حلفاء الأمس ينقلبون على الجماعة

السبت 23/أبريل/2016 - 01:17 م
طباعة حلفاء الأمس ينقلبون
 
كان يوم 11 فبراير 2011، يومًا فارقًا في تاريخ حركات الإسلام السياسي فقد سقط حسني مبارك، والحزب الوطني بما يشكله من قوة في الشارع السياسي المصري، وتوهم البعض سقوط النظام، خاصة تلك الحركات الإسلامية، فما إن أعلن عن تنحي مبارك إلا وهرولت تلك الجماعات للم شمل بعضها البعض، مكونين تحالفات انتخابية، وكان أبرزهم تحالف جماعة الإخوان مع معظم فصائل تيار الإسلام السياسي، مما جعل هذا التحالف يحقق أغلبية في برلمان 2012، وجاء برئيس ينتمي إلى هذا التيار وما إن قام الشعب المصري مطالبًا برحيل هذا الرئيس والتيار الذي يمثله، حتى تغير لون التحالف وأصبح أكثر شراسة وعنفًا وتطرفًا، وأطلق على نفسه تحالف دعم الشرعية، خاصة بعد فض اعتصام رابعة أغسطس 2013.
وكان مجدي حسين وعاصم عبد الماجد وغيرهما في هذا التحالف يدعون الى العنف والتطرف تجاه الدولة ودفاعًا عن جماعة الإخوان المسلمين، وبعد وقت ليس بالقليل بدأت تدب الخلافات في قلب هذا التحالف، وبدأت الانقلابات على الجماعة ووصل الأمر الآن إلى شن هجوم من معظم فصائل هذا التحالف على جماعة الإخوان المسلمين، هل تبين لهم أخيرًا إن الجماعة كانت تراوغهم، وكانت تستغلهم لتحقيق مصالح شخصية، وأهداف خاصة بالجماعة، وليست خاصة بالأمة المصرية أو بتلك الحركات؟
رئيس حزب الاستقلال،
رئيس حزب الاستقلال، مجدي حسين
ومؤخرًا كشفت مصادر بجماعة الإخوان الإرهابية عن حالة من الغضب الشديد بين قيادات الجماعة تجاه رئيس حزب الاستقلال، مجدي حسين، المسجون حاليًا على ذمة عدة قضايا خاصة بدعم الجماعة والرئيس المعزول محمد مرسي؛ وذلك بسبب الهجوم الشرس الذي شنه على الجماعة من محبسه بسبب الزيارات واللقاءات المستمرة التي تعقدها بالخارج مع أعضاء الكونجرس الأمريكى، وعدد من صُناع القرار في البيت الأبيض، متهمًا القيادات الإخوانية بالعمالة للأمريكان، وتعمد تشويه الإسلاميين في مصر من خلال إظهار قربهم الشديد من أمريكا، وعملهم وفقًا للمخطط والأجندات الأمريكية.
وتلك المصادر أكدت أن «حسين» لم يكتف فقط بالهجوم على قيادات الإخوان فحسب، بل قام بتوزيع استمارات عضوية لحزبه الاستقلال على شباب الجماعة، وطالبهم بالانضمام للحزب مع الاحتفاظ بعضويتهم في الإخوان، واستجاب له عدد من شباب الجماعة، وأعلنوا الانضمام للحزب، ونشروا بيانًا على موقع «الشعب» الذراع الإعلامية لحزب الاستقلال، بدون الكشف عن أسمائهم، خوفًا من قطع الدعم المالي الشهري الذي تحصل عليه أسرهم من الجماعة.
وبحسب المصادر فإن عددًا آخر من شباب الجماعة انضموا لحزب الاستقلال دون إصدار بيانات بذلك، وهو ما أثار استياء وغضب قيادات الإخوان في السجون وخارجها من أفعال رئيس حزب الاستقلال، موجهين له عدة رسائل تطالبه بالتوقف عن انتقاد الجماعة.
وعلى نفس الصعيد فتحت قيادات الجماعة الإسلامية، النار على جماعة الإخوان خلال الساعات الماضية، منتقدة الثقة الزائدة لأعضاء الجماعة في قياداتها، واتهمتها ببث شائعات من وقت لآخر. 
الشيخ أسامة حافظ،
الشيخ أسامة حافظ، أمير الجماعة الإسلامية
الشيخ أسامة حافظ، أمير الجماعة الإسلامية ورئيس مجلس شورى الجماعة، هاجم تنظيم الإخوان- دون ذكره بالاسم- لبثها شائعات من وقت لآخر. وقال حافظ، في كلمة على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" حملت عنوان "المبادئ لا تتجزأ": "منذ بضعة أشهر نشر البعض أن وباء الملاريا يكتسح سجن العقرب، وأن أبناءنا هناك يتساقطون بسبب الوباء وسوء الرعاية الطبية وعدم وجود الدواء، وفزع أهالي السجناء الغلابة بشراء العشرات من جرعات الدواء التي تبلغ ثمن الواحدة منها 600 جنيه". وأضاف: "نفس ما حدث إذ أصدرت إدارة السجون قرارًا بمنع الزيارات هناك حتى تنتهى أزمة 25 أبريل لتشيع إشاعة مماثلة بأن ثمة تسممًا من جراء طعام الكانتين يجتاح النزلاء؛ مما سبب خوفًا وجزعًا بين أهالينا هناك وهو في الحقيقة خبر كاذب، والهدف الشرعي لا يدرك إلا بوسائل شرعية". وتابع حافظ: "مظاهرة من إمبابة وأخرى من مسجد مصطفى محمود والثالثة من مسجد الاستقامة كلهم تعرضوا للفض في الدقائق الأولى، أما المظاهرة الوحيدة فكانت من السيدة زينب وعابدين، حيث تُرِكَت حتى وصلت لمكان النقابة وهي تهتف هتافاتها الصاخبة، ووقف زعيمها هناك يخطب حوالي النصف ساعة، ثم خاطب قائد القوة الشرطية التي تؤمن المكان ليفتح ممرًا آمنًا ينصرف منه المتظاهرون، ففعل وانصرف هو ومن معه، ولما تلكأ البعض تم فضهم بالقوة وقُبِضَ على بعضهم، وأفرج عن أكثرهم بعد توجيه النصيحة لهم وسيق الذين ليس لهم ظهر للنيابة". فيما أكد عاصم عبد الماجد، القيادي بالجماعة الإسلامية، أن جماعة الإخوان غير قادرة على قيادة التيار الإسلامي في الوقت الحالي، مطالبًا إياهم بسرعة الابتعاد عن المشهد السياسي.
عاصم عبد الماجد
عاصم عبد الماجد
ووجه عاصم عبد الماجد رسالته لجماعة الإخوان، عبر صفحته على "فيس بوك": "إن كنت غير مستعد لذلك وكان ولاؤك التنظيمي أعلى من ولائك لأمتك وللجماهير التي فوضتك، فابتعد بسرعة عن موقع القيادة". وقال عاصم عبد الماجد: "إن جزءًا كبيرًا من مشكلات الإخوان الداخلية والخارجية يرجع إلى الركن العاشر من أركان البيعة عندهم وهو الثقة". مضيفًا أن "هذا الركن ليس له أصل من كتاب أو سُنَّة؛ لذا لم يجد حسن البنا ما يستدل به عليه سوى آية قيلت في رسول الله حصرًا، ولا يصح مطلقًا صرفها إلى غيره". وتابع: "وهكذا غلا الإخوان وبالغوا فى هذه الثقة المفترضة في مختلف مستوياتهم القيادية، فاستكانوا إلى تفسير قياداتهم السطحى الخاطئ للظواهر والأحداث، وتوهموا أن عندهم الخطط الناجحة، والبدائل الصالحة للتعامل مع تحديات الحكم والوفاء بمقتضيات الثورة، وأشاعوا ذلك في الأمة التي انتخبتهم حتى وقعت الكوارث وتتابعت، ولا زالت دون أن يجد أحد عند هؤلاء المنتخبين جوابًا لمئات الأسئلة التي لا زالت عالقة ولا خطط للتعامل مع التحديات التي ما زالت قائمة". 
اتهم سيد فرج، عضو
اتهم سيد فرج، عضو الهيئة العليا لحزب البناء والتنمية
فيما اتهم سيد فرج، عضو الهيئة العليا لحزب البناء والتنمية- الذراع السياسية للجماعة الإسلامية- جماعةَ الإخوان بأنها تدعو للكراهية وتفقد ميزة الحوار، وتسعى كى يجعل التيار الإسلامي ييأس من فكره. وقال فرج عبر صفحته على "فيس بوك": "نواجه ظلمًا من الإخوان المسلمين وأتباعهم ومتعصبيهم، وظلمًا من بعض الإسلاميين مشايخ سلفيين أو غيرهم، هذه الأحداث بالنسبة لنا أبناء الحزب ولكل مريد للإنصاف والحق يجب ألا تمر عليه دون الاستفادة منها". 
خالد الزعفراني، الخبير في شئون الحركات الإسلامية، قال: "إن سياسة الإخوان خلال الفترة الأخيرة ضد حلفائهم أثارت غضب الجماعة الإسلامية، خاصة أن التنظيم لم يعد يهتم سوى بشئونه فقط". وأضاف الزعفراني أن الانتقادات التي تصدر من الجماعة الإسلامية وقياداتها تمهد للانسحاب من تحالف دعم الإخوان خلال المرحلة المُقْبِلَة.
فمن ذا الذي يبقى في تحالف يدعم الإخوان بعد هذا الهجوم من أهم أعضاء هذا التحالف؟ وهل سوف تعلن الجماعة موتها الرسمي عن قريب بعد موتها السريري خلال الفترة الماضية؟ هذا ما سوف نشهده خلال الأيام المقبلة.

شارك