بعد انسحاب التنظيم من "درنة".. "داعش" ينحني أمام القاعدة في ليبيا

السبت 23/أبريل/2016 - 01:29 م
طباعة 	بعد انسحاب التنظيم
 
مع حالة الفوضى التي تشهدها ليبيا الآن، لا زالت التنظيمات الإرهابية تتصارع للسيطرة على العديد من المدن الليبية االتي تشهد فوضى وعدم استقرار؛ حيث يتصارع كل من تنظيم داعش الإرهابي ومجلس شورى مجاهدي درنة المرتبط بتنظيم القاعدة، على أسبقية البقاء في المدن الليبية، وأعلن مجلس شورى مجاهدي درنة المرتبط بتنظيم القاعدة، طرد مسلحي جماعة "داعش" الارهابية من مدينة درنة شرقي ليبيا.
	بعد انسحاب التنظيم
وقال المتحدث باسم المجلس حافظ الضبع: "إن مسلحي داعش غادروا درنة جميعًا، ولم يعد لهم وجود هنا، ويضم المجلس مجموعة من المسلحين المحليين"، مضيفًا أن "سجن المدينة الذي كان يضم أشخاصًا يشتبه في انتمائهم لتنظيم داعش تعرض للقصف، وأن بعض النزلاء تمكنوا من الهرب قبل أن يُقبض عليهم لاحقًا".
ومنذ ظهور تنظيم داعش في ليبيا والاشتباكات تدور في المدن الليبية لنزاع الطرفين على السيطرة في البلاد.
ويرى مراقبون أن انسحاب داعش من درنة سيعطي الفرصة أمام تنظيم القاعدة للسيطرة منفردًا على المدينة، وهو ما حدث بالفعل؛ حيث سيطرت وكتيبة أبوسليم القريبة من تنظيم القاعدة، على جميع مداخل ومخارج مدينة درنة الليبية ودفعوا بأعداد من الدبابات وعربات الدفع الرباعي المحملة بالأسلحة على جميع المداخل لمنع تنظيم "داعش" من دخولها مجددًا.
ونشر المجلس مقطع فيديو، يوثق سيطرته على المدينة، خاصة منطقة محور جامعة الفاتح و"حي الـ٤٠٠" أظهر تقدم القوات وفرار عناصر داعش، وهدد مجاهدو درنة بتتبع التنظيم الإرهابي حتى مدينة سرت، كما نشر صورًا لـ١٣ قتيلًا، وعشرات المصابين من المدنيين، مؤكدين أنهم ضحية الألغام التي زرعها داعش حول المدينة قبل هروبه.
وحذر المجلس أعضاءه من السير في مناطق مجهولة حول المدينة، والابتعاد عن الأماكن التي سيطر عليها "داعش" خشية أن تكون مفخخة.
فيما حذر مواطنون في درنة وسرت، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، من سيطرة كتيبة شهداء أبو سليم، ومجلس شورى درنة، على المدينة، وقالوا في رسالة لهم: "إلى إخوتنا في درنة لا فرق بين أتباع الظواهري وأتباع البغدادي، ونحن في سرت نعاني من أبناء مدينتنا الذين كانوا يدعون أنهم أنصار الشريعة".
وانتشرت منذ الأسبوع الماضي صور تُظهر سكانا بالمدينة الساحلية وهم يحتفلون، وقال أحد سكان المدينة: "الأمور هادئة، والحياة تبدو طبيعية. المشكلة الحقيقية الوحيدة هي أنه لا توجد نقود في البنوك".
	بعد انسحاب التنظيم
ويقاتل مجلس شورى المجاهدين منذ أول أمس تنظيم داعش، كما كانت هناك بعض الضربات الجوية في المدينة، وشهدت درنة نزاعا بين 3 أطراف، هي "داعش" ومجلس شورى المجاهدين وقوات موالية للحكومة الموجودة في شرق ليبيا.
وتغرق ليبيا في فوضى عارمة منذ ما يقارب الـ5 سنوات في 2011 في أعقاب سقوط معمر القذافي؛ حيت تتنافس حكومتان وبرلمانان، إحداهما معترف به دوليًا والآخر محسوب على جماعة الإخوان المسلمين.
وفي الفترة الأخيرة، انبثقت حكومة الوفاق الوطني بدعم أممي التي من المفترض أن تنقذ البلاد من كبوتها؛ حيث توسطت منظمة الأمم المتحدة في تشكيلها، ولكنها تواجه صعوبات كثيرة في ظل عدم منحها الثقة من جانب الحكومة المعترف بها دوليًا في طبرق، وكذلك الحكومة الموازية المحسوبة على جماعة الإخوان في طرابلس والتي ترفض التنازل عن السلطة.
وكان اشتد القصف الذي تقوم به طائرات موالية لبرلمان طبرق المعترف به دوليًا، إذ نسب كل طرف انسحاب مقاتلي "داعش" إليه، وحسب ما أعلنه مجلس شورى مجاهدي درنة، الموالي لتنظيم القاعدة، فإن مقاتلي داعش فروا إلى الجنوب من المدينة بعد المعارك الدامية وانسحبوا من آخر معاقلهم الرئيسية في المدينة، الموجود في حي الفتائح، في وقت زادت فيه طائرات موالية لحكومة الشرق الليبي من قصفها ضد التنظيمين معًا.
واستهدف القصف مقاتلين في مجلس شورى درنة بحي السيدة خديجة، وسِجنا كان يحتمي فيه موالون لتنظيم "داعش"، في وقت نشر فيه بعض سكان المدينة صورًا لهم وهم يحتفلون بتراجع تنظيم "داعش".
ونقلت مصادر مقربة، خبر مقتل عدد من مسلحي تنظيم ‫داعش في اشتباكات مع قوات الجيش، في منطقة المخيلي جنوبي مدينة درنة؛ حيث نقلت جثث القتلى إلى مستشفى الهريش بدرنة بغرض التعرف عليها، في وقت أكد شهود عيان مقتل قياديين بارزين من التنظيم في الاشتباكات؛ هما أبو عبيدة السنغالي وأبو عبدالرحمن النيجيري.‬‬
	بعد انسحاب التنظيم
وأشارت ذات المصادر إلى أن كتيبة 102 مرتوبة والقاطع الحدودي الأول أم الرزم تمكنت من دحر تنظيم داعش، بعد تسلل سياراتهم من المخيلي، لافتة إلى أن سرية شارع اسطنبول المقاتلة التابعة للكتيبة 152، تحركت لمطاردة فلول داعش الفارين من درنة، بحسب تلك المصادر.
من جانب آخر أكد مصدر طبي في مستشفى الهريش بمدينة درنة، تسلم جثامين 13 قتيلًا من شباب مدينة درنة، موضحًا أن ألغامًا ومفخخات انفجرت عندما كان هؤلاء الشباب يحاولون إزالتها؛ حيث تركها تنظيم داعش مزروعة في حي الـ 400 ومرتفعات الفتايح الزراعية التي انسحب منها.
ووفق المصادر فإن الأهالي هللوا فرحين، بعد انسحاب مقاتلي تنظيم داعش، الأربعاء الماضي، بشكل مفاجئ من منطقتي الفتايح وحي 400 اللتين كانت عناصره تتمركز فيهما.
وأصدر مجلس النواب في طبرق بيانًا بارك فيه انتصار القوات المسلحة، مشيدًا بالمجهودات المبذولة من أهالي المدينة وشبابها في إنهاء حقبة سوداء مرت على المدينة وأهلها، داعيًا أهالي المدينة إلى "العمل الجاد من أجل إعادة بناء مؤسساتها المدنية والأمنية، لا سيما مؤستتي الجيش والشرطة".
من جانبها، طالبت غرفة عمليات عمر المختار المواطنين بالخروج من منطقة الفتايح فورًا، وعدم الدخول إليها إلا بعد إعلانها منطقة محررة، قائلة: "إن منطقة الفتايح عسكرية، وتخضع لقوانين الطوارئ، وفقًا لوكالة الأنباء الليبية".
وكانت القوات الموالية لبرلمان طبرق قد قادت منذ مدة قصفًا متواصلًا ضد تنظيم "داعش" والتنظيم المرتبط بالقاعدة، كما تتقدم في مدينة بنغازي التي تشهد مواجهات مستمرة بين الميليشيات والجماعات المتطرفة، في وقت لا يزال فيه "داعش" يحكم قبضته على مدن ليبية، أهمها أحد أكبر المدن الليبية، مدينة سرت.

شارك