مخيم اليرموك.. بين دموية "داعش" وإرهاب "جبهة النصرة"

الأربعاء 20/أبريل/2016 - 03:53 م
طباعة مخيم اليرموك.. بين
 
في ظل حالات الانتهاكات والإرهاب الذى يقوم بها تنظيم داعش الإرهابي في مخيم اليرموك جنوبي دمشق، وقعت اشتباكات مساء أمس الثلاثاء 19 أبريل 2016، بين تنظيم "داعش" من جهة و"جبهة النصرة" فرع تنظيم "القاعدة" في بلاد الشام وحركة أبناء اليرموك المعروفة باسم "كتائب البراق" من جهة أخرى.
مخيم اليرموك.. بين
ووسط حالة من الإرهاب التي يعيشها أبناء المخيم، ما بين استمرار سيطرة "داعش" و"النصرة" واستمرار الاشتباكات وأعمال القصف والقنص على المدنيين ومنازلهم.
ويعاني مخيم اليرموك جنوبي العاصمة دمشق أوضاع مأساوية منذ دخول "داعش" منذ ما يقرب من أسبوعين حيث لم تهدأ الاشتباكات بين الأطراف المتنازعة إضافة لفرضه حظر تجول، حيث تحولت حياتهم إلى جحيم وانشغال يومي بتأمين المياه، وأجبر بعضهم على التعايش مع الواقع.
ويتواجد داخل مخيم اليرموك نحو 6 الاف فلسطيني من أصل 160 الف غادر بعضهم إلى المدن السورية والبعض الأخر الى بعض الدول العربية وأوروبا.
من جانبه حاول تنظيم "داعش" التقدم في المناطق الخاضعة لسيطرة "جبهة النصرة" ما أدى إلى تجدد الاشتباكات التي تركزت على الجهة الشمالية الشرقية للمخيم، وعلى محاور الجاعونة وشارع الــ 15 غربي المخيم، خلفت ستة قتلى من المهاجمين وثمانية جرحى من المدافعين، وبحسب ما أفاد به مصدر أهلي  من الحي، فقد سيطرة مسلحي التنظيم على مناطق جديدة في مخيم اليرموك، مشيرًا إلي أنه تم  تشكيل وفد مدني من أهالي مخيم اليرموك أملاً في إصلاح الأوضاع والدفع بالأطراف المتنازعة للتوقيع على هدنة لإنهاء الاشتباكات الدائرة من أجل تحسين الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعاني منها الأهالي هناك.
مخيم اليرموك.. بين
وكان تنظيم "داعش" حمل  رسالة لـ"جبهة النصرة" عبر الوفد المدني الذي توسط لإقامة هدنة يومية تستطيع العائلات العالقة في مناطق الاشتباكات من خلالها التزود بالغذاء والماء، تضمنت عرضاً لـ"جبهة النصرة" يقتضي انسحاب مسلحي "النصرة" من محيط مسبح الباسل شرق المخيم، ومن الجزء الأخير من شارع الجاعونة ونهاية شارع حيفا نحو منطقة محيط محكمة اليرموك شمال غرب المخيم، مقابل انسحاب "داعش" من محيط منطقة الفرن الاحتياطي ومدرسة الطابغة وسط منطقة غرب المخيم.
ويستخدم داعش وجبهة النصرة، أساليب دموية، في المعارك الدائرة هناك، ما بين قطع الرؤوس، والاغتصاب، والإعدام بالرصاص، والتعذيب، خلال الصراع الدائر بينهم للسيطرة على مخيم اليرموك بدمشق.
وأكد السفير أنور عبد الهادي مدير الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية في سوريا لوكالة معا تواصل الاشتباكات بين الفيصلين المتشددين داعش والنصرة للسيطرة على مخيم اليرموك، كاشفا ان داعش بات يسيطر على اغلب مناطق المخيم بنسبة تصل لـ 70%، قائلا: إن الاشتباكات تجري بشكل يومي والوضع صعب جداً داخل المخيم، وسكانه من الفلسطينيين هم وحدهم من يدفعون الثمن غاليا، لا يستطيعون الخروج من منازلهم نتيجة شدة اطلاق النار.
وقال إن النصرة هي التي سمحت لداعش بدخول مخيم اليرموك لكن قبل أيام انقلب تنظيم داعش على النصرة واندلعت اشتباكات عنيفة تمكن خلالها التنظيم من فرض قواته على الارض والسيطرة على مساحة كبيرة من مناطق النصرة ولم يتبقى للاخيرة سوى اماكن صغيرة جدا، مشيرًا إلي أن داعش يمارس داخل المخيم نفس الاساليب التي استخدمها في سوريا من قطع رؤوس واغتصاب للنسوة وشبح لاجبار السكان على التقيد بالمبادئ الدينية المتطرفة التي يفرضها.
وأوضح أن نحو 5 فلسطينيين بينهم طفلان استشهدوا خلال الاشتباكات الدائرة منذ نحو اسبوعين، لكنه قال ان داعش دفن نحو 20 شخصا بعد قطع رؤوسهم ولم تعرف هويتهم حتى اللحظة اذا كانوا فلسطينيين أم لا.
مخيم اليرموك.. بين
ويقول إن سبب انقلاب داعش على النصرة، يعود إلي الهزائم التي لحقت بالتنظيم في مدينة تدمر وبقية المناطق ما دفعه للتصعيد لإثبات حضوره في سوريا، مؤكدًا ان منظمة التحرير تسعى بكل جهد لتأمين حياة الفلسطينيين داخل المخيم لكن بدون تدخل عسكري.
وكانت بوابة الحركات الإسلامية ذكرت في تقرير لها أنه منذ انطلاق الأحداث في سوريا في عام 2011 شكلت عدة فصائل فلسطينية تابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية في المخيم لجانا شعبية لإدارته، إلا أنه سرعان ما انتقلت السيطرة إلى أيدي عناصر من تنظيمات إسلامية متشددة، مثل "جبهة النصرة" وغيرها، التي اشتبكت مع القوات السورية وعناصر من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، القيادة العامة الموالية للنظام في المخيم؛ الأمر الذي أدى إلى نزوح الآلاف من سكانه، ومقتل المئات نتيجة للقصف والحصار والجوع،، لم يبقي في المخيم  حاليًا سو نحو ستة آلاف مدني، ويبلغ عدد عناصر تنظيم داعش فيه نحو ثلاثة آلاف يتوزعون في المخيم وفي حي الحجر الأسود المجاور له، في حين يبلغ عدد مسلحي تنظيم "النصرة" نحو 300 عنصر.
ولفتت إلي أن  تنظيمي "داعش" و"النصرة"  كانا يسيطران على نحو 70 %من مخيم اليرموك، فيما كانت تسيطر الفصائل الفلسطينية وقوات الأمن السوري على شمال المخيم.
ويواصل تنظيم داعش الإرهابي مساعيه من أجل بسط سيطرته ونفوذه علي مخيم اليرموك، حيث يقرب من العاصمة دمشق والتي فشلت الفصائل المسلحة المعارضة والجماعات المسلحة الأخرى كجبهة النصرة في فرض سيطرتها على المخيم، ويعتبر استيلاء تنظيم داعش على المخيم الخطوة الأكثر خطورة على أمن دمشق، باعتبار أن اليرموك أقرب نقطة للعاصمة السورية.

شارك