عز الدين الشيخ خليل.. مؤسس كتائب عز الدين القسام
الإثنين 26/سبتمبر/2022 - 10:30 ص
طباعة
حسام الحداد
وُلد عز الدين صبحي الشيخ خليل، الذي اغتالته إسرائيل في مثل هذا اليوم 26/92004، وكان مولده عام 1962 في حي «الشجاعية»، شرق مدينة غزة، وتلقى تعليمه بكلية «أصول الدين» بالجامعة الإسلامية بالقطاع، وهناك انخرط في العمل النقابي الطلابي كأحد مؤسسي «الكتلة الإسلامية» التي أصبحت فيما بعد الذراع النقابي الطلابي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الضفة الغربية وقطاع غزة، وبعد تخرجه التحق بإحدى الجامعات في باكستان وحصل على درجة الماجستير في العلوم الدينية، ولعز الدين الشيخ ثلاثة اولاد.
يُعد من جيل الشباب في جماعة «الإخوان المسلمين» في فلسطين، الذين ساهموا في انطلاق حركة حماس أواخر 1987، عندما اندلعت الانتفاضة الأولى، حيث رفض الحرس القديم في جماعة الإخوان هذه الحركة في البداية، وبعد حادثة اختطاف ضابط حرس الحدود الإسرائيلي نسيم طوليدانو 1991، قررت إسرائيل إبعاد الشيخ خليل ضمن المئات من عناصر الحركة وحركة الجهاد الإسلامي إلى «مرج الزهور» في جنوب لبنان، ولدى إبعاده علم أن نشطاء في حركة حماس في سجون الاحتلال اعترفوا بأنه هو الذي يتولى قيادة «كتائب عز الدين القسام»، الجناح العسكري لحركة حماس في قطاع غزة، فقرر عدم العودة الى القطاع بعدما حان وقت عودة المبعدين. واشتهر الشيخ خليل بعدما ذكر اسحاق رابين، رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، اسمه عدة مرات على اعتبار انه قائد الجناح العسكري لحركة حماس، وتتهم إسرائيل الشيخ خليل بأنه هو الذي كان يصدر التعليمات للمهندس يحيى عياش، المسئول عن جميع العمليات التفجيرية التي هزت إسرائيل 1994 و1995، كما تدعي الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، وبعد عودة المبعدين إلى غزة والضفة، انتقل الشيخ خليل الى سوريا، ولاحقا اتهمته إسرائيل بأنه عمل على جمع تبرعات لحركة حماس في الخارج، فضلا عن قيامه بتدريب عناصر لـ «كتائب القسام» في سوريا، كما تتهمه إسرائيل بأنه حلقة الوصل بين الجناح العسكري لحماس والجهاز العسكري لحزب الله اللبناني، وبعد العملية المزدوجة في مدينة «بئر السبع» قبل ثلاثة أسابيع، قررت إسرائيل استهداف قادة حركة حماس في سورية ولبنان، وأصبح الشيخ خليل أول قيادي في الحركة يتمكن جهاز «الموساد» من اغتياله بعد هذا التهديد، ويذكر أنه تبين عند تفجر قضية عملاء الموساد الذين اعتقلوا في نيوزيلندا، أن نشطاء الموساد يحاولون الحصول على جوازات سفر مزيفة للدخول إلى سورية ولبنان بغرض تنفيذ عمليات اغتيال ضد قادة حركات حماس والجهاد الإسلامي وحزب الله.
تأسيس كتائب عز الدين القسام
بعد عودة عز الدين الشيخ خليل من الخارج حيث سافر إلى الإمارات العربية المتحدة ومنها إلي باكستان ثم أفغانستان، وتعرف هناك على الشيخ عبد الله عزام، وعاد عام 1990، ليؤسس "كتائب الشهيد عز الدين القسام" فعاد يحمل في جعبته مهمة ترتيب وتنظيم العمل العسكري في قطاع غزة ونقله إلي الضفة الغربية حيث استطاع الاتصال بالعسكريين في كل المناطق فلم يكن الجهاز العسكري بعد موحدًا في غزة، كانت مجموعات هنا وهناك فعمل علي توحيد الجهاز وأطلق اسم كتائب الشهيد عز الدين القسام عليه، ثم انطلق إلي الضفة الغربية فنقل العمل إلي هناك وعمل على جمع قادة غزة والضفة، لأنه كان ينوي السفر إلى الخارج لقيادة الجهاز من هناك وتوفير السلاح له، فكان القائد العام الأول لكتائب القسام..
وكان عز الدين الشيخ خليل يحرص على عدم ذكر اسمه أو معرفته، فقد ورد ذكره في كثير من الاعترافات في غزة باسم أبو محمد وفي الضفة باسم أبو محمد الغزاوي ولكنه كما تحدث عنه بعض الذين أبعدوا معه كان يذهب إلي مناطق في داخل تل أبيب لكي يحدد المناطق التي من الممكن أن تقع فيها عمليات استشهادية إلي أن اكتشفت إسرائيل شخصيته وهو في الخارج، واتهمته إسرائيل بأنه وراء ترسانة الأسلحة التي يملكها القسام في غزة ووراء كل ما يحدث في غزة والضفة الغربية والداخل.
وطبقا للمصادر الفلسطينية فإن عز الدين الشيخ خليل هو الذي وضع اسس سياسة التسليح التي لاتزال تنتهجها حماس وأولها إقامة علاقات جيدة مع جميع الأطراف المحيطة بمصر لتسهيل عملية نقل السلاح، وكذلك هو الذي أسس لعلاقات حماس مع المهربين من أبناء بعض القبائل في سيناء، ناهيك عن قبيلة الرشايدة بالسودان، كما استغل قدرته في التخفي والعمل السري وقيادة الآخرين لتنفيذ المهام الموكلة له بنجاح إلى أن اكتشفت إسرائيل شخصيته واغتالته ليكمل بعده المسيرة مساعده محمود عبد الرؤوف المبحوح، والذي اُغتيل بدوره في ديسمبر2010، ليكمل المسيرة من بعده كمال غناجة.