كنائس عالمية تتحدى الواقع المر لمسيحيي الشرق وتقدم معونات لهم

الثلاثاء 12/أبريل/2016 - 11:23 ص
طباعة كنائس عالمية تتحدى
 
تحاول أكثر من كنيسة ومؤسسة كنسية التعامل بشكل عملي بعيدًا عن الوعظ والخطابة مع الواقع المر لمسيحي الشرق في العراق وسوريا، لإعانتهم بصورة حقيقية تعبر عن الروح المسيحية الفعلية، ومن هذا المنطلق أطلقت الكنيسة الكاثوليكية والبطريركية الأرثوذكسية الروسية عدداً من المشاريع في لبنان وسورية لدعم المسيحيين في محنتهم، بحسب ما أفاد مكتب العلاقات الخارجية في بطريركية موسكو وعموم روسيا، عبر موقعه الإلكتروني.
"وكما هو معلوم، فإن المآسي في الشرق الأوسط، والتي أثرت على الناس من مختلف الجماعات المسيحية وغيرها من الأديان الأخرى، قد أبرزت الحاجة إلى اتخاذ تدابير عاجلة لتحسين أوضاعهم". وأضاف المكتب الإعلامي أن هذا الأمر كان محور النقاش بين البابا فرنسيس والبطريرك كيريل خلال لقائهما اليوم 12 فبراير  2016، في العاصمة الكوبية هافانا.
"وبناءً على قرارات السلطات العليا في الكنيستين"، تابع المكتب: "فقد زار وفد مشترك لبنان وسورية للوقوف على كيفية تنفيذ بعض جوانب الاتفاقات التي تم التوصل إليها". وقد ترأس الوفد رئيس الأساقفة باولو بيتزي، رئيس أبرشية موسكو، من الجانب الكاثوليكية، وهيرومونك ستيفان، أمين سر العلاقات بين المسيحيين في بطريركية موسكو.
وأشار المكتب الإعلامي إلى أن المشاورات التي أجريت مع الجماعات المسيحية المحلية من قبل الوفد الكاثوليكي الأرثوذكسي، "كانت بمثابة أساس لتطوير المزيد من المشاريع المشتركة لتقديم الدعم للإخوة والاخوات الذين هم في محنة"، لافتاً إلى أن "واحداً من بين المهام في المستقبل القريب سيكون وضع قائمة تفصيلية للمزارات والكنائس والأديرة التي دمرت وتضررت خلال الحرب في سورية".
وفي نفس الإطار قام وفدٌ من الكنيسة الكاثوليكية في الولايات المتحدة بزيارة إلى شمال العراق، ترأسه الكاردينال تيموثي دونالد، رئيس أساقفة نيويورك ورئيس جمعية رعاية الشرق الأدنى الكاثوليكية CNEWA، يرافقه المطران وليم مورفي، رئيس أبرشية مركز روكفلر بنيويورك.
وقضى الوفد عدة أيام  في إقليم كردستان، منطقة الحكم الذاتي في شمال العراق. وعندما اجتاح تنظيم "الدولة الإسلامية" مدينة الموصل وقره قوش عام 2014 فرّ أكثر من 125 ألف مسيحي، وغيرهم من الأديان الأخرى، إلى بر الأمان في كردستان؛ حيث سارعت جمعية CNEWA بمساعدة الكنائس المحلية ببناء المساكن والعيادات والمدارس.
وقال المطران شليمون وردوني، الأسقف المساعد في بغداد، خلال قداس أقيم في كنيسة بلدة اينشكي، بالقرب من مدينة دهوك: "لقد أتيتم للاستماع إلى إخوتكم وأخواتكم في العراق الذين يعانون ظروفاً صعبة جداً"، "رجاءً، لا تنسونا". وأضاف: "نحن لا نريد شيئًا. فالعراق غني جداً، لكنه اليوم فقير جداً. نحن نريد فقط استعادة حقوقنا، في العودة إلى بيوتنا وقرانا".
وخاطب الأسقف الكلداني الكاردينال دونالد بالقول: "نحن بحاجة إلى سامري صالح جديد، وهذا السامري هو أنت، إلى جميع من أتوا برفقتك. نشكرك ونشكر شعبك؛ لأنكم فعلتم لنا الكثير، من خلال صلواتكم ومساعداتكم. لكني أسألك أن تطلب من حكومتك أن تحلّ السلام في بلدنا. من فضلك أخبر رئيسك أن أطفالنا وشبابنا يريدون أن يعيشوا بحرية. لترافقك تمنياتنا الجيدة لمؤمنيك. رجاءً لا تنسونا".
من جانبه، قال الكاردينال دونالد في عظته، مخاطباً المؤمنين: "إنكم تعانون بالابتعاد عن منازلكم وعائلاتكم. إنكم تسيرون برفقة يسوع. لكن، لا يمكننا أن ننسَ أن الفصح ينتصر دائماً على الجمعة العظيمة. القيامة دائماً تنتصر على الصليب". تابع: "إن يسوع هو حي دائماً في المحبة والإحسان، لقد رأينا يسوع حياً في المستشفيات والعيادات ومخيمات اللاجئين والمدارس والرعايا". وخلص إلى القول: "نحن نعلم معاناتكم، ولا يمكننا أبداً أن ننساكم".
كما شارك الوفد في قداس آخر في أحد مخيمات النزوح في بلدة عنكاوا، على مشارف أربيل، وقال بطريرك السريان الكاثوليك إغناطيوس الثالث يونان في عظته: "نشعر بالامتنان الشديد لهذا التضامن الأخوي الذي تحملونه. ونحن جميعاً على أمل أن تتدخلوا لدى حكومتكم، ولأولئك من لهم الكلمة على الساحة الدولية، بأن يكونوا مؤمنين للمبادئ التي قامت عليها بلدكم، والتي تتضمن حق جميع الناس، ولكل إنسان، في العيش بحرية وكرامة".

شارك