديدات التنظيم الإرهابي، يرى متابعون أن ساعة الصفر لشن هجمات في ألمانيا قد حانت، ولا بد من الحذر كما يبدو أن يكون، مشيرين إلى ضرورة اتباع استراتيجية جديدة من جانب دول التحالف الدولي للقضاء على التنظيم الإرهابي.

شارك