بعد اختطاف 100 مدني.. هل يستعد العراق لتحرير "الفلوجة" من قبضة داعش؟

الخميس 14/أبريل/2016 - 04:45 م
طباعة بعد اختطاف 100 مدني..
 
لا زال التنظيم الإرهابي "داعش"، يواصل عملياته الإجرامية في مختلف البلاد الذي استطاع السيطرة على العديد من أراضيها، حتى وصل الأمر لاختطاف عناصر من التنظيم، لنحو 100 مدني من أهالي مدينة الفلوجة التابعة لمحافظة الأنبار غربي العراق، واتهموهم بالتعاون مع القوات الأمنية.
بعد اختطاف 100 مدني..
وقال مصدر أمني، اليوم الخميس 14 أبريل 2016: "إن عناصر داعش نفذت منذ ليلة أمس وحتى صباح اليوم، حملة دهم واسعة في منطقتي الحلابسة والبوعلوان غربي الفلوجة، اختطفوا خلالها نحو 100 مدني واقتادوهم إلى سجون التنظيم داخل المدينة". مضيفًا أن "التنظيم وجه إلى المدنيين الذين اختطفهم جملة اتهامات، بينها التعاون مع القوات الأمنية ضده في الفلوجة".
ويسيطر داعش على مدينة الفلوجة منذ نهاية عام 2013، بعد انسحاب القوات الأمنية منها، فيما يستخدم التنظيم أهالي الفلوجة دروعا بشرية ويمنعهم من الخروج من المدينة.
من جانبها تمكنت قيادة فرقة التدخل السريع الأولى في العراق من تطويق المحور الجنوبي لقضاء الفلوجة شرق الأنبار  وقطع خطوط الإمداد عن مسلحي تنظيم داعش الإرهابي, وفتح ممرات لخروج المدنيين بالتنسيق مع القيادة العسكرية بالمحور الشمالي والغربي للفلوجة.
وذكرت وزارة الدفاع العراقية اليوم الخميس أن عصابات داعش تكبدت خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات خلال هجماتها على مواقع القوات العراقية التي تمكنت من احباط الهجمات التي كانت تستهدف فك الطوق الأمني حول الفلوجة، مؤكدة علي استعداد قوات الجيش العراقي وانتظارها الأوامر الخاصة بالشروع في عملية تحرير الفلوجة من قبضة مسلحي داعش.
بعد اختطاف 100 مدني..
من جانبه يقول عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي عدنان الشحماني: "إن صدور مجرد قرار حكومي من الدولة العراقية يدعم العمليات العسكرية للجيش والحشد الشعبي في الفلوجة ومن دون الحاجة الى دعم دولي سيكون كافيا لتحريرها، لكن المشكلة بالموضوع أن هناك قرار سياسي دولي يتعلق في تحرير الفلوجة، إضافة  إلي أن الموضوع ذو جانب طائفي، وهذا الجانب هو ما يستخدموه في تاخير تحرير المنطقة". 
ويضيف أن المشروع الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية وتنفذه السعودية وتركيا وقطر، يريدون منه تحقيق أهداف سياسية كبيرة جدًّا من خلال تأخير تحرير الفلوجة، مشيرًا إلى أن السعوديين والأتراك والقطريين لا يريدون الخروج من هذه الحرب خاسرين؛ لذا يحاولون الاحتفاظ بالورقة التي تسمى الفلوجة، ويذبحون أهل هذه المدينة رافعين شعار الدفاع عن أهل الفلوجة علي حد وصفه.
وأوضح الشحماني، أن هذه الدول تركز على الفلوجة باعتبارها أكبر مدينة في الأنبار ومعروفة لدى الجميع بأن الفلوجة تعني الأنبار؛ لذا فإن سقوطها يعتبر سقوط للأخيرة وكذلك تحريرها، ولذلك يريدون أن يبقوا على هذه المدينة باعتبارها اكتسبت رمزية سنية وعلى أساس ذلك يحركون الموضوع الطائفي، بينما أبناء الفلوجة يستنجدون بالجيش العراقي.
وتقدر أعداد المدنيين العالقين في الفلوجة بنحو بعشرات الأولوف، معظمهم من الأطفال والنساء والعجزة، الذين بقوا في المدينة عجزا عن النزوح أو فزعًا من داعش الذي يفرض إقامة جبرية على السكان، أو خوفًا من بطش الميليشيات الطائفية المتربصة.
وكان شدد مسئولون وشيوخ عشائر في الأنبار على ضرورة التحضير لتحرير الفلوجة، مؤكدين علي أن غياب قوة عشائرية من سكانها أبرز المشاكل التي تواجه إطلاق العمليات، ولم تحسم حتى الآن مشاركة فصائل الحشد الشعبي فيها.
ومن المعروف أن سكان الفلوجة عشائر معارضة الحكومة منذ سنوات، كما أنها رفضت الانضمام إلى تشكيلات الصحوة عام 2006، وفيها فصائل مسلحة سنية مناهضة لبغداد أبرزها جيش المجاهدين وكتائب ثورة العشرين، عكس باقي مدن الأنبار.
في هذا السياق أكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن تنظيم داعش الإرهابي في وضع دفاعي في العراق كما في سوريا، مشيرًا إلى مقتل العديد من قادته.
وقال أوباما إثر اجتماع مع فريقه الأمني في مقر المخابرات المركزية الأمريكية "اليوم على الميدان في سوريا والعراق تنظيم داعش في وضع دفاعي ونحن في وضع هجومي"، قائلًا: "لم ينجز عملية ناجحة واحدة منذ الصيف الماضي"، وأن "زعامته شهدت أشهرًا صعبة" ووعد بالاستمرار في هذا التوجه في الأسابيع والأشهر القادمة. وتابع: "يقدر أن أعداد مقاتليهم باتت في أدنى مستوى منذ عامين، كما يتزايد عدد من أدركوا منهم أنهم يقاتلون من أجل قضية خاسرة".
بعد اختطاف 100 مدني..
وأضاف أن الولايات المتحدة ستبذل ما في وسعها للمساعدة في دفع محادثات السلام التي تقودها الأمم المتحدة في جنيف بشأن المستقبل السياسي لسوريا، مشيرًا إلى أن اتفاقًا لوقف العمليات القتالية بين حكومة الرئيس بشار الأسد ومعارضيه صامد منذ حوالي ستة أسابيع، لكنه يبقى هشًّا وتحت ضغط. واستؤنفت الأربعاء في جنيف المفاوضات السورية لكن لا تزال الهوة كبيرة بين السلطات والمعارضة، قائلًا: "مستقبل سوريا سيكون ضمن جدول أعمال قمة لمجلس التعاون الخليجي ستعقد الأسبوع القادم في العاصمة السعودية الرياض والتي يعتزم أن يحضرها".
وتابع: "سنواصل مساعدة العراق وهو ما يجب على العالم بأسره أن يفعله لمساعدته بينما يعمل على تحقيق الاستقرار في المناطق المحررة وتعزيز الحوكمة والتنمية التي تشمل جميع الطوائف العراقية." وأشار إلى زيادة في أعداد مقاتلي الدولة الاسلامية المتجهين إلى ليبيا وتعهد بمساعدة الحكومة "الجديدة والناشئة" في ذلك البلد.
وكان المتحدث باسم الجيش الامريكي ستيف وارن أعلن من بغداد أن التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا أنجز بنجاح "المرحلة" الأولى من العمليات.
والجدير بالذكر أن الولايات المتحدة سحبت قواتها المقاتلة من العراق في نهاية 2011 بعد ثمانية أعوام من الحرب، وهي تنشر نحو 3900 جندي في العراق يركزون مبدئيا على تدريب الجيش العراقي وتقديم المشورة.
ونفذ التحالف الدولي بقيادة أمريكا ومشاركة أكثر من 60 دولة، خلال أكثر من عام 11 ألف غارة جوية ضد مواقع المتطرفين في سوريا والعراق، وذلك بالتوازي مع عمليات الجيش السوري وحليفه الروسي وعمليات الجيش العراقي.

شارك