"القامشلي" منطقة النفوذ المشتعلة بين الأكراد والنظام السوري

الإثنين 25/أبريل/2016 - 03:43 م
طباعة القامشلي منطقة النفوذ
 
تشهد مدينة القامشلي  صراعًا محمومًا بين النظام السوري والأكراد، بعد أن شهدت في وقت سابق مواجهات بين تنظيم "داعش" تصدى لها قوات النظام المدعومة بمسلحي الدفاع الوطني، وميليشيا المغاوير العشائرية، بالإضافة لوحدات حماية الشعب الكردية "YPK" من جهة أخرى، وتوصل مسئولون في النظام السوري وأكراد بعد منتصف ليل السبت الأحد 24-4-2016م إلى اتفاق يعيد الهدوء إلى مدينة القامشلي شمال شرق سوريا، ويتضمن تثبيت الهدنة وتبادل المعتقلين بين الطرفين.
القامشلي منطقة النفوذ
وقال مصدر أمني كردي إنه "تم التوصل بعد منتصف الليل إلى اتفاق يعيد الهدوء إلى مدينة القامشلي وينص على تبادل المعتقلين بين الطرفين ويتضمن الاتفاق الإفراج عن الأكراد الموقفين في القامشلي منذ ما قبل العام 2011، وعدم اعتقال أي كردي بسبب التجنيد أو أي سبب آخر، إضافة إلى عدم اعتقال أي عربي أو مسيحي منضم للوحدات أو يعمل لدى الإدارة الذاتية، وأن المقاتلين الأكراد لن ينسحبوا من المناطق التي سيطروا عليها خلال الاشتباكات مثل سجن علايا وشوارع ونقاط أخرى تابعة لقوات النظام و"الدفاع الوطني ويتضمن الاتفاق، تعويض المتضررين من القصف المدفعي لقوات النظام وعائلات القتلى، وأن الأكراد طلبوا خلال المباحثات  إعادة النظر في التشكيلات غير الرسمية مثل كتائب البعث وقوات الدفاع الوطني، إن كان في مراكزهم أو مواقعهم".
من ناحيته، أكد مصدر أمني من النظام التوصل إلى الاتفاق خلال اجتماع عقد في مطار القامشلي بين ممثلين عن النظام ووحدات حماية الشعب الكردية، وتم الاتفاق على إبقاء مفعول الهدنة "المعمول بها منذ الجمعة 22-4-2016م، فضلاً عن تبادل المخطوفين والجرحى المصابين بدءاً من اليوم الأحد، وأنه سيتم  الانتقال تدريجياً خلال مباحثات ستستمر بين الطرفين إلى نقاط أخرى تتعلق بتمركز وتموضع وحدات حماية الشعب الكردية، وجيش النظام السوري مع اللجان الشعبية".
القامشلي منطقة النفوذ
وتوصل الطرفان الجمعة إلى اتفاق هدنة بعد يومين على اشتباكات دامية بين قوات النظام السوري وقوات الدفاع الوطني الموالية لها من جهة وقوات الأمن الداخلي الكردية (الأساييش) من جهة ثانية، إثر إشكال وقع عند أحد الحواجز الأمنية في القامشلي، التي نادراً ما تشهد حوادث مماثلة وأسفرت الاشتباكات عن سقوط 17 قتيلاً مدنياً و10 قتلى من المقاتلين الأكراد و31 من قوات النظام والمسلحين الموالين لها ، بالإضافة إلى أن ما لا يقل عن 40 مقاتلًا مواليًا للحكومة السورية استسلموا للقوات الكردية، يوم الخميس 21-4-2016م ، وكانت القوات الموالية للحكومة تتحصن في سجن يخضع حاليًا لسيطرة قوات الأمن الكردية. 
وقالت مصادر سورية: "إن قتالًا نادرًا اندلع بين عناصر من وحدات حماية الشعب الكردية وقوات النظام في القامشلي شمال سوريا، أسفر عن سقوط عدد من القتلى فيما قامت عناصر حماية الشعب بأسر عشرين عنصرًا من قوات النظام، وبدأ الاشتباك حين أوقف عناصر مما يعرف بـ"الأسايش"، وهي مجموعة أمنية كردية تابعة لوحدات حماية الشعب، سيارة عسكرية فيها ضابط من قوات النظام بعدها قتل عنصران من الأكراد واستمرت الاشتباكات حتى وقت متأخر من مساء 20-4-2016م، وتسيطر وحدات حماية الشعب- وهي الذراع العسكرية لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري- على عدة أجزاء من القامشلي، فيما تسيطر قوات النظام على مناطق أخرى.
القامشلي منطقة النفوذ
يذكر أن اشتباكًا جرى في العاشر من مارس الماضي بين ميليشيات موالية للنظام وعناصر من وحدات حماية الشعب في قرية خربة عمو التي يقطنها مواطنون عرب شرق مدينة القامشلي التابعة لمحافظة الحسكة، بعدها انسحبت عناصر وحدات الحماية، في وقت حذرت روسيا آنذاك من أن تنظيم داعش يحشد عناصره لشن هجوم واسع على القامشلي.
وتأتي هذه الأحداث بعد إعلان مشروع الفيدرالية في شمال سوريا في السابع عشر من مارس الماضي، من جانب بعض الأحزاب الكردية، ومن أبرزها حزب الاتحاد الديمقراطي، إذ شمل الإعلان المناطق التي يسيطر عليها هذا الحزب، وهو إعلان رفضه النظام كما رفضته المعارضة السورية. 
القامشلي منطقة النفوذ
 مما سبق نستطيع التأكيد على أن ما تشهده مدينة القامشلي هو جزء من الصراع المحموم بين النظام السوري والأكراد على المدينة المهمة، وأن المستفيد الأول من هذا الصراع هو تنظيم "داعش" الدموي. 

شارك