بعد انسحابه من عدة مدن.. "داعش" يلفظ أنفاسه الأخيرة في ليبيا

الأحد 24/أبريل/2016 - 02:53 م
طباعة بعد انسحابه من عدة
 
يبدو أن تنظيم داعش الإرهابي بدأ يلفظ أنفاسه الأخيرة في ليبيا، بعد انسحابه من بعض المدن وبالأخص مدينة درنة، الأمر الذي أثار استغراب البعض عن ما يلوح لفكر التنظيم الإرهابي في الفترة المقبلة، فمنهم من قال: "إن داعش قد يخطط لعملية خطيرة في المرحلة المقبلة ولديه استراتيجية تستدعي انسحابه من تلك المدن"، ومنهم يرى أن خسائر التنظيم التي تكبدها في المرحلة الماضية جعلته غير قادر على الاستمرار.
بعد انسحابه من عدة
ومن جانبه كشف أكرم بوحليقة، الناطق باسم غرفة عمليات إجدابيا، في تصريحات تلفزيونية أمس السبت عن الأسباب الحقيقية أسباب انسحاب تنظيم "داعش" الإرهابي المفاجئ من درنة وبنغازي، مؤكداً أن التنظيم الإرهابي تكبد خسائر كبيرة في درنة وبنغازي والواحات وتأكد من هزيمته؛ لهذا تم توجيه عناصره لكيلا يفتحوا أكثر من جبهة، مؤكدًا أن داعش أعلن النفير وأمر قواته بالانسحاب من مدينة درنة وبنغازي للرجوع إلى مدينة سرت؛ لأن حربهم خاسرة في تلك المناطق.
بوحليقة، أكد أن فلول التنظيم الإرهابي التي تحركت من درنة كانت مكونة من 45 آلية، ونجح سلاح الجو والقوات المسلحة في تدمير 15 آلية منها في وادي علي، وفي هذه اللحظة استشهد البطل محمد رزق، آمر سرايا الجبل الأخضر شرق مدينة إجدابيا.
وأشار إلي أنه يجب إعلان النفير العام في منطقة درنة حتى القضاء على الجماعات الإرهابية، مشيرًا إلى أن مجموعات داعش التي تحركت من درنة كانت متجهة إلى منطقة سرت، إمارة تنظيم "داعش" الإرهابي.
وجاء الانسحاب بعد وقوع اشتباكات عنيفة بين حرس المنشآت النفطية في المنطقة الوسطى بمنطقة العرقوب، غربي مدينة إجدابيا، مع عناصر تابعة للتنظيم أثناء انسحابها إلى سرت.
وكان تنظيم "داعش" قد انسحب، الأربعاء الماضي، من مرتفعات الفتائح بالقرب من درنة وحي الـ400 بعد سيطرته على تلك المناطق منذ عدة أشهر. 
من جانبه أكد الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، خلال زيارته أمس إلى لندن، أن بلاده لن تدخر جهدًا برفقة بريطانيا من أجل ضمان نجاح حكومة الوفاق الليبي، مضيفًا أن البلدين، مع الشركاء، سيسعون إلى اتخاذ ما يلزم من إجراءات لمنع إقامة تنظيم "داعش" لمعقل جديد بالأراضي الليبية، بحسب ما نقلته صحيفة "فاينانشال تايمز".
ونقلت الصحيفة أن أوباما صرح بأنه بحث الوضع في طرابلس مع رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، وذلك خلال مباحثات ثنائية بلندن.
وقال أوباما إن بلاده وبريطانيا وباقي الحلفاء على أهبة الاستعداد لمساعدة ليبيا في تأمين حدودها، وطرد من وصفهم بـ"الإرهابيين" منها، موضحًا أن ليبيا ليست في حاجة لمساعدات مالية من الخارج، وأن ثرواتها الطبيعية تجعلها في غنى عن ذلك.
بعد انسحابه من عدة
لفت إلى أنه اتفق مع بريطانيا على عدم وجود أي مخطط لإرسال وحدات برية، غير أنه ترك القرار بيد حكومة الوفاق الجديدة، حين أوضح أنها لم تطلب ذلك، مضيفًا أن شركاء أمريكا الغربيين، في إشارة إلى فرنسا وإيطاليا، يقدمون الدعم الاستخباراتي لليبيا، وفي بعض الحالات يقومون بالتدخل العسكري، لمنع تنظيم "داعش" من السيطرة على مناطق جديدة.
وذكرت بوابة الحركات الإسلامية، في تقرير لها أمس أن مجلس شورى المجاهدين التابع لتنظيم القاعدة يقاتل منذ أول أمس تنظيم داعش، كما كانت هناك بعض الضربات الجوية في المدينة، وشهدت درنة نزاعًا بين 3 أطراف، هي "داعش" ومجلس شورى المجاهدين وقوات موالية للحكومة الموجودة في شرق ليبيا.
وتغرق ليبيا في فوضى عارمة منذ ما يقارب الـ5 سنوات منذ 2011 في أعقاب سقوط معمر القذافي؛ حيث تتنافس حكومتان وبرلمانان، إحداهما معترف به دوليًا والآخر محسوب على جماعة الإخوان المسلمين.
وفي الفترة الأخيرة، انبثقت حكومة الوفاق الوطني بدعم أممي التي من المفترض أن تنقذ البلاد من كبوتها؛ حيث توسطت منظمة الأمم المتحدة في تشكيلها، ولكنها تواجه صعوبات كثيرة في ظل عدم منحها الثقة من جانب الحكومة المعترف بها دوليًا في طبرق، وكذلك الحكومة الموازية المحسوبة على جماعة الإخوان في طرابلس والتي ترفض التنازل عن السلطة.
وكان اشتد القصف الذي تقوم به طائرات موالية لبرلمان طبرق المعترف به دوليًا، إذ نسب كل طرف انسحاب مقاتلي "داعش" إليه، وحسب ما أعلنه مجلس شورى مجاهدي درنة، الموالي لتنظيم القاعدة، فإن مقاتلي داعش فروا إلى الجنوب من المدينة بعد المعارك الدامية وانسحبوا من آخر معاقلهم الرئيسية في المدينة، الموجود في حي الفتائح، في وقت زادت فيه طائرات موالية لحكومة الشرق الليبي من قصفها ضد التنظيمين معًا.
بعد انسحابه من عدة
واستهدف القصف مقاتلين في مجلس شورى درنة بحي السيدة خديجة، وسِجنًا كان يحتمي فيه موالون لتنظيم "داعش"، في وقت نشر فيه بعض سكان المدينة صورًا لهم وهم يحتفلون بتراجع تنظيم "داعش".
ووفق تقارير فقد ارتفعت خسائر تنظيم "داعش" أكبر تنظيمات الإرهاب وأخطرها عالمياً، في العراق وجارته سوريا، منذ بداية العام 2016، إلى أكثر من 28 ألف قتيل له خلال الحرب عليه.
وفي الوقت الذي يرى مراقبون أن التنظيم تكبد خسائر كبيرة جعلت خطوة انسحابه أمر ضروري، ذكر تقرير أمني ألماني، بأن ثروة تنظيم داعش، تبلغ حوالي مليار دولار أمريكي، حصّلها من أموال الضرائب والرسوم الإجبارية التي فرضها على المناطق التي يسيطر عليها في سوريا والعراق، فضلاً عن عمليات بيع النفط وتهريب التحف وأموال الفدية.
وأشار التقرير المنسوب إلى مكتب البحث الجنائي الاتحادي بي كا إيه، ونقله التليفزيون الألماني إيه آر دي الرسمي، اليوم الأحد 24 أبريل 2016، إلى أن ثمة قوافل مساعدات مالية في ألمانيا، تقدمها أسر غنية وأصدقاء لمجموعات جهادية، معتبراً أن تلك المساعدات تلعب دوراً مهماً، مضيفًا أنه بجانب هذه الأموال، تتمثل المساعدات في المواد الطبية والعلاج والملابس والمركبات وسترات الوقاية، وكذلك الحصول على تبرعات من خلال مواقع التواصل الاجتماعي.
وتابع: "تسلك قوافل المساعدات لسوريا من الأشخاص المنتمين للتيارات السلفية، طريق البلقان؛ حيث ازدهرت عمليات تهريب السلع والنقد، وكذلك تهريب المقاتلين الذين يسافرون لمناطق الحرب".
ووفق التقرير، يقوم المقاتلون الأجانب بنقل الأموال مقابل أجر بسيط، وبدعم من الأصدقاء والأقارب في الوطن، وكبديل عن نظام نقل المال بالحقيبة، تستخدم أيضاً الخدمات المالية في دول مثل لبنان وغيرها.

شارك