المحاصصة السياسية "ورقة التوت" الأمريكية الروسية لبقاء الأسد وداعش

الإثنين 18/أبريل/2016 - 12:06 م
طباعة المحاصصة السياسية
 
يبدو أن الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا يريدان أن يخفيا فشلهما الذريع في حل الأزمة السورية بمزيد من التعقيد والإفشال بحل وهمي يتمثل في محاصصة سياسية للمجتمع السوري، يتضمن بقاء الرئيس السوري بشار الأسد ليكون "ورقة التوت" الأخيرة لتغطية عورتهما في سوريا، فالاجتماعات التي تجري في جنيف بين ممثلي الرئيس الأميركي باراك أوباما ونظيره الروسي فلاديمير بوتين تُحضّر لخطة بديلة ولحل آخر يتم فرضه على الأطراف السورية عبر قرار من مجلس الأمن الدولي، تحت الفصل السابع في حال فشل المحادثات الحالية.
المحاصصة السياسية
الاجتماعات المكثفة بين واشنطن وموسكو لبحث الحلول الممكنة في حال تعثّر مفاوضات جنيف تؤكد أن الأطراف الدولية والأمم المتحدة أدركت عدم إمكانية تقريب وجهات النظر السورية، لدفع العملية السياسية وإيجاد حل سياسي، وزادت من ذلك عودة العمليات القتالية في الآونة الأخيرة وهو ما كشفته مصادر عن وجود طرحين للحل خلال الاجتماعات التي تجريها الولايات المتحدة وروسيا في جنيف، الأول يتم تداوله بقوة ويقوم على أساس المحاصصة السياسية لكل مكوّنات المجتمع السوري (أوسع من اتفاق الطائف الذي جرى في لبنان)، يتضمن بقاء بشار الأسد، أما الطرح الثاني فيدعو لتشكيل مجلس انتقالي يضم 8 شخصيات ليست من النظام أو من المعارضة ضمن مبدأ "التكنوقراط"، وهذا المجلس يقوم بقيادة المرحلة الانتقالية.
المحاصصة السياسية
هذا الطرح الروسي الأمريكي أدى إلى سيطرة حالة من التشاؤم في صفوف المعارضة، التي تعتقد أن الولايات المتحدة تسعى لتوريطها في الانخراط بشكل أكبر في المحادثات، حتى الوصول لصيغة تفاهم حول طرح النظام بتشكيل حكومة وحدة وطنية وبقاء الأسد، إذ حثّ السفير الأمريكي مايكل راتني المعارضة في جنيف على بحث الدستور في الجولة الحالية من المحادثات، وقدّم وفد المعارضة السورية مذكرة للمبعوث الدولي ستيفان دي ميستور خلال اللقاء بينهما الذي جري بينهما في جنيف، تتضمن جرائم الحرب التي ارتكبها النظام، وطالب بإحالة هذا الملف للمحكمة الجنائية الدولية، واعتبار الأسد مجرم حرب، كما ناقشت المعارضة وضع جدول زمني للدخول في محادثات مباشرة وتشكيل هيئة الحكم الانتقالية، ويعمل وفد المعارضة على إعداد ورقتين فيهما شرح مفصّل عن هيئة الحكم الانتقالية وعن المرحلة الانتقالية.
المحاصصة السياسية
 يذكر أن الولايات المتحدة وروسيا اتفقت على تحديد موعد زمني لقيام الأطراف المتنازعة في سوريا بكتابة مسودة دستور جديد للبلاد، وأكد جون كيري وزير الخارجية الأمريكي بأن المحادثات تواصلت لأربع ساعات في الكرملين مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وأنهما اتفقا على الضغط على الحكومة السورية والمتمردين لتسريع المفاوضات بشأن انتقال سياسي في سوريا واتفقنا على جدول زمني لتأسيس إطار عمل للانتقال السياسي، فضلًا عن مسودة دستور، ونهدف إلى أن ينجز كلاهما بحلول أغسطس، وأنهما اتفقا على أن الأسد "يجب أن يفعل الشيء الصحيح"، وأن ينخرط في مفاوضات السلام. 
وتدعم الولايات المتحدة مطالبة المعارضة بتنحي الرئيس الأسد، لكن روسيا، حليف الأسد، تقول إنه شأن يقرره السوريون فقط، وقال سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسي: "إن الولايات المتحدة وروسيا سيضغطان على الحكومة السورية والمعارضة لعقد "مفاوضات مباشرة" في جنيف تهدف إلى تكوين حكومة انتقالية".. إنهما سيسعيان إلى تعزيز وقف الأعمال العدائية الذي بدأ تطبيقه في 27 من فبراير.
المحاصصة السياسية
مما سبق نستطيع التأكيد على أن الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا يريدان أن يخفيا فشلهما الذريع في حل الأزمة السورية بمزيد من التعقيد والإفشال بحل وهمي يتمثل في محاصصة سياسية للمجتمع السوري، يتضمن بقاء الرئيس السورى بشار الأسد ليكون "ورقة التوت" الأخيرة لتغطية عورتهما في سوريا.

شارك