بهدف وضع استراتيجة جديدة.. الكويت تحتضن اجتماعًا لـ"التحالف الدولي"

الثلاثاء 26/أبريل/2016 - 02:51 م
طباعة بهدف وضع استراتيجة
 
مع السعي الذي يقوم به التحالف الدولي بقيادة أمريكا ضد داعش، ومواصلة شن هجماته على التنظيم الإرهابي في جميع الدول المسيطر عليها، اجتمع أمس الأثنين في دولة الكويت، المجموعة المعنية بالاتصالات التابعة لدول التحالف الدولي ضد تنظيم داعش برئاسة الإمارات والولايات المتحدة وبريطانيا.
بهدف وضع استراتيجة
يأتي ذلك بالتزامن مع الحكم على المتهمين في قضية تفجير مسجد الإمام الصادق الذي وقع في يونيو الماضي؛ حيث صرح وزير الخارجية الكويتي خالد الجارالله أن استضافة الاجتماع تأتي من منطلق دور الكويت في مكافحة تنظيم داعش والتعاون مع المجتمع الدولي في القضاء على استغلال التنظيمات الإرهابية للتكنولوجيا المتطورة وبرامج التواصل الاجتماعي واستخدامها بشكل سيئ، مشددًا على ضرورة مواجهة هذه الظاهرة الخطيرة التي تهدد المجتمع المدني، والوقوف في وجه هذه الموجة الإلكترونية من خلال تضافر الجهود الدولية ووضع خطة استراتيجية محكمة تشمل عدة عوامل تبدأ بالأسرة وتنتهي بالإعلام.
الجارالله أشار إلي ضرورة نشر وتعزيز الوسطية من خلال استراتيجية تحمل عدة عوامل رئيسية توجيهية وإعلامية إضافة إلى الأمن الاجتماعي، مضيفًا أن الاجتماع يسعى إلى متابعة آخر الإنجازات التي تقوم بها المجموعة، ومتابعة التحديات القادمة ووضع آلية ممنهجة لمواجهة النشاط الإعلامي الإرهابي.
ومنذ أن بدأ التحالف الدولي في شن هجماته على مناطق سيطرة التنظيم الإرهابي، ولم يحقق أي تقدم حتى الآن، في ظل الاستراتيجية الفاشلة التي تتبعها الدول المشاركة في التحالف الدولي.
وتشارك الكويت في التحالف الدولي منذ تدشينه، تخوفًا من أن تطال أراضيها أقدام "داعش"، وكانت شهدت الكويت عددًا من الأعمال الإرهابية والتفجير والتخريب عبر تاريخها، وكان آخرها تعرض مسجد الإمام الصادق الكائن في منطقة الصوابر في قلب الكويت العاصمة لتفجير إرهابي في 26 يونيو الماضي، خلال صلاة الجمعة في رمضان، نفذه انتحاري، ما أوقع 26 ضحية، فضلاً عن إصابة 227 بجروح متفاوتة.
ومن أبرز الأعمال الإرهابية التي شهدتها الكويت على مدار تاريخها، هي محاولة اغتيال الشيخ جابر الأحمد عام 1985 وتفجيرات المقاهي الشعبية والانفجارات السبعة عام 1983.
وقد شهدت الكويت في عام 1972 اغتيال حردان التكريتي نائب رئيس الجمهورية العراقية وزير الدفاع واتهام الاستخبارات العراقية بالعملية، وفي شهر أبريل من نفس العام  أيضًا شهدت انفجار قنبلة في سيارة الدبلوماسي الأردني محمد عفانة أمام سفارة بلاده.
وفي عام 1976، حصل تفجير بمكاتب الطيران السورية الواقعة في شارع فهد السالم، وفي عام 1981 وفي الثاني من أبريل وقع انفجار بمكاتب شركة الملاحة الإيرانية في شارع فهد السالم.
بهدف وضع استراتيجة
عام 1984 تعرضت الطائرة الكويتية كاظمة إلى عملية قرصنة وخطف في إيران بعدما أقلعت من دبي باتجاه كراتشي، وفي عام 1988 وفي السادس من أبريل تعرضت طائرة كويتية الجابرية إلى الخطف، وهي متجهة من بانكوك إلى الكويت، وأجبروها على النزول في مشهد، وعلى متنها 111 راكبًا، وهدد الخاطفون بنسفها إذا لم تلب مطالبهم استعدادا للإقلاع إلى جهة غير معلومة.
كما شهدت الثمانينيات في تاريخ الكويت أيضًا مجموعة من الأعمال الإرهابية؛ حيث شهدت مطابع  الرأي العام في يونيو من عام 1980 حادث انفجار، وفي1981 كانت هناك خمسة انفجارات مجرمة هزت الكويت آنذاك، وفي 1982 كانت هناك محاولة لتفجير مبنى جريدة الوطن.
وفي عام 1983 كانت هناك العديد من حوادث التفجيرات والتي عرفت بالانفجارات السبعة تمثلت في السفارتين الأمريكية والفرنسية، برج المطار، منطقة الشعيبة الصناعية، مركز التحكم والمراقبة للطاقة الكهربائية.
وفي أبريل من عام 1985 كان حادث الاعتداء على رئيس تحرير جريدة السياسة أحمد الجارالله، وفي مايو من نفس العام شهدت الكويت حادث الاعتداء على موكب سمو الأمير الشيخ جابر الأحمد، ويوليو عام 1985  كان حادث تفجير المقهيين الشعبيين في السالمية والشرق والذي راح ضحيته 100 شخص، وفي يونيو 1986 شهدت الكويت حادث تفجير خزانات النفط الشمالية والجنوبية في الأحمدي.
وفي عام 1992 شهدت البلاد موجة من الانفجارات والأعمال الإرهابية، منها تعرض الفنان عبدالحسين عبدالرضا لاطلاق الرصاص، وحرق خيمة السيرك الروماني، وانفجار قرب منزل الدكتور هلال الساير، وانفجار في محل فيديو بخيطان، ومحل سالمين لبيع الآلات الموسيقية.
فيما شهدت الكويت عام 2005  أكثر من عمل إرهابي في عدد من المناطق؛ حيث شهدت منطقة حولي اعتداء إرهابياً سافراً  عندما أطلق ثلاثة مسلحين إرهابيين النار على جال أمن الدولة أثناء اعتقالهم مطلوباً ينتمي إلى جماعة التكفير والهجرة؛ مما أدى إلى استشهاد الملازم أول حمد الأيوبي والرقيب أيمن الرشود، وإصابة الرقيب أول بدر المذن والرقيب فهد السمحان، كما أدى الاعتداء إلى مقتل المطلوب فواز العتيبي.
بهدف وضع استراتيجة
وفي نفس العام عاشت ضاحية على الصباح أم الهيمان سابقاً يوماً من أيام الحرب ضد الإرهاب، وذلك عندما تحصنت مجموعة إرهابية قوامها عشرة أشخاص تقريباً في أحد منازل القطعة 2، واشتكبت مع رجال القوات الخاصة وأمن الدولة على مدى 5 ساعات تقريباً، مما أدى إلى مقتل مطلوب سعودي الجنسية واعتقال 3 آخرين، كما أدى الاشتباك إلى إصابة ثلاثة من رجال الأمن هم الملازم حمد صقر، وإصابته بليغة، وخضع لعملية جراحية، والرقيب خالد الخالدي، والرقيب محمد المطيري. وقد عثر في المنزل الذي داهمته القوات الخاصة على كمية كبيرة من المتفجرات والصواعق، وعلم أن المجموعة كانت تخطط لمهاجمة مواقع أمريكية وبعض المنشآت الحيوية.
وفي منطقة السالمية من نفس العام شهدت اشتباكًا مسلحًا بين رجال أمن الدولة والقوات الخاصة ومجموعة مسلحة اتخذت من إحدى الشقق مقرا لها، مما أدى إلى استشهاد رقيب أول وإصابة 4 رجال أمن بينهم ضابط، كما قتل مسلح وأصيب آخر واعتقل ثالث في الاشتباك، والذي أدى أيضًا إلى وفاة مواطن بحريني من سكان المبنى الذي وقع فيه الاشتباك، ويعتبر الحادث امتدادًا لحادثي أم الهيمان وحولي الإرهابيين.
وفي منطقة القرين قتل رجال أمن الدولة 5 إرهابيين خلال اشتباك مسلح استمر ساعتين ونصف الساعة انتهى باعتقال أمير خلية "أسود الجزيرة" التابعة لكتائب الحرمين الشريفين عامر خليف العنزي، مع اثنين من أعضاء الشبكة، وإصابة اثنين آخرين.
ويبدو أن الكويت تسعى لتوحيد الجهود من أجل محاربة الإرهاب الذي بات يهدد أراضيها، وكذلك الدول العربية بأكملها.

شارك