لبناء مول تجاري.. إزالة آثار كنيسة تعود للقرون الأولى بغزة

الثلاثاء 12/أبريل/2016 - 02:08 م
طباعة لبناء مول تجاري..
 
في إطار الاستهانة بالمقدسات المسيحية حتى لو كانت آثارًا، واستخدام أسلوب تدمير التاريخ المسيحي بالشرق أزالت جرافات فلسطينية آثار كنيسة بيزنطية تعود للقرون الأولى للبلاد في قطاع غزة، الأمر الذي لاقى استنكارًا مسيحيًّا كبيرًا.
وكانت حفريات أجريت في ميدان فلسطين، وسط قطاع غزة، يوم السبت 2 أبريل  2016، أثناء وضع أساسات لبناء مول تجاري، أسفرت عن اكتشاف آثار كنيسة بيزنطية قديمة تعود إلى القرون الميلادية الأولى. وبالرغم من هذا الاكتشاف إلا أن أعمال الحفريات قد استمرت في المكان.
وأعقاب هذا الاكتشاف، الذي يشكل جزءً لا يتجزأ من تاريخ غزة البيزنطي المسيحي، وجهّت البطريركية اللاتينية في القدس نداءً لوزارة السياحة والآثار في فلسطين وإلى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونيسكو) بالاهتمام بالمواقع الأثرية في فلسطين، وبالتحديد الكنيسة البيزنطية المكتشفة حديثاً؛ "لأنها جزء من تاريخ فلسطين وماضيها العريق".
من جانبها، علّقت وكالة فيديس الفاتيكانية على الخبر بالقول: "أزالت الجرافات بقايا كنيسة بيزنطية قديمة ظهرت خلال أعمال بناء سوق تجاري، في وقت لم تحرّك السلطات المحلية ساكناً لحماية المواقع التاريخية والأثرية الثمينة"، واصفة الأمر بأنه "حلقة من حلقات الإهمال الشديد، في وقت الذي أثارت فيه ردود فعل قوية من قبل بعض الأوساط المسيحية".
وانتقد مختصون ومهتمون استمرار أعمال الحفر في مكان وجود الكنيسة، داعين إلى الحفاظ على التراث والتاريخ والحضارة في غزة القديمة. وقال مدير عام حماية الآثار في وزارة السياحة والآثار الفلسطينية صالح طوافشة: "إن ما جرى يعتبر تدميرًا واضحًا بحق التراث الثقافي للشعب الفلسطيني". وأضاف: "بحسب الصور التي تم مشاهدتها، هناك بقايا ومعالم أثرية مهمة تم تدميرها وتخريبها في الموقع، عدا عن نقلها من مكانها الأصلي إلى مكان قريب، وهذا بحد ذاته يعتبر تصرفًا بعيدًا كل البعد عن علم الآثار".
كما استنكر الأب ابرهيم نيروز، كاهن في الكنيسة الأسقفية في القدس، الحادثة في رسالة  وجهه إلى رئيس الوزير الفسطيني رامي الحمدالله، وإلى وزيرة السياحة والآثار في فلسطين، رولا معايعة، متسائلاً: "ماذا لو تم العثور على بقايا مسجد أو معبد أو بناء قديم آخر؟ هل سيتم التعامل معهم بنفس الطريقة؟ أو أنهم يفعلون ذلك لأنها كنيسة قديمة؟"، وخلص إلى القول: "من الواضح أن التراث المسيحي والمسيحيين مستهدفون في منطقتنا".

شارك