فمع إعلان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن "تركيا اتفقت مع الولايات المتحدة على نشر بطاريات صواريخ أمريكية مضادة للصواريخ على حدودها مع سوريا خلال شهر مايو  2016م، لمواجهة عمليات القصف المتكررة التي يقوم بها تنظيم داعش، وتستهدف الأراضي التركية بقوله: "توصلنا إلى اتفاق لنشر هايمارس وهي صواريخ أمريكية مضادة للصواريخ، ونأمل أن تتوصل المحادثات القائمة مع الولايات المتحدة بشأن إقامة "منطقة آمنة" في شمال سوريا بين مدينتي منبج وجرابلس إلى قرارات ملموسة؛ لأن هدفنا هو تطهير هذا الشريط البالغ طوله 98 كيلومترًا من داعش".

 وبالإمكان نشر بطاريات الصواريخ الأمريكية في مواقع مختلفة؛ نظرًا لسهولة نقلها، ويصل مداها إلى 90 كيلومترًا، ويبلغ المدى الأقصى للمدفعية التركية التي تقصف مواقع تنظيم داعش في سوريا نحو 40 كيلومترًا، وهي  من نوع توماهوك وهي من عائلة ما يعرف بصواريخ كروز ذاتية الدفع، ولديها عدة استعمالات ومن الممكن تغيير رءوسها المتفجرة بحسب الحاجة والهدف وفي سياق تحديث لهذه الصواريخ بات بإمكانها استعمال منظومة GPS  لتحديد المواقع خلال توجهها نحو الهدف وحتى تغيير سرعتها خلال تحليقها، علمًا أنها تحلق على علو منخفض.

وفي آخر تحديث لهذه الصواريخ بات أيضًا بإمكانها استعمال المعلومات والإحداثيات التي تصلها من عدة مصادر، أي من باخرة الإطلاق أو من جنود قرب الهدف أو من الأقمار الاصطناعية، مما يمكنها من تعديل مسارها خلال طيرانها نحو الهدف إن كان متحركًا، علمًا أنه في جميع الأحوال يمكن لمطلق الصاروخ أن يتحكم به خلال فترة الطيران ويمكن تجهيز هذه الصواريخ برءوس متفجرة عادية 450 كلغ أو انشطارية وحتى نووية للتكتيكية منها، ويصل مداها إلى 2500 كلم وسرعتها إلى 880 كلم في الساعة.

 والدول التي تمتلك صواريخ توماهوك هي الولايات المتحدة وبريطانيا، وهي مشاركة في التحالف على داعش واستعملتها البحرية الأمريكية لأول مرة في حربها مع العراق عام 1991. وقد تم إنتاج ما يقارب 6000 صاروخ 2000 منهم في الخدمة حاليًا. من الممكن مواجهة هذه الصواريخ بصواريخ أرض-جو متطورة كصواريخ باتريوت الأمريكية أو صواريخ س300 الروسية الصنع.

داعش هي الأخرى تتبنى استراتيجية صاروخية ضد تركيا وقوات التحالف، فمنذ مطلع  عام 2016م سقطت حوالي 40 قذيفة على مدينة كيليس التركية المجاورة للحدود مع سوريا، من مناطق يسيطر عليها تنظيم داعش، ما أدى إلى مقتل 17 مدنيًّا على الأقل، ومنها ما أطلقه التنظيم المتطرف يوم الأحد 24-4-2016م من قذائف على مدينة كيليس أوقعت قتيلين و25 جريحًا، وأيضًا قُتل شخص وأصيب 26 آخرون إثر سقوط خمسة صواريخ

أُطلقت من منطقة في سوريا يسيطر عليها تنظيم "داعش"، وقال يلتشين أكدوغان نائب رئيس الوزراء التركي: إن دفعة أولى من الصواريخ سقطت على سقف منزل في حي اوكجولار، فيما سقطت دفعة ثانية في جوار مسجد والمدفعية التركية ردت فورا على هذه الهجمات، وإن الدولة التركية ستقوم باتخاذ كل الإجراءات اللازمة للحيلولة دون سقوط الصواريخ على كيليس. 

وتقع كيليس على الجانب الآخر من الحدود مع منطقة يسيطر عليها تنظيم داعش في سوريا وتؤوي نحو 110 آلاف لاجئ سوري، وقال مسئولون أتراك: إن المتشددين يأتون إلى الحدود على متن دراجات نارية ثم يطلقون الصواريخ على البلدة. ويقول المسئولون: "إن صواريخ هاوتزر التركية التي تنتشر على الحدود تواجه صعوبة في إطلاق النار على أهداف متحركة، وترد القوات التركية دائمًا على القصف الذي يستهدف أراضيها بقصف مدفعي مماثل جيث دمرت في وقت سابق قاذفة صواريخ تابعة للتنظيم في سوريا على بعد نحو 20 كلم من بلدة كيليس الحدودية.