الدعوة السلفية تطالب بهدم معهد الموسيقى العربية

الأحد 17/أبريل/2016 - 01:40 م
طباعة الدعوة السلفية تطالب
 
ليست هذه هي المرة الأولى التي تطالب فيها الدعوة السلفية بهدم الحضارة المصرية ومعاهد العلم، فقد طالب من قبل عدد ليس بالقليل من مشايخ الدعوة السلفية بهدم أبو الهول والأهرامات والمعابد الفرعونية تحت دعوى أنها أصنام ويجب هدمها، وشاهدنا تنظيم الدولة في العراق والشام "داعش" يقوم بهدم آثار تدمر، وطالبان أفغانستان وهي تهدم تمثال "بوزا" وغير ذلك وما لم يتحدث عنه أحد أن قسم النحت بكليات الفنون الجميلة مغلق منذ أكثر من 12 عام؛ بسبب هذه الجماعات، وتحت دعوى أن الطلبة في هذه الأقسام يجسدون أصنامًا، وأن عمله هذا يعد شركا بالله، واستمرارًا لهذه الدعوات التكفيرية طالب الشيخ محمود لطفي عامر الداعية السلفي، بهدم معهد الموسيقى العربية الكائن بشارع رمسيس بالقاهرة؛ لأن تصميمه على هيئة مسجد، داعيًا أن يغير معهد الموسيقى من هيئته المعمارية.
الدعوة السلفية تطالب
واعتبر عامر أن بناء معهد الموسيقى العربية على هيئة مسجد أمر فيه إهانة للمساجد، وأفتى عامر بحرمانية الغناء والموسيقى، مشيرًا إلى أن الأغنية الوطنية "يا أغلى اسم فى الوجود يا مصر" تحتوي على كفر وشرك بالله. على حد قوله.
وقال عامر فى تصريحات صحفية في انتقاده لمعهد الموسيقى العربية: "معهد للطرب على تصميم مسجد، فأوجه نداء لأصحاب الغيرة على المساجد غيروا من هيئة وشكل معهد الموسيقى بشارع رمسيس؛ لأن هذا الأمر عيب يا بلد الأزهر".
وبشأن الحكم الشرعي في الموسيقى والغناء، قال عامر: "الذي عليه جمهور الفقهاء قديمًا وحديثًا تحريم الأغاني والموسيقى، فلم يرد أن صحابيًّا أو تابعيًّا امتهن مهنة الطرب أو الموسيقى، وغاية ما ورد عنهم أنهم كانوا ينشدون في أعمالهم ما يحث على العمل والجد والإصرار على إنجاز معالي الأمور، ولم تكن لهم آلات طرب أو موسيقى رغم وجود ذلك في الأمم المحيطة بهم بل كان موجودا فى الجاهلية".
وأضاف عامر: "فلما جاء الإسلام حرم الأغانى وآلاته إلا الدف بين أعراس الناس، فقد صح عن الرسول صلى الله عليه وسلم: "ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر- أي الزنا بكسر الحاء وفتح الراء- والحرير والخمر والمعازف"، مضيفاً: "ولتفسير الصحابي للهو الحديث في قوله تعالى {ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين}، بأنه الغناء ولا شك أن غناء اليوم خاصة بما احتوت معانيه على تهييج الشهوات بين الجنسين، فالأصل والغالب في أغاني اليوم الهيام والغرام بين المحبين، وفي تجسيد مفاتن المرأة إلى غير ذلك، وقلما نجد أغنية تحث على مكارم الأخلاق، بل حينما ابتدعوا غناء سموه- زورًا- دينيًّا فرددوا بجهلهم كلامًا يحتوي على الشرك والكفر كأغنية "يا أغلى اسم في الوجود.. ونعيش لمصر ونموت لمصر". على حد قوله.
وأضاف: "ومثل ذلك كثير فأغلى اسم في الوجود الإلهي هو اسم الله، وأغلى اسم في الوجود المخلوق هو محمد صلى عليه وسلم، ومعاشنا ومماتنا وحياتنا لله، قال تعالى {قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين}".
وقال: "والكلام عن باطل الأغاني والموسيقى وأهلهم يطول، وحسب الأمة من ضلال أنها تجتمع على الأغاني والموسيقى وأهلهما، أكثر من تجمعها على الصلاة والذكر، بل والعمل المنتج، وإذا كان الله جل وعلا ينهى المرأة أن تخضع فى قولها أي لا تلين في الكلام العادي، فكيف بالمرأة المتبرجة و"المتمكيجة" وهي تتمايل تشدوا بكلام الحب والغرام والعشق، فمن يجيز مثل هذا في الإسلام فهو أجهل من حمار أهله".
وبعيدًا عن ما قاله الشيخ السلفي ممثلًا لهذا الفصيل الذي يحرم الحياة نفسها، إن لم تكن في إطار دعوته السلفية التي تقف بالزمن عند حدود ابن تيمية، فهل يوافق الأزهر على مثل هذه الدعاوى التي تطالب بهدم المعاهد العلمية، مثل معهد الموسيقى العربية؟ أم أن وسطية الأزهر تمنعه من اتخاذ موقف يحد من هذه الدعاوى التي تطالب بهدم الحضارة؟!

شارك