بطريرك القدس للاتين: "الفلسطينيون المسيحيون يحتاجون إلى تصاريح للصلاة في الأماكن المقدسة!!"

الثلاثاء 19/أبريل/2016 - 11:12 ص
طباعة بطريرك القدس للاتين:
 
يظن الكثيرون أن إسرائيل هي واحة الحرية والديمقراطية، خاصة للأقليات التي تعيش فيها، ولا يهتم الإعلام كثيرًا بإبراز واقعهم المرير وهجرتهم من الأراضي المقدسة التي نشأت المسيحية فيها.. من هنا تأتي أهمية المحاضرة التي ألقاها البطريرك فؤاد الطوال، بطريرك القدس للاتين، في الجامعة البابوية للصليب المقدّس في روما عن حالة مسيحيّي الأرض المقدسة والتحدّيات الصعبة التي تواجههم.
واستهل غبطته بالحديث عن الأصول التاريخية للجماعة المسيحية الأولى التي كونت كنيسة القدس. وأشار إلى أن المسيحيّين الأوائل تكلموا اللغة الآرامية ثم العربية على أثر الفتوحات العربية الإسلامية في القرن السابع الميلادي. وقد عرفت كنيسة القدس عدداً من أنظمة الحكم فكان هنالك العربي والصليبي والمملوكي والعثماني ثم الإنجليزي لتنتمي الأرض المقدسة اليوم إلى ثلاثة أنظمة حكم في فلسطين والأردن وإسرائيل. وتشكل هذه المناطق مع قبرص ما يعرف بـ"أبرشية القدس" التابعة للبطريركية اللاتينية.
ولفت غبطته إلى أن المسيحيين يشكلون أقلية عددية تصل نسبتها إلى 2% من السكان، مشيراً إلى انخفاض وجودهم في القدس إذ كانوا يشكلون ربع السكان عند قيام دولة إسرائيل عام 1948م ليشكلوا اليوم 1.97% من مجموع السكان. بالرغم من ذلك، أكد أن "المسيحيين، الذين يعيشون بين الأكثريتين اليهودية والإسلامية، مدعوون لأن يكونوا جسراً بينهما".
وأشار إلى التحديات العديدة التي تواجهها الجماعة المسيحية الناتجة عن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي والمتمثلة بالاحتلال العسكري والإذلال اليومي، بالإضافة إلى تصاعد العنف والتطرف الديني. ويتجلى هذا الصراع في "جدار الفصل العنصري الذي يبلغ ارتفاعه 8م ويمتد أكثر من 700 كم"، معبراً عن قلقه تجاه هجرة المسيحيين، خاصة شريحة الشباب والمتعلمين الذين يبحثون عن حياة ومستقبل أفضل.
وتحدّث البطريرك عن الاتفاق الذي عقد ما بين الكرسي الرسولي ودولة فلسطين في 26 يونيو 2016 والذي لاقى ترحيباً في الدول العربية والإسلامية. وأثار هذا الخبر تحفظ إسرائيل، خاصّة عندما تمّ استخدام مصطلح "دولة فلسطين" لأول مرّة في وثيقة فاتيكانية على هذا المستوى من الأهمية. ولاحظ "بالمقابل أصدرت إسرائيل أمراً ببناء جزء جديد من الجدار في وادي كريمزان". يذكر أن المحكمة العليا الإسرائيلية كانت قد أصدرت قراراً، في 2 أبريل 2015، بوقف بناء جدار الفصل العنصري لعدم وجود أي مبرر أمني له.
ورغم الاتفاق الذي وُقّع بين الكرسي الرسولي وإسرائيل عام 1993، توجد قيود على حرية الفلسطينيين المسيحيين في العبادة في الأماكن المقدسة، إذ هم بحاجة إلى تصاريح خاصة لذلك. وأشار البطريرك إلى الاقتطاعات في ميزانية المدارس المسيحية، وضرورة احترام الوضع الراهن في الأماكن المقدسة، وعدم معاقبة من قام بأعمال التطرف التي مست بكنيسة تكثير الخبر والسمك ومقبرة بيت جمال ورقاد العذراء. وخلص البطريرك الطوال إلى القول: "إن للأرض المقدسة دعوة عالمية، وإن المسيحيين الذين يعيشون فيها هم شهود لتاريخ الخلاص، ويمثلون جسراً بين الشرق والغرب".

شارك