إسرائيل تواجه حزب الله على الأراضي السورية بالتحالف مع روسيا

الإثنين 11/أبريل/2016 - 11:46 م
طباعة إسرائيل تواجه حزب
 
فيما يعد تغير لبوصلة  الحرب التي يشنها التحالف الدولي ضد داعش في سوريا  كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن إسرائيل نفذت عشرات الضربات في سوريا،  ولكن هذه المرة ضد شحنات أسلحة  موجهة إلى ميليشيا حزب الله  التابعة لإيران.
و هو ما يعد اعترافًا صريح من إسرائيل بمشاركتها في الحرب على الرغم من إعلانها أكثر من مرة عن "حيادها" الرسمي تجاه الحرب بسوريا ولكنها تعهدت مرارًا بمنع وصول شحنات الأسلحة المتطورة إلى حزب الله الذي تدعمه إيران في الوقت الذي امتنعت فيه عن تأكيد تقارير عن تنفيذ عمليات جوية محددة.

إسرائيل تواجه حزب
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو أثناء زيارة للقوات الإسرائيلية في مرتفعات الجولان المحتلة بالقرب من الحدود مع سوريا: "نتحرك عندما ينبغي لنا أن نتحرك.. بما في ذلك هنا عبر الحدود بتنفيذ عشرات الضربات التي تهدف لمنع حزب الله من امتلاك أسلحة تغير قواعد اللعبة".ولم يحدد نتنياهو نوع الضربات التي نفذتها إسرائيل في سوريا  كما لم يحدد أيضا الإطار الزمني أو أي تفاصيل أخرى متعلقة بالضربات.
ورحبت إسرائيل باتفاق وقف الأعمال القتالية في سوريا في فبراير لكنها أشارت إلى أنها قد تواصل شن هجمات هناك إذا رصدت تهديدا من حزب الله بل وسعى قادة إسرائيل للحصول على ضمانات من روسيا، التي أرسلت قوات إلى سوريا في العام الماضي لمساعدة بشار الأسد، بأنها لن تسمح بأن تستفيد إيران أو حزب الله بعد الانسحاب العسكري الجزئي الذي أعلنته موسكو في شهر  مارس 2016م 
ولكن هذا الامر لم يكن مفاجأة من إسرائيل حيث كان متوقعا حيث احتفظت إسرائيل بخط ساخن روسيا لمنع حدوث أي اشتباك عرضي بين طائراتهما فوق الأراضي السورية  حيث أعلنت وزارة الدفاع الروسية، يوم الخميس 15 أكتوبر 2015م ، إقامة "خط مباشر" مع تل أبيب، تجنباً لأي حوادث بين طائرات البلدين في المجال الجوي السوري.

إسرائيل تواجه حزب
ونقلت وكالة أنباء "إنترفاكس" عن المتحدث باسم الوزارة، إيغور كوناشنكوف، قوله إن "تبادلا للمعلومات حول تحركات الطيران تم عبر إقامة خط مباشر بين مركز قيادة الطيران الروسي في قاعدة حميميم الجوية في سوريا ومركز قيادة سلاح الجو الإسرائيلي"، أن الطرفين يتدربان على سبل التعاون وأنه تم إنجاز المرحلة الأولى من التدريبات لضمان سلامة المقاتلات الروسية والإسرائيلية أثناء تحليقها في الأجواء السورية.
 فيما ذكرت مصادر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عرض على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين معادلة تقوم على توفير إسرائيل لروسيا معلومات استخباراتية "عالية الجودة" قد يحتاجها الروس خلال القتال المركب، في مقابل لجم إيران وحزب الله وعدم التدخل عندما تحبط إسرائيل هجمات ضدها أو ترد على هجمات وأنه أثناء  زيارته الخاطفة لموسكو، التي رافقه فيها رئيس الجيش الإسرائيلي، حاول رئيس الوزراء الإسرائيلي أن يستوضح من الرئيس الروسي عن طبيعة التواجد الروسي العسكري في سوريا وما إذا كان دفاعيا أم أنه سيتحول إلى مشاركة نشطة في القتال الدائر إلى يمين النظام وإيران. 

ويحمل نتنياهو، بحسب مصادر إسرائيلية، ملفا استخباراتيا مفصلا يبيّن المحاولات المتكررة للنظام السوري تهريب أسلحة روسية استراتيجية لحزب الله، سبق لإسرائيل أن شنّت غارات عدة في العمق السوري لمنع وصولها، بالإضافة إلى التخوف الإسرائيلي من إمكان حدوث مواجهة بين مقاتلات إسرائيلية وروسية في الأجواء السورية وتتابع إسرائيل عن قرب تحول روسيا إلى لاعب عسكري في الأزمة السورية، ويقلقها ما تلاحظه في قاعدة "الحميميم" الجوية في اللاذقية والتي تحولت إلى قاعدة روسية، حيث تحتفظ روسيا بعدد من دبابات T-90وعدد من بطاريات SA-22وهي صواريخ أرض- جو مضادة للطائرات، يمكن أن تهدد المقاتلات الإسرائيلية في أجواء سوريا ولبنان (يبلغ مداها 110 كيلومترات)، ويملك الجيش السوري الجيل القديم منها الذي سبق استخدمه لإسقاط مقاتلة تركية عام 2012، لكن القلق الحقيقي هو من وجود أربع مقاتلات سوخوي 27 إلى جانب سرب من مقاتلات سوخوي 24 في القاعدة ذاتها.

إسرائيل تواجه حزب
وكانت إسرائيل قد رصدت تحليق طيارين روس في الأجواء السورية قبل أسابيع في مهمات استطلاعية، على ما يبدو، وهنا موطن القلق من أن تكون هذه المقاتلات ليس فقط للمشاركة في ضرب داعش وإنما للمشاركة الفاعلة إلى جانب سلاح الجو السوري في الغارات، ما يفتح الباب أمام حسابات خاطئة من قبيل مواجهة سلاح الجو الإسرائيلي، ولهذا فإن نتنياهو يحاول إقناع بوتين بضرورة وجود تنسيق لصيق بين الجانبين لتقاسم الأجواء السورية، لكن لا يبدو أن إسرائيل ستبلّغ الروس- المتحالفين مع النظام وإيران وحزب الله- في كل مرة تقوم بشنّ غارات فيها، في العمق السوري، وعليه فإن التواجد الروسي في قاعدة جوية بعد الميناء في طرطوس، يهدد بالحدّ من حرية حركة سلاح الجو الإسرائيلي، خاصة إن أرادت تل أبيب استهداف مخازن صواريخ الياخونت السورية في الساحل.
 وعلى الرغم من المخاوف الإسرائيلية من طبيعة التواجد الروسي العسكري في سوريا، إلا أن تل أبيب قد تشخص فرصا أيضاً قد تصبّ في صالحها، فالوجود الروسي قد يولد استقراراً فيما تسميه إسرائيل "سوريا الصغرى"، وهي المناطق التي يسيطر عليها النظام بالكامل والممتدة من شمال اللاذقية مروراً بالساحل السوري وصولا إلى ممر الزبداني شمال غربي دمشق، وذلك لأن ذلك يطيل عمر النظام وبالتالي أمد القتال في سوريا بين قوى ضعيفة ومتناحرة وهي المعادلة الاستراتيجية المفضلة إسرائيليا و أن التنسيق مع الروس قد يحدّ من قدرة النظام وإيران وحزب الله على الدخول في حرب مع إسرائيل، وحتى في حال حدوث مواجهة فإن الوسيط يكون على أرض الميدان وله علاقات قوية بتل أبيب من جهة والنظام وإيران من جهة ثانية.


 مما سبق نستطيع التأكيد على أن إسرائيل  تواجه عمليا حزب الله  في سوريا وهو ما دفعها إلى تنفيذ عشرات الضربات في سوريا،   في مواجهة  مباشرة مع ميليشيا حزب الله  التابعة لإيران .

شارك