هل يخدم خرق "الهدنة" الهشة النظام السوري أم الجماعات المعارضة المسلحة؟

الإثنين 18/أبريل/2016 - 03:20 م
طباعة هل يخدم خرق الهدنة
 
شكلت الهدنة المؤقتة في سوريا والتي تمت في إطار وساطة دولية والتي تضمنت الأعمال العدائية تماشيًا مع قرار الأمم المتحدة 2254 ومواقف المجموعة الدولية لدعم سوريا، وهو الأمر الذي استثنى داعش وجبهة النصرة  منها، وشكل مساحة لالتقاط الأنفاس بين النظام والجماعات المسلحة، ولكن في الوقت نفسه سرعان ما بدأت هذه الهدنة في الانهيار عقب إعلان جماعات لمقاتلي المعارضة السورية بدء "معركة" جديدة ضد القوات الحكومية رداً على انتهاكات اتفاق هشّ لوقف العمليات القتالية مطبق منذ نهاية فبراير 2016م، وأنها سترد "بقوة" على وحدات الجيش السوري التي تطلق النار على المدنيين .
هل يخدم خرق الهدنة
وتشمل هذه الجماعات فصائل تقاتل تحت لواء الجيش السوري الحر وجماعة أحرار الشام؛ وذلك نظرًا للصعوبات التى واجهت وقف القتال، وعلى رأسها ما يلي: 
1- عدم وقف إطلاق النار بصورة متزامنة بين مختلف الأطراف في آن واحد.
2- عدم فك الحصار عن مختلف المناطق والمدن.
3- عدم تأمين وصول المساعدات الإنسانية للمحاصرين.
4-  عدم  إطلاق سراح المعتقلين، خاصة النساء والأطفال، وفق التزام الأمم المتحدة ومجموعة العمل الدولية. 
كما تعترض اتفاق الهدنة في سوريا، الذي تم الاتفاق عليه بين موسكو وواشنطن، تحديات عدة
 أولها: التحديد الجغرافي لأماكن تواجد تنظيم داعش وجبهة النصرة. وثانيها: آلية مراقبة عمليات وقف إطلاق النار والانتهاكات التي قد تحصل.
هل يخدم خرق الهدنة
بالإضافة إلى أن أماكن انتشار الفصائل السورية المختلفة على الأرض قد يشكل واحدًا من أهم التحديات، خصوصًا بسبب التداخل والتشابك في المواقع، ناهيك عن التحالفات القائمة بينها؛ حيث توزيع بعض الفصائل في سوريا كما يلي: 
1- في محافظة إدلب وريفها يسيطر ما يسمى بـ"جيش الفتح" على معظم مناطق المحافظة، وصولًا إلى الساحل السوري من خلال سيطرته على بلدة جورين القريبة من الساحل السوري في ريف حماة الشمالي.
 ويتألف جيش الفتح من 8 فصائل مسلحة هي: جبهة النصرة وأحرار الشام وجند الأقصى وجيش السنة وفيلق الشام وصقور الشام ولواء الحق وأجناد الشام، ويبلغ قوام الجيش ما يزيد على 20 ألف مقاتل، وهو مزود بأسلحة ثقيلة ومتوسطة وخفيفة.
وإلى جانب جيش الفتح، بفصائله الثمانية، هناك "الفرقة 13" بعديدها البالغ 2000 مقاتل، التي تتبع الجيش الحر، وتنتشر في جبل الزاوية ومعرة النعمان والساحل السوري وريف حلب.
2- في محافظة حلب، فتنتشر الجبهة الشامية وكتائب الصفوة ولواء السلطان مراد وعدد من الفصائل المحلية من أبناء مارع وأعزاز وتل رفعت وجميعهم يتبعون للجيش الحر، في ريف حلب الشمالي.
3-  في ريف حلب الجنوبي ومدينة حلب نفسها، فهناك وجود لحركة أحرار الشام وفيلق الشام، الذي يعد أقوى الفصائل في تلك المنطقة.
هل يخدم خرق الهدنة
وهناك تواجد محدود لجبهة النصرة في الريف الجنوبي في هذه المنطقة، أيضًا هناك توجد عدد من الفصائل الأخرى التي تقاتل تحت مسمى "غرفة عمليات جيش الفتح- حلب". ويصل إجمالي عدد أفراد هذه القوات العسكرية، التي تمتلك مختلف أنواع المعدات العسكرية، إلى أكثر من 10 آلاف مقاتل.
4- في  مدينة حلب توجد الجبهة الشامية و فيلق الشام وقوى أخرى محسوبة على الجيش الحر، من بينها جيش المجاهدين.
5- في الساحل السوري، وبخاصة جبل التركمان، فتنتشر الفرقة الساحلية الأولى، التابعة للجيش الحر، بالإضافة إلى ألوية الجبل الوسطاني وأحرار الشام ومجموعات كبيرة من جيش الفتح وجيش المهاجرين، ومجموعات تابعة للنصرة.
6- تنظيم داعش في سوريا، فينتشر تقريبا على طول نهر الفرات، ويسيطر على المثلث بين كوباني- عين العرب وتل رفعت والحدود التركية، كما يوجد في منطقة تدمر وبعض المواقع في ريف دمشق، بينما يتخذ التنظيم من مدينة الرقة معقلًا رئيسيًّا له.
هل يخدم خرق الهدنة
وعلى الرغم من أن الهدنة شملت مختلف الجماعات الجهادية، باستثناء «تنظيم داعش » و«جبهة النصرة» فقد استفاد «داعش» من الاتفاق الموقت لوقف إطلاق النار؛ حيث قامت عناصره بتفجيرات في منطقة السيدة زينب، جنوب دمشق، أودت بحياة 120 شخصاً بل واستفاد  الأسد بإصراره على استرجاع كل الأراضي السورية من العصابات المسلّحة في الوقت الذي أعلنت فيه الأمم المتحدة عن هشاشة الهدنة، ومن احتمال فشل اتفاق وقف الأعمال العدائية في سوريا؛ هذا كله لأن الميليشيات الصغيرة لم تُستَشَر، ولأن سلطتها محدودة وضعيفة، وفق معايير واشنطن وموسكو.
هل يخدم خرق الهدنة
مما سبق نستطيع التأكيد على أن جميع الأطراف كانت على استعداد لخرق الهدنة، رغم جهود الدول الكبرى التي ترى في عملية تسليم المساعدات الإنسانية مدخلاً لإبرام اتفاق واسع يشمل كل القوى المحلية والخارجية؛ لذلك من العسير بلوغ أبرز أهداف الولايات المتحدة وروسيا، أي إضعاف «داعش» وإسقاطه قبل أن تتفكّك سوريا، وتنسحب روسيا من أوحال المنطقة  ليبقى السؤال معلقًا: هل يخدم خرق "الهدنة" الهشة  النظام السوري، أم الجماعات المعارضة المسلحة؟ 

شارك