هل يكون التعاون الكردي الأمريكي نهاية لـ"داعش" أم بداية لتفكيك العراق؟

الثلاثاء 12/أبريل/2016 - 11:42 ص
طباعة هل يكون التعاون الكردي
 
 يشكل التعاون الكردي الأمريكي في الوقت الحالي أهمية كبيرة بسبب الدور الذى يلعبه إقليم كردستان في العراق، بداية من الحرب على داعش ونهاية بتقاسم الاستقرار السياسي مع الحكومة العراقية، بالإضافة إلى معالجة المشاكل السياسية التي يمر بها العراق، مما يطرح التساؤل حول طبيعة هذا التعاون، وهل سيكون نهاية لـ"داعش" أم بداية لتفكيك العراق؟ 
هل يكون التعاون الكردي
المبعوث الأمريكي بريت مكغورك لرئيس إقليم كردستان العراق أكد على أهمية دور إقليم كردستان في الاستقرار السياسي، ومعالجة المشاكل السياسية التي يمر بها العراق، وهو ما أكد عليه رئيس إقليم كردستان، مسعود بارزاني، وبحث معه في لقاء مشترك دور التحالف الدولي في الحرب ضد داعش، والأزمة السياسية في العراق وسبل معالجتها والاستعدادات الجارية لبدء عملية تحرير مدينة الموصل ومرحلة ما بعد التحرير وتبادل الاثنان الآراء بشأن الأزمة السياسية التي يعاني منها العراق وسبل معالجتها، واتفقا على الاستمرار في التشاور وتبادل الآراء؛ من أجل إيجاد السبل الكفيلة باجتياز الأزمة السياسية.
 وذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير لها أنه كثيرًا ما يثير التعاون الأمريكي الكردي الجدل حول تأثيره على الدولة العراقية، ودائمًا ما يكون الرد الأمريكي والكردي متوافقين حول أنهما يتعاونان من أجل القضاء على داعش، وتدلل الإدارة الأمريكية على الأمر بمزيد من التواصل بين الجانبين، وهو ما جسده آشتون كارتر وزير الدفاع الأمريكي بزيارته إلى مدينة آربيل في إقليم كردستان العراق، يوم الخميس 17-12-2015م ، لإجراء محادثات مع المسئولين الأكراد بخصوص الحرب ضد تنظيم داعش.
هل يكون التعاون الكردي
هذا التعاون دائمًا ما يثير حفيظة الحكومة العراقية لأن واشنطن تعتبر قوات البيشمركة الكردية الشريك الرئيس للقوات الأمريكية في الحرب ضد التنظيم المتطرف، ودائمًا ما تحاول تخفيف هذه الأجواء القلقة من جانب بغداد بأن تسبق أي زيارة رسمية للأكراد زيارة للحكومة، كما فعل كارتر؛ حيث التقى في بغداد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، وناقش معه تطوير التعاون بين البلدين في مجال التسليح والتدريب، ولكن هذا لا يمنع التجاهل الأمريكي للحكومة العراقية في التعاون مع الأكراد، كما حدث في العملية العسكرية الأمريكية- الكردية المشتركة التي أنقذت 69 سجينًا يحتجزهم تنظيم داعش.
 وأكد العميد تحسين إبراهيم صادق المتحدث باسم وزارة الدفاع العراقية، أن الوزارة لم تبلغ بالعملية العسكرية الأمريكية- الكردية المشتركة التي أنقذت 69 سجينًا يحتجزهم تنظيم داعش، وأنهم سمعوا عن العملية من وسائل الإعلام، ولم يكن لديهم علم بها، وأن الذين قاموا بها هم قوات البيشمركة الكردية والأميركيون، ولم يكن لدى وزارة الدفاع أي فكرة عنها، وأن مسئولين بالوزارة اجتمعوا مع ممثلين للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في بغداد اليوم الجمعة لمعرفة المزيد بشأن العملية، وهي أهم غارة ضد تنظيم داعش على مدى أشهر.
هل يكون التعاون الكردي
الولايات المتحدة الأمريكية اتخذت أيضًا العديد من الاجراءات لدعم الأكراد، وكان على رأس هذه الاجراءات عندما أنشأت قاعدة عسكرية في شمال العراق لمكافحة "داعش"، كما وافق الرئيس الأمريكي باراك أوباما في ديسمبر 2015م، على إرسال 1500 عسكري أمريكي إلى العراق. ولكن رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، رفض ذلك، مؤكدًا أن بغداد ليست بحاجة إلى أي مساعدة في تنفيذ عمليات برية ضد الإرهابيين ولا يوجد، حتى الآن، ما يفيد بأن الولايات المتحدة حصلت على موافقة الحكومة المركزية في العراق على إنشاء هذه القاعدة في كردستان؛ لذلك يشير الخبراء إلى أن إدارة أوباما اكتفت بموافقة حكومة الإقليم، التي لا تستشير حكومة بغداد في العديد من القضايا.
 كما بدأت القاعدة العسكرية الأمريكية، الواقعة على مقربة من مدينة مخمور، نشاطها ويخدم فيها بضعة مئات من جنود البحرية الأمريكية، وهي مزودة بمدافع ثقيلة بعيدة المدى يمكن استخدامها في دعم القوات العراقية التي ستشارك في عملية تحرير مدينة الموصل.
 وكشف فيتشسلاف ماتوزوف الدبلوماسي الروسي السابق قرارات واشنطن بتعزيز وجودها في المنطقة بصورة ملحوظة، وأن هدفها الحقيقي لا يقتصر على محاربة "داعش"، وأن الأمريكان يسيرون نحو إنشاء الدولة الكردية، وأن إنشاء المطارات في المناطق الكردية في سوريا، والحديث عن الفيدرالية ووجود مشاة البحرية في كردستان العراق، وكذلك النداء الذي وجهه مسعود بارزاني إلى الولايات المتحدة لدعم استقلال الأكراد العراقيين- جميعها تصب في هذا السياق، أي أن واشنطن علنًا تحارب "داعش"، ولكنها فعليًّا تعمل على تنفيذ مهام مختلفة تمامًا، وأن إنشاء القاعدة العسكرية في شمال العراق ليس سوى خطوة نحو تنفيذ هذه المهام.
هل يكون التعاون الكردي
من جانبه أشار الخبير في الشئون العسكرية فلاديمير يفسييف إلى أن تعزيز الولايات المتحدة لوجودها في المنطقة، تمليه أيضًا رغبتها في القضاء على "داعش" باعتباره مسألة تمس هيبتها، وأن من المهم مبدئيًّا بالنسبة لأوباما أن يرتبط الانتصار على "داعش" باسمه. وهذا يعني أنه قبل أن يغادر البيت الأبيض يجب أن يتم تحرير الموصل في العراق والرقة في سوريا؛ لذلك، يعمل الأمريكيون في اتجاهات مختلفة، فهم ينشئون مواقع للخدمات اللوجستية ويقدمون مساعدات مختلفة للأكراد في العراق وسوريا وينفذون غارات جوية ضد مواقع الارهابيين.
 وأصبح إنشاء القاعدة العسكرية في شمال العراق معروفًا يوم 19 مارس 2016م، مما دفع "داعش" إلى إطلاق ما لا يقل عن صاروخين باتجاهها. بعد أن اكتشفوا القاعدة وبعد أن لاحظوا تحرك الجنود الأمريكيين، وإجراء تدريبات على إطلاق النار باستخدام المدفعية الثقيلة. 
 مما سبق نستطيع التأكيد على أن التعاون الكردي الأمريكي في الوقت الحالى له أهمية كبيرة بسبب الدور الذى يلعبه إقليم كردستان في العراق، بداية من الحرب على داعش ونهاية بتقاسم الاستقرار السياسي مع الحكومة العراقية، بالإضافة إلى معالجة المشاكل السياسية التي يمر بها العراق؛ مما أثار التساؤل حول طبيعة هذا التعاون هل يظل قائمًا بنهاية "داعش" أم يعتبر بداية تفكيك العراق؟ 

شارك