هل يُشكِل سقوط "الإخوان" فى مصر بداية لانهيار فروعها في المغرب العربي؟

السبت 23/أبريل/2016 - 08:48 م
طباعة هل يُشكِل  سقوط
 
مما لاشك فيه أن سقوط  جماعة الإخوان المسلمين فى مصر سيكون له أثر قوي حجم ومشاركة الإخوان فى باقى الدول العربية والإسلامية بل وقد يؤدي إلى خلافات بينهم، وهو الأمر الذي يحدث حاليًا، فالجماعات والأحزاب المرتبطة بالإخوان المسلمين  تعيش الآن على واقع  من التنافر والتناقض  فى المصالح وتحديدًا  في دول المغرب العربي، وفشلت في الاتفاق على الحد الأدنى المشترك.

هل يُشكِل  سقوط
وتلقى حزب الإخوان الأول في الجزائر حركة مجتمع السلم (حمس) ضربة قوية، بعد توقيف الأمن الجزائري للقيادي السابق ورجل الأعمال جعفر شلي في مطار الجزائر يوم  الخميس 21-4-2016م ، قبل سفره إلى تركيا وهو الأمر الذى سيفاقم من متاعب (حمس) خاصة أن الرجل كان من ممولي الحزب، وأحد المقربين من رئيسه الحالي عبدالرزاق مقري، الذي يحاول نفخ رماد إخوان المغرب العربي، بدعوة أحزابها إلى الملتقى المغاربي للأحزاب الوسطية في المنطقة.
ويحاول إخوان الجزائر لعب دور القيادة على مستوى التنظيمات الإخوانية في شمال إفريقيا، خاصة في ظل الأزمة التي يعيشها إخوان مصر، لكن إخوان تونس والمغرب يرفضون الاستجابة لهذا المسعى وهو ما أدى إلى غياب الرجلين البارزين في حزبي الإخوان المسلمين في تونس والمغرب، راشد الغنوشي وعبدالإله بن كيران، عن الملتقى المغاربي للأحزاب الوسطية، المنظم في الجزائر من حركة مجتمع السلم. 

هل يُشكِل  سقوط
وأكد صابر بليدي الكاتب الصحفي أن جعفر شلي، واحد من رموز الحركة الإخوانية في الجزائر، ومن الممولين البارزين لحركة حمس، خاصة في السنوات الأخيرة، لما تحولت الحركة من قيادة أبوجرة سلطاني إلى عبدالرزاق مقري، ومن الائتلاف الداعم للرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، إلى أحد أقطاب المعارضة والفاعلين في تنسيقية الحريات والانتقال الديمقراطي، المعارض للسلطة منذ إطلاقه في 2014م  وأنه تحت شعارات "الوسطية والاعتدال في المنطقة"، وجهت حركة حمس الدعوة إلى الأحزاب الإخوانية في دول المغرب العربي، من أجل نفخ رماد المشروع الإخواني في المنطقة، بعد تبدد أحلام الربيع العربي في تسليم السلطة إلى رموز التيار، إلا أن غياب قيادات بارزة في التيار، كراشد الغنوشي وعبدالإله بن كيران، واكتفاء حزبيهما بإيفاد ممثلين عنهما، أفقد ملتقى حمس الأضواء المأمولة.
 تابع وإذا كان غياب بن كيران مبررًا، بالنظر إلى حالة الفتور السائدة بين الجزائر والمغرب، ومنصبه الرسمي على رأس الحكومة المغربية، فإن مصادر متابعة لشؤون الإسلاميين، أرجعت غياب الغنوشي، إلى رغبة الرجل في عدم إزعاج أصدقائه في هرم السلطة الجزائرية، وتفادي أي عتب عن حضور قد يؤول على أنه تفعيل للمعارضة السياسية والإسلاميين من الأراضي الجزائرية ولعبه على الحبلين.

هل يُشكِل  سقوط
و أشار إلى أنه شكلت حالة الموت السريري لتكتل الاتحاد المغاربي، زاوية المداخلات التي ألقاها ممثلو تيار الإخوان في تونس، ليبيا، المغرب وموريتانيا وهو ما دفع رئيس حمس الجزائرية عبدالرزاق مقري إلى القول بأن  "الحركة الإسلامية بمختلف أطيافها لها القدرة على بلورة نظريات جديدة لتحقيق حلم وحدة المغرب العربي" دون أن يشير إلى إخفاقات تيار الإسلام السياسي في المنطقة، والمعارضة التي يلقاها من فعاليات عريضة،  متابعا "إن الحركات السياسية ذات المرجعية الإسلامية، تتحمل مسؤولية كبيرة في التقريب بين بلدان المغرب العربي بسبب نزعتها الوحدوية الشرعية الأصلية".
  هذا ويعاني حزب العدالة والتنمية المغربي الإخوانى والقائد للائتلاف الحكومي فى المغرب  من الخلافات الداخلية  حيث  أفادت مصادر بأن الحزب حدّد تاريخ 28 مايو المقبل موعدًا لعقد مؤتمر استثنائي الهدف منه التمديد لأمينه العام الحالي عبدالإله بن كيرا بالإضافة إلى عقد مؤتمر عادي لتغيير النظام الأساسي وانتخاب قيادة جديدة، قبل الانتخابات التشريعية المقررة في أكتوبر  2016م ، للتجديد لأعضاء الأمانة العامة وتمديد ولاية بن كيران من أربع سنوات إلى خمس سنوات.

هل يُشكِل  سقوط
ونفى عبد الحق العربي رئيس اللجنة المركزية للانتخابات لحزب العدالة والتنمية أن يكون الهدف من عقد مؤتمر استثنائي هو التمديد لأمينه العام الحالي أن الحديث عن ولاية ثالثة لبن كيران على رأس الحزب هو “مجرد إشاعات".
ومن جانبه، قال عبدالسلام بلاجي، النائب البرلماني والقيادي في حزب العدالة والتنمية، في تصريح سابق لموقع "اليوم 24" إن "التمديد لبن كيران ولاية ثالثة مستحيل، وإذا حدث فإنه سيقضي على مصداقية الحزب"،  وهناك من القيادات من يدعم بقاء بن كيران لولاية ثالثة، وهو أمر مُنافٍ لقواعد الديمقراطية والتداول على منصب الأمانة العامة".
وكان قادة العدالة والتنمية قد أجمعوا على تأجيل المؤتمر الوطني الثامن إلى ما بعد الانتخابات التشريعية والتركيز على برنامج الحملة الانتخابية،  خاصّة وأنه مع إجراء المؤتمر الوطني سيضطر الحزب إلى تغيير قيادته الحالية وهياكله الجهوية والمحلية ممّا قد ينعكس سلبا على الترشيحات الانتخابية.
 مما سبق نستطيع التأكيد على أن أن  سقوط  جماعة الإخوان المسلمين فى مصر  كان له أثر قوي  على الإخوان فى باقى الدول العربية والإسلامية   واصبحت الجماعات والأحزاب المرتبطة بالإخوان المسلمين  تعيش الآن على واقع  من التنافر والتناقض  فى المصالح وتحديدًا في دول المغرب العربي.


شارك