بلجيكا تواجه الإرهاب بضربات "قضائية" استباقية

السبت 16/أبريل/2016 - 09:57 م
طباعة بلجيكا تواجه الإرهاب
 
على الرغم من أن المملكة البلجيكية مُنيت بخسائر بشرية فادحة عقب تفجيرات بروكسل، إلا أن الدولة مُصرّة على مواجهة الإرهاب من خلال القضاء، حيث أصدرت محكمة الاستئناف ببروكسل، الخميس 14- 4-2016م حكماً بالسجن 15 عاماً وهي العقوبة القصوى، على خالد الزركاني لدوره كقائد "خلية إرهابية" أرسلت العديد من الأشخاص للقتال ضمن تنظيمات متطرفة في سوريا ضمنهم منفذون لاعتداءات باريس

بلجيكا تواجه الإرهاب
الزركاني حُكم عليه ابتدائياً في يوليو 2015 بالسجن 12 عاماً من بين 30 شخصاً كان من بينهم الإرهابي شكيب اكرو الذي كان ضمن منفذي اعتداءات باريس في نوفمبر 2015م والذى فجر نفسه أثناء هجوم الشرطة في سان دوني شمال باريس وبين من شملتهم القضية أيضاً رضا كريكت الذي أوقف في مارس في التحقيق في اعتداء "وشيك" في فرنسا.
وأعيدت محاكمة الزركاني (42 عاماً) في فبراير بعد أن استأنف النائب العام، برنار ميشال، الحكم عليه، معتبراً أنه "أكبر مجندي الإرهابيين الذين عرفتهم بلجيكا كما حكمت المحكمة الابتدائية الجنائية في بروكسل في يوليو 2015 أيضاً على 29 آخرين لمشاركتهم في أنشطة جماعة إرهابية ولم يكن منهم سوى 13 من المتهمين الـ 32 حاضرين بينهم الزركاني. واعتبر 19 آخرون حينها في سوريا وقتلوا فيها.

بلجيكا تواجه الإرهاب
وتصر بلجيكا على المواجهة القضائية مع الإرهاب على الرغم من أن تقرير لوزارة الداخلية البلجيكية ذكر بأن 386 شخصا بين مواطن ومقيم في بلجيكا شاركوا في القتال إلى جانب الإرهابيين في سوريا وأن 269 منهم لا يزالون في سوريا، فيما عاد 117 آخرون إلى البلاد، وأن 59 آخرين حاولوا الوصول إلى سوريا، إلا أنهم أخفقوا في ذلك وأن النسبة الأعظم بين هؤلاء من سكان العاصمة بروكسل، فيما "صدّر" الإقليم الفلامندي الشمالي 159 مقاتلا آخرين إلى سوريا، كما توجه 34 بلجيكيا إلى سوريا من إقليم والونيا الجنوبي وأن منظمة "الشريعة لبلجيكا" كانت تنشط بين عامي 2011 و2013 في مدينتي بروكسل وأنتويرب (الإقليم الفلامندي)، وعكفت على تجنيد الشباب للمشاركة في الحرب في سوريا بشكل علني عمليا، حتى تم الحكم على زعيمها بالسجن لـ12 عاما السنة الماضية.

بلجيكا تواجه الإرهاب

 يذكر أن ضاحية "مولينبيك" في بروكسل ارتبط أسمها بالإرهاب بشكل وثيق، فهناك ولد وترعرع كثير من المتهمين بالتخطيط والتنفيذ لهجمات إرهابية في أوروبا، على رأسها هجمات باريس في نوفمبر 2015م ويشترك جميع منفذي الهجمات الإرهابية في أوروبا تقريبا في أنهم ينتمون إلى الجيل الثاني من المهاجرين الذين ولدوا وترعرعوا في الضواحي الأوروبية الفقيرة والمنعزلة.
ويقفز إلى الأذهان أولا حي "مولينبيك" بضواحي العاصمة البلجيكية بروكسل، يعتبر هذا الحي من أكثر الأحياء المأهولة في العاصمة البلجيكية يعيش فيه 97 ألف شخص وترتفع نسبة البطالة هنا إلى 40% في صفوف الشبان، وأصبح يوصف بـ"حي الإرهابيين المفضل". وتقول السلطات إن غالبية الأعمال الإرهابية التي شهدتها أوروبا خلال الفترة الأخيرة انطلقت من حي "مولينبيك".
ورحل من هذا الحي فقط أكثر من 500 شخص للقتال في صفوف "داعش"، وتتهم منظمة "الشريعة من أجل بلجيكا" المحظورة بتجنيدهم ويعتقد أن 130 منهم عادوا إلى بلجيكا بينما قتل حوالي 77 أثناء القتال، وبقي أكثر من 200 في سوريا وفي حي "مولينبيك" ترعرع مخططو ومنفذو هجوم الجمعة الدامي في باريس كعبدالحميد أباعود وصلاح عبدالسلام، الذي ألقي القبض عليه أخيرا، بعدما لوحق لأشهر وأخيه الذي فجر نفسه في "ستاد دي فرانس". وأيضا ترعرع أيوب الخزاني الذي نفذ هجوماً على القطار السريع الذي يربط بين أمستردام وباريس، كما مهدي نموش منفذ الهجوم على المتحف اليهودي في بروكسل وعاش في الحي ذاته اثنان من مرتكبي تفجيرات مدريد، التي تسببت بمقتل 190 شخصا عام 2004 وفككت السلطات البلجيكية عشرات الخلايا التي كانت تخطط لتنفيذ هجمات في أوروبا انطلاقاً من ضاحية "مولينبيك" أيضاً.

بلجيكا تواجه الإرهاب
مما سبق نستطيع التأكيد على أن المملكة البلجيكية مصرة على مواجهة الإرهاب من خلال القضاء وعلى الرغم من أنها أصبحت بعد تفجيرات بروكسل مرتعًا لمتبني الأفكار الجهادية، ولكن هذا الأمر لم يدفعها إلى الإجراءات الاستثنائية.  


شارك