الأسد يدفع بخصومة لـ"جنيف 3" بإعلان المعلم بدء تحرير "حلب"

الإثنين 11/أبريل/2016 - 11:41 م
طباعة الأسد يدفع بخصومة
 
قبيل يومين من انطلاق مفاوضات "جنيف 3"، الأربعاء المقبل، وفي الوقت الذي تلقى فيه النظام السوري خسائر كبيرة من قبل جبهة النصرة وحلفائها جنوب حلب، أعلن النظام السوري بقيادة بشار الأسد انطلاق عملية عسكرية (روسية – سورية) لتحرير حلب، وهو ما وصفه مراقبون بـ"التهويل"، إذ أن إمكانيات الجيش السوري في الوقت الحالي قد لا تسمح بالقيام بمثل هذا الإجراء.
واللافت إلى أن نظام الأسد يستغل الهدنة مع المعارضة المسلحة في الاستمرار في العمليات العسكرية، مثلما حدث في تحرير مدينة تدمر من قبضة تنظيم "داعش"، حيث يوجه الجيش السوري قوته في قتال التنظيم "الإرهابي.
إعلان دمشق البدء تحرير مدينة حلب، اعتبره البعض محاولة من النظام السوري تخويف خصومه من المعارضة قبل الذهاب للمفاوضات، حيث شمل الإعلان التهويل بشن عملية عسكرية كبيرة بمدينة حلب، المدينة الثانية في البلاد، والمقسومة بين النظام والمعارضة.
الأسد يدفع بخصومة
وزير الخارجية السوري وليد المعلم، قال أمس، إن الجيش السوري يستعد بمساعدة الطيران الحربي الروسي لإعادة السيطرة على حلب، وقال خلال لقائه وفدا برلمانيا من مجلس الدوما الروسي في العاصمة دمشق: "نستعد مع شركائنا الروس لعملية تحرير حلب، ومحاصرة كل المجموعات المسلحة التي لم تلتزم بالمصالحة وتعكف على انتهاك الهدنة ووقف الأعمال القتالية".
وحاول إثبات جاهزية القوات لبدء عملية تحرير حلب، بالقول إن السوريين واثقون من أن التعاون العسكري والعمل المشترك بين الشعبين الروسي والسوري سوف يتكللان بالنجاح ويفتحان الطريق أمام التحرك لاحقا نحو دير الزور شرق البلاد"، مُعربا عن أسفه حيال "الاستفزازات" التي تصدر عن المجموعات المسلحة في الآونة الأخيرة في حلب وريف دمشق.
صرح رئيس إدارة العمليات في هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، الفريق سيرغي رودسكوي، اليوم الإثنين، بأن ما لا يقل عن 300 مسلح من "جبهة النصرة" وصلوا إلى محافظة حلب خلال الـ24 ساعة الأخيرة.
وقال رودسكوي لوكالة "نفوستي": "إنه خلال 24 ساعة فقط، وصل إلى عصابات "جبهة النصرة" عدد إجمالي يصل إلى 200 مسلح قادمين إلى بلدتي تل حدية وبابنس، كما وصلت مجموعتان من المسلحين تضم أكثر من 100 فرد من بلدة الحليفة إلى مخيم حندرات، وهم مسلحون بدبابة و22 سيارة دفع رباعي مجهزة برشاشات من العيار الثقيل".
وأضاف رودسكوي، أن جماعة "جبهة النصرة"، تحصل على الأسلحة والمقاتلين من قبل تركيا، مروراً بمناطق المعارضة السورية، الواقعة تحت سيطرة الولايات المتحدة الأمريكية.
وقال رودسكوي: "على الرغم من التقدم المحرز في وقف إطلاق النار، إلا أن إمداد "جبهة النصرة" بالأسلحة والأفراد من جانب تركيا، لا يتوقف، بما في ذلك من خلال مناطق المعارضة، المسيطر عليها من قبل الولايات المتحدة الأمريكية".
الأسد يدفع بخصومة
كان نحو 35 عنصرًا من قوات النظام والفصائل المقاتلة قُتلوا خلال 24 ساعة من الاشتباكات العنيفة بين الطرفين في ريف حلب الجنوبي، وفق ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي قال إن معارك عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها وحزب الله اللبناني من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة وبينها جبهة النصرة (ذراع تنظيم القاعدة في سورية) من جهة أخرى، على محاور عدة في ريف حلب الجنوبي.
اشتباكات الجانبين جاءت إثر هجوم شنته الفصائل المقاتلة، وعلى رأسها جبهة النصرة، في محاولة للاستيلاء على مناطق في ريف حلب الجنوبي، أبرزها بلدتا خان طومان والحاضر، وكانت قوات النظام استعادت السيطرة عليها بدعم جوي روسي، قبل نهاية العام، وشنت قوات النظام هجوما واسعا في ريف حلب الجنوبي في أكتوبر، وتمكنت من التقدم والسيطرة على قرى وبلدات بدعم جوي من موسكو، التي باشرت حملة جوية مساندة لدمشق في 30 سبتمبر.
الأسد يدفع بخصومة
في غضون ذلك، تواصل الفصائل المقاتلة، وبينها "فيلق الشام" وحركة "أحرار الشام"، المتحالفة مع جبهة النصرة، استهداف حي الشيخ مقصود ذي الغالبية الكردية في مدينة حلب، فيما لا يزال اتفاق وقف الأعمال القتالية صامدا في بقية أحياء المدينة، ووفق المرصد، تستهدف الفصائل المقاتلة حي الشيخ مقصود منذ هجوم قوات النظام الواسع في ريف حلب الشمالي في فبراير الماضي، والذي استغله المقاتلون الاكراد للتقدم في المنطقة وسيطروا على بلدات مهمة.

شارك