مع تنامي التنظيم الإرهابي.. أوباما يُقر بفشلة في مواجهة "داعش" ليبيا

الإثنين 11/أبريل/2016 - 02:50 م
طباعة مع تنامي التنظيم
 
في ظل الأحداث التي تشهدها ليبيا الآن، من محاولات لعرقلة الاستقرار من جانب الأطراف المتنازعة، ومع محاولات التدخل العسكري، للقضاء على الجماعات الإرهابية التي سيطرت على البلاد في أعقاب سقوط معمر القذافي في 2011، فشلت جميع محاولات التدخل في ليبيا، وسيطرت على الأزمة التصريحات والتحذيرات دون تطبيقها على أرض الواقع.
مع تنامي التنظيم
يأتي ذلك فيما أكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما، الذي يستعد لنهاية فترته الثانية في الرئاسة بنهاية العام الجاري- أن فشل واشنطن في الاستعداد لمواجهة ما يحدث في ليبيا بعد انهيار نظام القذافي يشكل أكبر فشل لإدارته خلال فترتي ولايته.
وقال أوباما، خلال مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز الأمريكية" إنه ربما الفشل في تبني خطة لمساعدة ليبيا بعد التدخل العسكري للناتو عام 2011 هو أكبر خطأ حدث خلال فترة رئاسته للولايات المتحدة. غير أن أوباما أكد خلال المقابلة أن التدخل العسكري في ليبيا حينئذ كان الشيء الصحيح الذي ينبغي فعله.
وأوضح أوباما في نفس المقابلة التي تعد الأولى مع شبكة فوكس نيوز منذ بداية ولايته أن مهمته الأولى الآن هي هزيمة تنظيم داعش وحماية الشعب الأمريكي.
ودافع أوباما عن بعض ما قام به عقب عدة هجمات نفذها التنظيم الإرهابي من بينها لعبه مباراة للجولف بعد ذبح الصحفي الأمريكي جيمس فولي عام 2014 وحضوره مباراة بيسبول في كوبا عقب هجمات بروكسل في الشهر الماضي.
وأعرب أوباما عن اعتقادة بأنه في أعقاب وقوع الهجمات الإرهابية، تكون مهمة الإرهابيين من وجهة نظرهم هي بث مشاعر الذعر والخوف وإجبار المجتمعات على تغيير ما يفعلون.
وأشار إلى أنه حاول توصيل رسالة مفادها أن هؤلاء العناصر الإرهابية لن يستطيعوا تغيير المجتمعات الغربية، قائلًا: "تستطيعون قتل بعض منا لكننا سنلاحقكم ونقضي عليكم".
وتابع أنه ليس هناك رئيس أمريكي قضى على عناصر إرهابية أكثر منه خلال السنوات السبع والنصف الأخيرة، وهو ما يوضح إلى أي مدى يتصدر محاربة الإرهاب أولوياته على حد قوله.
وكانت شاركت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في شن غارات جوية في ليبيا بهدف حماية المدنيين من بطش قوات القذافي خلال الثورة التي بدأت عام 2011 وادت للإطاحة بنظام القذافي مقتله على أيدي الثوار أواخر العام التالي.
وبعد مقتل القذافي ثارت فوضي عارمة في البلاد، أدت إلى انقسامها لحكومتين وبرلمانين، فضلا عن تنامي وتوغل الإرهاب واستغلال الجماعات الإرهابية لهذه الفوضى للسيطرة على أكبر مساحة ممكنة من البلاد.
مع تنامي التنظيم
وتشهد البلاد حاليًا حالة من التوتر، بعد أن انبثقت حكومة الوفاق الليبية برئاسة فايز السراج، والتي تحظى بتأييد خارجي وداخلي، دون منحها الثقة من جانب البرلمان المعترف به دوليًّا في البلاد، وكذلك رفض حكومة الإخوان التنازل عن السلطة في طرابلس لصالح السراج؛ ما أدي إلى الانقسام لـ3 حكومات، والمجتمع الدولي مكتوف الأيدي بين تصريحات وتحذيرات، والبلاد تغرق في الفوضى.
وكان قال قائد القوات الأمريكية في إفريقيا، الجنرال ديفيد رودريغيز: إن عدد مسلحي تنظيم داعش تضاعف في ليبيا إلى ما بين 4000 إلى 6000 مسلح خلال فترة تتراوح بين عام وعام ونصف، موضحًا أن معقل داعش في ليبيا هو مدينة سرت، لكن التنظيم له وجود أيضًا في درنة وبنغازي في الشرق وصبراتة في الغرب، بينما أشار إلى أن قوات الجيش الوطني الليبي نجحت في تقليص نمو المتشددين.
وقال: "في بنغازي ودرنة حارب الجيش الليبي ضد داعش وجعل من الأصعب لهم العمل وكذلك في صبراتة"، مستشهدًا بتقييمات المخابرات الأمريكية لنمو تنظيم داعش ليبيا: "إنهم يواجهون نمو داعش في عدة مناطق في أنحاء ليبيا".
وقال رودريغيز: إن "التحدي أمام حكومة الوحدة الوطنية هو جمعهم معًا من أجل مستقبل ليبيا، ولكن أيضًا للتخلص من تنظيم داعش"، مقللًا من احتمال خروج داعش من قاعدته والاستيلاء على مساحات كبيرة من الأراضي مثلما فعل في العراق وسوريا.
وأوضح رودريغيز أن الضربات الجوية الأمريكية في ليبيا استهدفت تنظيم داعش، لكن تلك الجهود مركزة على أهداف تشكل تهديدًا مباشرًا على المصالح الأمريكية والأفراد الأمريكيين.
مع تنامي التنظيم
في هذا السياق، حذر الكولونيل روبرت ويلوك، القائد البريطاني السابق في ليبيا، بلاده من إرسال جنود إلى ليبيا ضمن قوة دولية لمحاربة تنظيم داعش، لافتًا إلى أن ذلك يهدد بحدوث نفس المزالق التي تعرضت لها القوات الدولية في أفغانستان عقب سقوط طالبان.
وقال الكولونيل روبرت ويلوك: "إن خطط الانضمام- دون التفكير بعناية- إلى القوات التي تقودها إيطاليا لدعم القوات الليبية في حربها ضد داعش، قد يضع القوة دون قصد في صراع على السلطة المحلية، وقد تتوحد الميليشات المتناحرة ضدها، ونقلت صحيفة "تليجراف" البريطانية عن الكولونيل، قوله: إن أي بعثة دولية إلى ليبيا "ستواجه خطرًا كبيرًا".
ويطالب وزراء وقادة بارزون في بريطانيا بإرسال نحو ألف جندي ضمن قوة دولية قد يصل تعدادها إلى 6 آلاف إلى ليبيا، للمساعدة في وقف انتشار تنظيم داعش، الذي استولى على مساحات شاسعة من البلاد.
وطالب الكولونيل ويلوك، الذي سبق له العمل في لييبا عقب سقوط نظام القذافي، بأن تكون مهمة البعثة محددة بوضوح، معبرًا عن خشيته من تورطها في الصراع الليبي، مضيفًا: "سيكون من المغري جدًّا أن تتورط البعثة في أشياء أخرى غير التدريب.. لقد رأيت هذا من قبل في عدد من العمليات".
من جانبها، تقول الحكومة البريطانية إنها لم تتخذ قرارًا نهائيًّا بشأن ما إذا كانت سترسل قوات إلى ليبيا.
وأثار نمو داعش في ليبيا قلق الحكومات الغربية، التي تخشى من أن يستغل التنظيم الفوضى السياسية المستمرة لتكرار نجاحه في السيطرة على أراض في العراق وسوريا.

شارك