التشيك تعاقب المهاجرين المسيحيين.. أوروبا ليست الجنة الموعودة

الإثنين 11/أبريل/2016 - 01:02 م
طباعة التشيك تعاقب المهاجرين
 
ألغت جمهورية التشيك برنامجها المخصص لإيواء اللاجئين العراقيين المسيحيين الذين أجبروا على مغادرة منازلهم في سهل نينوي الذي سقط بأيدي جهاديي تنظيم الدولة الإسلامية – داعش. التدابير الحكومية أصبحت رسمية يوم الخميس في السابع من أبريل؛ وذلك بعد أن استأجر 15 وافداً جديداً حافلة دون الحصول على اذن لنقلهم إلى ألمانيا، حيث سيقدمون طلب لجوء يدعون فيه أنهم يريدون جمع شملهم مع اقاربهم الذين يعيشون فعلاً على الاراضي الألمانية. هذه المبادرة غير المصرح عنها تم انتقادها بشدة من قبل وزير الداخلية التشيكي الذي عبّر عبر تويتر بأنه طلب من الشرطة استخدام جميع الوسائل القانونية بحق هؤلاء الأشخاص الذين أساءوا استخدام حسن نية الدولة التشيكية ليعودوا إلى العراق.
وتم تنظيم برنامج إعادة توطين 153 عراقي مسيحي من قبل منظمة “جينيرانس” 21 غير الحكومية، وتم اعتباره نموذجاً آمناً في البلدان الأوروبية التي تأوي لاجئين قادمين من مراكز الصراع في إفريقيا والشرق الأوسط. وتم اختيار اللاجئين المشاركين في البرنامج من بين اللاجئين المسيحيين الذين فروا من العراق إلى لبنان. منذ بداية العام، وصل 89 منهم في مجموعات صغيرة إلى جمهورية التشيك.
ويخدم هذا البرنامج بشكل خاص اللاجئين المسيحيين، ويمثل هذا الاختيار مختصراً عن فكر البعض في بلدان أوروبا الشرقية الذين يعتبرون اللاجئين المسيحيين مرحباً بهم أكثر في أوروبا مقارنة مع أولئك المسلمين. لكن بين هؤلاء الـ89 الذين وصلوا إلى تشيكيا، ثمانية أرادوا العودة إلى العراق، مدعين الشعور بحنان العودة إلى الوطن وأنهم يشعرون بعدم الارتياح في بلد أجنبي ذات ثقافة غريبة عن ثقافتهم.
الحكومة التشيكية هي من بين الدول التي تعارض اقتراح نقل اللاجئين بين الدول الأوروبية وفقاً لنظام الحصص. وتظهر استطلاعات الرأي أن أكثر من 60% من التشيك يعارضون إيواء اللاجئين الفارين من مناطق النزاع.
أعرب عراقيون قدموا إلى ألمانيا طلباً للجوء، السبت 23 يناير/كانون الثاني، عن خيبه أملهم ورغبتهم بالعودة إلى أرض الوطن، عازين السبب إلى صعوبة أوضاعهم في الدول الأوروبية.
وذكرت تقارير إعلامية ألمانية أن "عشرات العراقيين، الذين دخلوا ألمانيا في الأشهر السابقة طلبا للجوء يشعرون بخيبة الأمل، بعد أن وصلوا عن طريق التهريب"، موضحة أن "الحياة في أوروبا ليست خالية من المنغصات، وليست الجنة الموعودة لطالبي اللجوء".
وتابعت التقارير أن "أغلب المهاجرين يعيشون في غرف مشتركة تضم الواحدة منها أكثر من 5 أشخاص، ما يجعلهم لا يشعرون بالارتياح مع فقدان الخصوصية، في حين لا يجد معظمهم عملا".
وتشير الأنباء إلى أن "المهاجرين العراقيين وجدوا المساعدة المناسبة من قبل الخطوط الجوية العراقية، التي وفرت لهم تذاكر سفر بأسعار مناسبة حققت لهم رغبة العودة" إلى الوطن.
واختار العديد من طالبي اللجوء الأكراد العودة إلى أربيل في إقليم كردستان العراق بعد انتظار أشهر، وكان بعضهم قضى مدة 12 يوما للوصول إلى ألمانيا، لكنهم قرروا العودة و"تحمل المخاطر في الوطن".
من جهتها، كشفت أجهزة الهجرة في فنلندا، عن رغبة 70 بالمئة على الأقل من طالبي اللجوء العراقيين في العودة إلى بلادهم، بسبب عوامل عدة، أبرزها المناخ.
وتشير إحصائيات الأجهزة إلى أنه من أصل 3700 ملف لجوء عراقي درس في 2015، تم حفظ أكثر من 2600 منها، بعد أن سحب أصحابها طلب اللجوء أو أنهم اختفوا.
واللافت أن هذه المعلومات تأتي بعد أيام قليلة على إعلان وزارة الخارجية الألمانية أن أكثر من ألف مهاجر عراقي في ألمانيا يريدون العودة إلى العراق.
وقالت الوزارة في 11 يناير/كانون الثاني الجاري: إن "السفارة العراقية في برلين أصدرت 1400 جواز سفر لمهاجرين عراقيين يرغبون بالعودة إلى بلادهم"..

شارك